سيناريوهات مفتوحة تلف مصير الأزمة بين الولايات المتحدة وإيران

القاهرة- محمد أبو زيد-  NPA 
تفرض سيناريوهات مفتوحة نفسها على طاولة الأزمة بين الولايات المتحدة الأمريكية وإيران، يعززها التلويح الأمريكي باستخدام القوة العسكرية من آن لآخر، إضافة للاستفزازات الإيرانية المتواصلة في المنطقة، وآخرها عملية إسقاط طائرة استطلاع أمريكية.
تطورات عديدة ومُتسارعة تُسعِّر “مرجل اللغط” الدائر بشأن مصير إيراني بشكل خاص، وبالتبعية مصير المصالح والأهداف الإيرانية بالخارج وتأثر ملفات مختلفة أهمها الملف السوري بنتائج وتطورات الأزمة الراهنة بين واشنطن وطهران، وأي نتائج مستقبلية تسفر عنها تلك الأزمة.
وفي ثنايا ذلك المشهد المعقد ثمة العديد من التكهنات التي تلف مصير الأزمة الراهنة، واستطلعت “نورث برس” آراء المراقبين الذين رجحوا أن تكون تلك الاستفزازات المتبادلة والضغط مقدمات لتفاوض مستقبلي.
حيث قال الخبير في الشؤون الإيرانية محمد علاء الدين الذي يترأس “مرصد الفكري” في العاصمة المصرية القاهرة لــ “نورث برس”, إن “إيران تتبع أسلوب المناورة من أجل إبقاء باب المفاوضات مفتوحاً”.
الخبير في الشؤون الإيرانية محمد علاء الدين

ويشير علاء الدين إلى أن التطورات الأخيرة في الصراع بين إيران والولايات المتحدة الأمريكية، وخاصة بعد قيام طهران بإسقاط الطائرة الأمريكية، وردود الأفعال حولها، “إنما تعكس عدداً من الأمور المُهمة، أولها يتعلق بموقف واشنطن من إيران كون الولايات المتحدة جادة في التهديدات التي تسوقها ضد إيران، وأنها ساعية إلى استكمال ما بدأته من خطوات وتحركات ضدها، والدليل على ذلك استمرارها في جمع المعلومات كافة، لربما مثّل ذلك استعداداً مباشراً لأية عملية “عسكرية” قادمة ضد إيران.”
ويضيف أن تلك الاستفزازات الإيرانية “إنما تعكس من قبل الجانب الإيراني”, مشيراً إلى أن “هناك محاولات إيرانية حثيثة من أجل التغلب على أزمتها الداخلية والخارجية الراهنة على وقع العقوبات الأمريكية المفروضة عليها, لأن إيران تسعى إلى مخاطبة الغرب بصفة خاصة واتهام واشنطن باستفزاز إيران، من خلال محاولة توريط الولايات المتحدة في أي عملية ضدها، وهي رسائل أيضاً لا يمكن تجاهل تأثيرها على الداخل الإيراني، إذ تستخدمها الحكومة الإيرانية في إجراء “بروباغندا” لنفسها بالداخل, والدفاع عن سياساتها, وكسب تعاطف الإيرانيين الذين يعيشون ظروفاً صعبة للغاية.”
وفي سياق العقوبات الأمريكية على إيران يعبر الخبير في الشؤون الإيرانية أحمد أمير لـ”نورث برس” عن اعتقاده بأن “إيران تنوي قبول المفاوضات مع القوى العظمى لكنها لن تفعل ذلك قبل أن تقوي موقفها على طاولة المفاوضات وتستحوذ على بطاقات جديدة تدعم موقفها حتى لو كان من بين هذه البطاقات استعراض القوى والترهيب”.
ويشير أمير إلى أن “النظام الإيراني يصر على أن يظهر سلوكه العدائي، حيث تجسد ذلك في إسقاطها الطائرة الأمريكية”.
وشدد على أنه ثمة العديد من الأسباب والرسائل التي تسعى الحكومة الإيرانية إلى أن تبعث بها من خلال تلك الاستفزازات، وذلك في خطٍ متوازٍ مع محاولاتها لتحدي ومواجهة الولايات المتحدة الأمريكية، والتصدي لآثار العقوبات المفروضة على طهران، ومن بين تلك الرسائل محاولة “استعراض قوة الحرس الثوري”.
وأكد أمير أن طهران متأكدة من أن واشنطن لن تُقدمَ على أي تحرك عسكري ضدها إلا بإجماع دولي، في الوقت الذي يعتقد فيه المجتمع الدولي بأن مسألة الحرب ليست في صالح أحد. 
الداخل الإيراني
ويُتصور أن تكون لكل تلك الأمور تداعيات إضافية مؤثرة على الداخل الإيراني الذي يعاني تحت وطأة الضغوط الممارسة على إيران، لاسيما الضغوط الاقتصادية.
ويعبر الأكاديمي الإيراني المعارض أستاذ علم الاجتماع السياسي، الدكتور حسن هاشميان عن اعتقاده لـ”نورث برس” بأن مستوى الضغط الحالي على إيران قد يدفع إلى “انتفاضة عارمة داخلياً، بما يضع الحكومة على حافة الهاوية”.
الأكاديمي الإيراني المعارض أستاذ علم الاجتماع السياسي، الدكتور حسن هاشميان

ويضيف هاشيمان أن الحكومة الإيرانية كانت “تعتمد على استراتيجيات خاصة تحدد وتحمي سلوكها في المنطقة، من بين أبرز محاورها الرئيسية التدخلات الخارجية الميلشياوية التي تقوم بها، لكنّها –وتحت وطأة الضغوطات القائمة على إيران وتضييق الخناق عليها- لا يمكنها الاستمرار بالرهان على تلك التدخلات، وبالتالي تلجأ إلى “الدبلوماسية” كسلاح لتأمين مصالحها، وهو ما يتجسد في زيارات خارجية يقوم بها وزير خارجية إيران.”
يذكر أنه مُنذ تولي الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، تواجه العلاقات الأمريكية الإيرانية تأزماً شديداً، لاسيما بعد أن أقر الانسحاب الأمريكي من الاتفاق النووي، وما تبع ذلك من عقوبات على إيران بدأت بحزمتين أوليتين في آب/أغسطس وتشرين الثاني/نوفمبر من العام 2018، ولم تنته عند ذلك الحد.