مخيم واشوكاني.. مرافق غير صالحة للاستخدام ومساعدات قليلة في ظل مخاطر كورونا
الحسكة – جيندار عبدالقادر – نورث برس
تزداد معاناة قاطني مخيم (واشوكاني)، /12/ كم غرب الحسكة، والذي يضم نازحين ومهجرين من مدينة سري كانيه/ رأس العين وريفها، بسبب سوء الخدمات ونقص المساعدات الإنسانية في ظل مخاطر تفشي مرض كورونا في مناطق شمال وشرقي سوريا بعد وصول عدد الإصابات المعلنة في مناطق سيطرة الحكومة السورية إلى /38/ حالة.
ويشتكي سكان المخيم من نقص الخدمات في مختلف الجوانب الغذائية والمنظفات وسوء المرافق العامة إلى جانب غلاء المعيشة وعدم تمكنهم من تأمين الكثير من الحاجات الضرورية من غذاء وملبس.
وقالت سلمى الوهاب (48 عاماً)، وهي نازحة من أهالي ريف سري كانيه/ رأس العين، لـ"نورث برس"، إن حالهم "سيئة" في ظل قلة المواد الغذائية، التي كانت سابقاً أفضل، لكن الكميات باتت تتناقص مؤخراً، "قاموا بتأخير توزيع المعونات خلال الشهر الحالي، كما أن كمية المواد التي تضمنتها السلة الغذائية قليلة جداً مع غياب بعض المواد الأساسية، ونضطر لشراء الكثير من المواد".
لكنها أشارت إلى أنهم حصلوا على كميات كافية من المنظفات والمعقمات، ضمن الإجراءات الاحترازية لمواجهة خطر تفشي مرض كورونا.
من جانبه، قال صبحي العساف (56 عاماً)، وهو مهجر آخر من ريف سري كانيه ويقيم في مخيم "واشوكاني"، "نحن هنا منذ نشأة المخيم، ولا تصلنا المواد بالشكل المطلوب، نحصل على فقط على الخبز بشكل دوري، إلى جانب توزيعهم للمنظفات قبل فترة".
وأضاف أنهم حصلوا على مبالغ نقدية في السابق لمرة واحدة فقط وقاموا بشراء حاجياتهم الضرورية حينها، مشيراً إلى ضرورة استمرار ذلك كي يتمكنوا من إعالة أنفسهم.
وقال مهجر آخر من مدينة سري كانيه، يقيم في المخيم وفضل عدم ذكر اسمه، إن "الخدمات والمرافق الهامة في المخيم سيئة للغاية، حيث أن أغلبها يصيبها العطل بعد مدة قصيرة جداً دون أن يتم إصلاحها".
وأضاف متسائلاً، "ما فائدة الحجر الصحي إن كانت المرافق العامة سيئة للغاية؟"، مطالباً إدارة المخيم والمنظمات والجمعيات الإنسانية بضرورة مساعدة قاطني المخيم الذين نهبت كامل ممتلكاتهم وما عادوا يملكون أي شيء سوى خيمة لا ترد عنهم برد الشتاء ولا حرارة الصيف، على حد تعبيره.
وكانت إدارة مخيم واشوكاني قد عقدت مؤخراً اجتماعاً مع كافة المنظمات الدولية والجمعيات المحلية العاملة ضمن المخيم، لمطالبتهم بضرورة تقديم المزيد من الخدمات لقاطني المخيم مع اقتراب حلول فصل الصيف واحتمال انتشار الأوساخ والأوبئة، بالإضافة إلى خطر انتشار فايروس كورونا.
وحول نقص الخدمات في المخيم والإجراءات المتبعة للوقاية من فيروس كورونا، قالت الإدارية في مخيم واشوكاني، ستيرة رشك، إنه تم تخصيص أربع خيم للحجر الصحي داخل المخيم، كما تم وضع نقطة تفتيش لقياس حرارة الداخلين الى المخيم، "ويتم ذلك بالشكل النظامي".
وفيما يخص كميات المياه المتوفرة والمرافق العامة الموجدة في المخيم، أشارت رشك إلى أنه "في السابق كان وضع المياه سيئاً نوعاً ما بعد قيام الجيش التركي بإيقاف محطة علوك وتوقف ضخ المياه الى مدينة الحسكة وريفها، أما في الوقت الحالي فكميات المياه جيدة".
وكشفت عن أن بعض المنظمات ستعمل على إصلاح المرافق العامة وتجهيزها بشكل جيد وإعادة صيانتها، دون أن توضح الجهات المنفذة أو تاريخ التنفيذ.
ويشهد المخيم حركة حياة طبيعية، إذ قلما تجد التزاماً بالتدابير الوقائية من فيروس كورونا، رغم مرور نحو شهر على إصدار قرار بمنع التجول وفرض الإجراءات الاحترازية لمواجهة خطر تفشي فيروس كورنا الذي أصبح وباءً عالمياً.
ورغم أن إدارة المخيم قامت بتوزيع منشورات حول أهمية الوقاية من الفيروس واتخاذ التدابير من أجل ذلك، إلا أن الحركة تبدو اعتيادية داخله، بالمقارنة مع انخفاض حركة التجول والمرور في مدن وبلدات شمال وشرقي سوريا.
ويضم مخيم واشوكاني الذي أُنشئ في تشرين الثاني/ نوفمبر من العام الماضي2019، نحو /11/ ألف نازح من مهجري مدينة سري كانيه/ رأس العين بعد نزوحهم من مناطقهم نتيجة العملية العسكرية التركية في منطقة شرق الفرات في تشرين الأول/ أكتوبر من العام الفائت.