محللون: انسحاب التحالف من العراق لا يعني إنهاء وجوده وسيؤثر على مكافحة “داعش”

غرفة الأخبار – نورث برس

يرى مختصون في شؤون الإرهاب أنّ خطر تنظيم الدولة الإسلامية “داعش” لايزال قائماً سواءً في العراق أو سوريا، وأي انسحاب للتحالف الدولي بقيادة واشنطن سيؤثر على جهود مكافحة الإرهاب.

بينما يرى مُحلّلون عسكريون أنّ الجيش العراقي أصبح في “وضع يمكّنه” من محاربة خلايا التنظيم المتبقية في بعض المناطق العراقية.

وكانت القيادة المركزية للجيش الأميركي قد أعلنت في تموز/يوليو الماضي، أن تنظيم “داعش” يحاول “إعادة تشكيل نفسه” في حين بات عدد هجماته بالعراق وسوريا في طريقه إلى التضاعف مقارنة بالعام الماضي، مبينةً حينها أن “داعش” تبنى 153 هجوماً في كلا البلدين خلال الأشهر الستة الأولى من العام الحالي.

وقال رئيس الوزراء العراقي، محمد شياع السوداني، في 17 من أيلول/سبتمبر الجاري إنّ “القوات الأميركية لم تعد ضرورية في العراق لأنّها نجحت في هزيمة تنظيم داعش”.

التنظيم لايزال موجوداً

يرى منير أديب، وهو باحث في شؤون الجماعات المتطرفة، أنّ تنظيم الدولة الإسلامية “داعش” مازال يُشكل خطراً في المنطقة ومازالت “خلاياه نشطة”.

ويضيف، لنورث برس، أن “داعش لم ينتهي وخلاياه الخاملة والنشطة هي ملأ السمع والبصر”، وقد نفّذ عشرات بل مئات الهجمات ربما خلال خمس سنوات ماضية، أي منذ سقوطه، والتنظيم لايزال موجوداً، ولم ينتهي”، على حد قوله.

ويعتقد الباحث في شؤون الجماعات المتطرفة أنّ قرار الحكومة العراقية، بأنّ وجود القوات الأميركية في العراق لم يعد ضرورياً، متعلق بالضغوطات الداخلية الموجهة لها من قبل الجماعات المسلحة الموالية لإيران “الضغوطات على الحكومة العراقية تتعلق بالحرب المستمرة بين إسرائيل وحركة حماس وحزب الله اللبناني”.

وتتعرض قواعد التحالف الدولي لاستهدافات متكررة في سوريا والعراق، منذ بدء الحرب بين حماس وإسرائيل منذ السابع من تشرين الأول/أكتوبر الماضي، وجميعها تبنتها جماعة “المقاومة الإسلامية في العراق”.

ويُشدد منير أديب المقيم في القاهرة على أن تنظيم “داعش” لايزال يشكل خطراً، ويعمل ويمثل خطراً على أمن العراق وسوريا وربما على المنطقة العربية بأكملها”.

وأنشأت الولايات المتحدة الأميركية في العام 2014 تحالفاً دولياً لدعم القوات العراقية وقوات سوريا الديمقراطية “قسد” بعد صعود التنظيم وسيطرته على نحو ثلث الأراضي العراقية.

لا إنهاء كلي للوجود الأميركي

يقول صفاء الأعسم وهو خبير عسكري عراقي، إنّ عدم حاجة العراق لوجود قوات التحالف الدولي بقيادة واشنطن ضد تنظيم الدولة الإسلامية “داعش” لا يعني إنهاء وجودها بشكل كامل في البلاد.

وبدأت الجولة الأولى من المحادثات بين بغداد وواشنطن في كانون الثاني/يناير الماضي، فيما أفضت الجولة الأولى للحوار الثنائي الذي عُقد في بغداد إلى اتفاق على تشكيل لجنة عسكرية مشتركة لمراجعة مهمة التحالف الدولي وإنهائها والانتقال إلى علاقات أمنية ثنائية.

ويضمّ التحالف الدولي حالياً نحو 2500 عسكري أميركي، ونحو 1000 من الدول الأعضاء فيه، ينتشرون في ثلاثة مواقع رئيسية في العراق، هي قاعدة عين الأسد في الأنبار، وقاعدة حرير في أربيل، ومعسكر فيكتوريا الملاصق لمطار بغداد الدولي، ويضاف للقوات الأميركية، قوات فرنسية، وأسترالية، وبريطانية، تعمل ضمن قوات التحالف، وأخرى ضمن الناتو في العراق.

ويُشير الأعسم في تصريح لنورث برس إلى أنّه “لا توجد حاجة حقيقة لقوات التحالف داخل العراق، ولكن هذا لا يعني إنهاء التواجد الأميركي في البلاد، فستبقى هناك علاقات ثنائية ما بين البلدين وسيبقى هناك خبراء ومستشارين ومدربين”.

ويرى الخبير العسكري العراقي أنّ “داعش” لا يزال متواجداً في سوريا، وهناك خطر من تسلل بعض عناصره عبر الحدود إلى العراق.

ولمنع تسلل عناصر التنظيم من سوريا إلى العراق، يقول، الأعسم، إنّه “يربط العراق مع سوريا أكثر من 700 كيلو متر وقامت القوات الأمنية ببناء سواتر ترابية وأسلاك وقواطع كونكريتية وهي مؤمّنة كليّاً عن طريق مَراقب ونواظير وحواسيب وأجهزة متطورة”.

ولا يخفي الخبير العسكري حصول اختراقات من قبل عناصر “داعش” وبالأخص عن طريق البوكمال بريف دير الزور، لكنه يُشير إلى أنّ “هذه الاختراقات لا تشكّل خطراً على العراق كون المؤسّسة العسكرية العراقية الآن أصبحت قادرة على حماية الحدود” على حدّ قوله.

وأكد السوداني في مقابلة لقناة “بلومبيرغ” الأميركية الثلاثاء الماضي، أن الإعلان عن موعد انتهاء مهمة التحالف الدولي في العراق سيكون قريباً، موضحاً: “سنعلن موعد مهمة التحالف الدولي في العراق خلال المشاركة بالمؤتمر الدولي ضد داعش”.

واعتبر رئيس الوزراء العراقي أن “إنهاء مهمة التحالف الدولي في العراق جزء من البرنامج الحكومي”.

إعداد وتحرير: عبدالسلام خوجة