“الكومسيون”.. عمل إضافي لسكان في الرقة وسط ظروف معيشية صعبة

زانا العلي – الرقة

يتصفح أحمد حسابه الشخصي على فيس بوك يومياً، لكن ليس للترفيه بل للبحث عن سيارات معروضة للبيع في الرقة، لعرضها على عملائه والحصول على “كومسيون”.

دخله كمصور إعلامي لا يكفي لسد احتياجات عائلته المكونة من أربعة أفراد، ما يدفعه إلى العمل في مجال الـ “كومسيون” لتحسين دخله.

ويعمل أحمد عبد الله (25 عاماً) كأقرانه من الشباب في هذا المجال وأعمال إضافية أخرى ليواكب سرعة ارتفاع سعر صرف الدولار الأميركي مقابل الليرة السورية، في ظل الأوضاع الاقتصادية الصعبة التي تعيشها البلاد منذ سنوات.

ما هو “الكومسيون”؟

“الكومسيون”، مصطلح محلي يعكس عملية إيصال البائع بالمشتري مع محاولة نجاح عملية البيع. يأخذ الوسيط مبلغاً مالياً من الطرفين، وهو ما يعرف محلياً في الرقة بـ “معرق”.

ويتم أغلب عمليات البيع والشراء في وسائل التواصل الاجتماعي، وذلك عبر صفحات ومجموعات تسوّق تملك عشرات الآلاف من المتابعين.

ويستفيد الشاب من كل عملية بيع وشراء 100 دولار، مقسمة بين البائع والشارع، مشيراً إلى أن الدخل من هذا العمل ليس ثابتاً، أحيانا أكسب 300 دولار وأحياناً أخرى لا أكسب شيء لأشهر، حسب السوق “الرزق على الله”.

ويشير إلى ضرورة تعدد المهن وفرص العمل لتحسين الوضع المالي في ظل التضخم الاقتصادي. “آجار المنزل يصل لـ 100 دولار شهرياً، وبالإضافة إلى الأسعار الهوليودية للمواد الغذائية” (في إشارة للأسعار المرتفعة مقارنة بالدخل الشهري للفرد).

أما أحمد العمر (43 عاماً) الذي يعيش مع أفراد أسرته في ريف الرقة الغربي، يستغل أيام العطل ونهاية ساعات عمله كحارس في منبى بالإدارة الذاتية للبحث عن تجار ومربي الأغنام.

يقوم الرجل بإيصال البائع بالمشتري ليحصل على مبلغاً إضافياً على راتبه الذي “لا يكفي لإعالة أسرته المكونة من ستة أفراد”.

ويقول لنورث برس: “الدخل الذي أجنيه من الكومسيون قليل جداً، في كل عملية بيع لرأس من الغنم استفاد من 15 إلى  20 ألف ل.س”.

ويضيف: “الأطفال لا يعرفون الظروف الاقتصادية، فقط يطلبون وهذا حقهم، ونحن كآباء علينا تلبية حاجياتهم وبالتالي العمل في أكثر من مهنة مهما كانت”.

وتغيب عن المنطقة التي تتحكم بها معابر غير رسمية شركات واستثمارات أجنبية، وسط إغلاق معبر المساعدات الأممي في تل كوجر على الحدود السورية العراقية، وبنية تحتية مدمرة بفعل الحرب، إضافة إلى عقوبات دولية على دمشق تتأثر بها شمال شرقي البلاد بشكل تلقائي.

تحرير: محمد حبش