مطالبات بتطبيق اتفاق حلب وتحسين الواقع الصحي

صالح سليم – حلب

بعد سنوات من الحصار والمعاناة في أحياء ذات غالبية كردية في مدينة حلب، يعلق سكان ومسؤولي حيّي الأشرفية والشيخ مقصود آمالاً كبيرة على الاتفاق الأخير بين قوات سوريا الديمقراطية (قسد) وحكومة دمشق، الذي يتضمن 14 بنداً، أبرزها التنسيق المشترك في تقديم الدعم الصحي والفني، لتحسين واقع الخدمات للسكان.

وخلال السنوات الماضية كانت الإدارة الذاتية تدير الأحياء الكردية في حلب عبر مجالس محلية، بما في ذلك تسيير الأمور الخدمية والإدارية وتقديم الدعم للمشافي والمراكز الصحية.

حصار ومعاناة طويلة

تعرضت الأحياء الكردية، لاسيما الأشرفية والشيخ مقصود، لحصار خانق من قبل النظام السابق، خاصة منذ انطلاق الاحتجاجات المناهضة له، ما أدى إلى شلل في الخدمات الأساسية، وعلى رأسها الخدمات الصحية، بحسب الدكتور عثمان شيخ عيسى، الرئيس المشترك للمجلس الصحي في الحيين.

ومع اندلاع الحرب في سوريا، تعرضت الأحياء لحصار شديد من قبل قوات النظام السابق، ورغم تدمير جزء كبير من البنية التحتية، لم تقدم الحكومة أي دعم يذكر.

ويدعو “شيخ عيسى” الحكومة السورية الانتقالية في حلب أن تتعامل بجدية تامة مع هذا الاتفاق، وأن تلتزم بتنفيذ بنوده في أقرب وقت ممكن.

ويضيف لنورث برس، “كما نأمل، بصفتنا جزءاً من القطاع الصحي، ألا تكون هناك أية عوائق أو مخاوف تعيق تطوير آلية الاتفاق وتنقيتها من المشكلات والعقبات السابقة”.

وخلال السنوات الماضية، فرض نظام الأسد الحصار لمرات عديدة على الأحياء الكردية عبر إغلاق الطرق المؤدية إليها، إذ كان يمنع دخول المحروقات والمواد الأولية إليها.

كما كانت تفرض قوات الفرقة الرابعة سابقاً التي كانت تتبع لماه الأسد شقيق الرئيس المخلوع بشار الأسد، الإتاوات على دخول الأدوية والمواد الغذائية.

ويطالب مسؤول المجلس الصحي في الحيين مديرية صحة حلب باتخاذ خطوات جدية لتنفيذ الاتفاق، بما ينعكس إيجاباً على حياة السكان.

تواصل ضعيف وبنود معلقة

وفي ما يتعلق بالتواصل مع الجهات الصحية الرسمية في الحكومة السورية الانتقالية، يوضح رئيس المجلس الصحي أنه لا يوجد حتى الآن تواصل مباشر ومنظم مع مديرية صحة حلب، رغم وجود تنسيق مع مديرية صحة حلب – المنطقة الأولى في بعض الجوانب.

ويضيف أنه حتى الآن، لم يتم عقد أي اجتماعات أو تشكيل لجان مشتركة لتفعيل آلية دمج أو تنسيق العمل بين القطاع الصحي في الحيّين ومديرية صحة حلب.

ويشير إلى أن المجلس يسعى لأن يكون جزءاً فاعلاً من هيكلية المديرية، خصوصاً فيما يتعلق بالميزانية السنوية المخصصة للقطاع الصحي في المدينة، آملاً أن تشمل الدعم المقدم للمراكز والمشافي في الشيخ مقصود والأشرفية، نظراً للكثافة السكانية الكبيرة في المنطقة.

 ويضيف: “نأمل أن نكون من المستفيدين من هذه المخصصات، مع العلم أن مديرية صحة حلب تتلقى ميزانية خاصة من دمشق لتقديم الخدمات في المستشفيات والمراكز والمرافق الصحية، بما في ذلك القطاعين الصحيين في الشيخ مقصود والأشرفية”.

ومنذ إعلان البدء في تنفيذ بعض بنود الاتفاق لم يعلق مسؤولون في مديرية صحة حلب التابعة للحكومة الانتقالية حول الشأن الصحي لنورث برس، مع التأكيد ضمن تصريح الدكتور فراس دهيمش رئيس دائرة برامج الصحة العامة بحلب على عدم توقف مديرية صحة حلب عن تقديم الخدمات في مختلف الأحياء، حتى في ريف حلب الشرقي الشمالي.

ويقول “دهيمش” لنورث برس، لا تزال المراكز الصحية مثل مركز الأشرفية ومركز الداء السكري تعمل، وهناك نقطة طبية في حي الشيخ مقصود يتم تزويدها بالأدوية وفرق اللقاح وعلاج اللشمانيا، مشيراً إلى أن “هناك خطط لإعادة تفعيل وتأهيل المراكز الصحية بعد استقرار الوضع الأمني.”

وفي الأول من نيسان/ أبريل الفائت، أعلن بدران جيا كرد، أعلنت الإدارة الذاتية بشمالي سوريا، عن اتفاق إداري، أمني وخدمي، بين مجلس أحياء حلب الكردية والإدارة السورية في حلب.

وينص الاتفاق على الحفاظ الكامل على خصوصية الأحياء الكردية، بما يشمل الجانب الأمني والخدمي والإداري والثقافي والسياسي، وذلك بالتنسيق مع المؤسسات الخدمية والأمنية المعنية في مدينة حلب، مع إنشاء آليات خاصة لتحقيق ذلك.

تحرير: خلف معو