“دعاية إعلامية”.. محللون يستبعدون انسحاب أميركي من العراق

غرفة الأخبار – نورث برس

مع إعلان الولايات المتحدة الأميركية موعداً لانسحاب قواتها من العراق، يرى محلّلون أنّه لن يكون هناك انسحاب حقيقي من قبل القوات الأميركية من العراق، وبالتحديد من قواعدها الرئيسيّة في البلاد.

 وأعلنت واشنطن وبغداد في 27 من أيلول/سبتمبر الجاري، أنّ المهمة العسكرية للتحالف الدولي ضدّ تنظيم الدولة الإسلامية “داعش” في العراق ستنتهي بحلول أيلول/سبتمبر من العام 2025 القادم، بينما ستستمر المهمّة العسكرية للتحالف في سوريا حتى نفس الشهر من العام 2026.

دعاية إعلامية

وفي الأول من أيلول/ سبتمبر الجاري، قال مسؤول أميركي، إنه لا توجد أي خطط لدى إدارة الرئيس الأميركي، جو بايدن، للانسحاب من سوريا، مشدداً على هدف مشترك مع قوات سوريا الديمقراطية بمنع عودة تنظيم الدولة الإسلامية “داعش” للظهور مجدداً.

ويعتبر عبدالله الكناني، وهو محلّل سياسي عراقي، أنّ ما تم إعلانه من قبل واشنطن وبغداد ليست سوى “دعاية إعلامية ولن يُطبق”.

ويقول الكناني، لنورث برس: “لن يكون هناك أي انسحاب لقوات التحالف الدولي بقيادة الولايات المتحدة الأميركية من العراق وبالأخص في ظل الأوضاع المتسارعة في المنطقة و”العداء بين إيران وواشنطن”.

ويرى المحلل السياسي العراقي من أنّ استمرار التواجد الأميركي في سوريا رسالة للعراق مفادها “نحن على مقربة منكم متى نشاء سنعود وهذا في حال الانسحاب”.

وفي وقت سابق أفاد محلّلون لنورث برس، أنّ انسحاب التحالف من العراق لا يعني إنهاء وجوده وسيؤثر على مكافحة “داعش”

ولدى الولايات المتحدة نحو 2500 جندي في العراق إضافة إلى 900 في سوريا، وذلك في إطار التحالف الذي تشكّل في 2014 لمحاربة تنظيم “داعش”.

قلق من جدية الانسحاب

يقول المحلل السياسي العراقي، إبراهيم السراج، إنّ الشارع العراقي متخوّف من أن لا يكون هناك انسحاب أميركي حقيقي من العراق.

ويضيف لنورث برس: “هناك قلق من مصداقية أن يكون انسحاب حقيقي للقوات الأميركة من القواعد العسكرية الثلاث في مطار بغداد وقاعدة عين الأسد وقاعدة حرير في أربيل”.

ويُشير المحلل السياسي العراقي إلى أنّ هناك تخوّف وقلق في الشارع العراقي من أن يكون الإعلان عن انتهاء مهلة التحالف الدولي ضدّ “داعش” في العراق مجرّد تغيّر في المصطلحات كـ”استبدال القوّات الأميركية بمستشارين”.

ويرى السراج، أنّ استمرار التواجد العسكري الأميركي في سوريا أيضاً يشكّل عدم ارتياح لدى الأوساط العراقية “هناك تخوّف من أن تتمركز القوات الأميركية بين العراق وسوريا وهذا سيشكل تحدٍّ كبير للحكومة العراقية وحالة من القلق من أن تكون هذه صورة أخرى للتواجد الأميركي ولكن بشكل آخر”، وفق تعبيره.

وفي الواحد والعشرين من أيلول/ سبتمبر، قال مسؤول أميركي لصحيفة “وول ستريت جورنال” الأمريكية، إنّ الاتفاق مع الجانب العراقي يسمح للتحالف باستخدام الأراضي العراقية لدعم قواته في سوريا.

إعداد وتحرير: عبدالسلام خوجة