عمال في ريف إدلب بين تأمين لقمة العيش أو التزام الوقاية من الفيروس
إدلب – نورث برس
يحتار عمال في ريف إدلب الشرقي، شمالي سوريا، في كيفية الوقاية من فيروس "كورونا" من جهة، وحاجتهم للعمل من أجل تأمين أبسط سبل العيش، لا سيما في ظل غياب تخطيط واضح لإدارة الأزمة التي تسبب بها الفيروس وتداعيات الإجراءات الوقائية بعد كم الوفيات والإصابات التي تنقلها وسائل الإعلام بشكل يومي في العديد من الدول.
وقال عبد المجيد أبو رياض، (50 عاماً)، والذي يدير "ورشة عمال زراعيين"، إنهم لا يستطيعون إلا اتّباع بعض طرق الوقاية من الفيروس مثل ارتداء الكمامات والقفازات، "رغم أن الفيروس أصبح على مقربة منا وتحذيرات وزارة الصحة، لكن إذا لم يخرج العامل إلى عمله يومياً لن يستطع العيش، فاليوم الذي لا يعمل فيه لا يستطيع الحصول على الطعام، خاصة في ظل سوء الأوضاع المعيشية التي تشهدها المنطقة".
وتسبب ارتفاع أسعار المواد الغذائية والتموينية، بالتزامن مع إغلاق المعابر مع مناطق سيطرة فصائل المعارضة المسلحة، بجانب آخر للمعاناة، في الوقت الذي تعاني محافظة إدلب من ازدحام النازحين والمخيمات وانشغال السواد الأعظم من سكانها بتأمين قوت يومهم.
وقال محمد البدوي، وهو عامل زراعي في ورشة عبد المجيد أبو رياض، لـ "نورث برس": "هناك تحذيرات عديدة أطلقت في الشمال السوري للالتزام في البيوت بسبب الخوف من انتشار فيروس كورونا، لكن لا نستطيع التوقف عن ممارسة أعمالنا، فرغم أنني لم أتوقف عن عملي في هذا الظرف، إلا أن ما أتقاضاه من أجر يومي لا يكفي معيشة عائلتي في ظل الغلاء الموجود في الأسواق، فكيف لي التزام البيت، التزام البيت سيؤدي لموتنا جوعاً".
كما دفعت موجات النازحين التي اجتاحت محافظة إدلب جراء الأعمال القتالية في جنوب المحافظة والمحافظات المحاذية لها، الكثير من الأطفال لممارسة بعض المهن والأعمال لكسب لقمة العيش لهم ولعوائلهم التي باتوا مسؤولين عنها.
وقال علي عيسى، /12/ عاماً، إنه اضطر للعمل وترك الدراسة كي يساعد عائلته لتأمين احتياجاتها المعيشية.
"لا يوجد لدينا من المال ما يكفي لشراء الخبز، أعمل مع جميع أفراد عائلتي لكي نستطيع العيش، والحصول على طعامنا وملبسنا، فلا معيل لنا إلا عرق جبيننا".
ويقول محمد ربيع الخطيب، وهو طبيب أسنان ونازح من بلدة تسيل بريف درعا إنه يجب التقليل من الازدحام قدر الإمكان وفي كل الظروف.
" نعم توجد مشكلة في ورشات العمل التي تعمل في الأراضي الزراعية لجني المحاصيل وغيرها. ويخرج ما لا يقل عن /15/ عاملاً لمكان العمل في سيارة واحدة، الأفضل لهم اتباع سبل الوقاية قبل الخروج من المنزل".
وشدد الخطيب على الالتزام بتدابير مثل غسل اليدين بالكحول وارتداء كمامات من أجل تجنب خروج الرذاذ أثناء العطاس، وعدم ملامسة الوجه، "من الأفضل أن يكون مع كل عامل كحول لتعقيم يديه بشكل متكرر".
وكان وزير الصحة في الحكومة السورية المؤقتة، مرام الشيخ، قد نشر عبر حسابه على موقع "تويتر" أنّ عدد الحالات المشتبه بإصابتها بفيروس كورونا، والتي تم فحصها في مركز الإنذار المبكر بلغت /197/ حالة حتى تاريخ 17 نيسان/ أبريل الجاري، وسجلت جميعها نتائج سلبية.