الأسد ينهي العمل بمحاكم الميدان العسكرية سيئة الصيت
دمشق – نورث برس
أنهى الرئيس السوري بشار الأسد، أمس الأحد، العمل بمحاكم الميدان العسكرية سيئة الصيت المنشأة منذ أكثر من 50 عاماً، ويقول حقوقيون لوسائل إعلام دولية إنها أصدرت أحكام إعدام بحق “الآلاف” خلال الحرب في سوريا.
أُنشأت محاكم الميدان بعد حرب حزيران/ يونيو 1967 التي جرت بين إسرائيل وكل من سوريا، مصر، العراق والأردن، لتحاكم العسكريين أوقات الحرب، وتوسّع اختصاصها ليشمل المدنيين في الثمانينات بعد أحداث مدينة حماة حين واجه الرئيس السوري السابق حافظ الأسد معارضة من الإخوان المسلمين.
وأعلنت الرئاسة السورية في بيان، أن الأسد أصدر مرسوماً ينهي العمل بمرسوم صادر في العام 1968 يتضمن “إحداث محاكم الميدان العسكرية”، ويحيل القضايا إلى القضاء العسكري لإجراء الملاحقة فيها وفق أحكام قانون العقوبات وأصول المحاكمات العسكرية.
وفي تقرير سابق، قالت منظمة العفو الدولية إن هذه المحاكم تعمل “خارج نطاق قواعد وأصول النظام القانوني السوري”، ونقلت شهادة قاضٍ سابق فيها والذي أكد أن الداخلون إليها مدانون سواء ارتكبوا الجرائم أم لا.
وأضافت “يخضع المحتجزون قبل إعدامهم لإجراءات قضائية صورية لا تستغرق أكثر من دقيقة واحدة أو اثنتين”.
وقالت فرانس برس نقلاً عن حقوقيين سوريين، إن تلك المحاكم لم تكن تتقيد بقواعد الأصول وأحكامها لا تقبل الطعن، وأن “الكثير من المعتقلين خلال سنوات الثورة والصراع المسلح صدرت بحقهم أحكام بالإعدام عن تلك المحاكم ونفذت فور المصادقة عليها”.
وفي سنوات الحرب السورية قدرت الوكالة الفرنسية نقلاً عن حقوقيين، بأن يكون الآلاف قد أعدموا بأحكام صادرة عن تلك المحاكم.
وقال دياب سرية من “رابطة معتقلي ومفقودي سجن صيدنايا”، إن “حوالى 70 بالمئة من المعتقلين في سجن صيدنايا بعد العام 2011، عرضوا على محكمة الميدان العسكري التي حكمت على أغلبهم بالإعدام”.
وأمل في أنه “إذا سُمِح بالاطلاع على أرشيف تلك المحاكم، أن يعلم الأهالي مصير أحبائهم المفقودين والمختفين قسراً منذ سنوات”.