18 يوماً على إغلاق معبر سيمالكا.. ما التداعيات على شمال شرقي سوريا؟
القامشلي – نورث برس
خلف إغلاق معبر فيش خابور – سيمالكا، تداعيات سلبية على الواقع المعيشي والصحي والاقتصادي والأمني على شمال شرقي سوريا، وتعطيل المصالح الإنسانية.
بداية المشكلة
في صباح 11 أيار/ مايو الجاري، نشر المعبر في الجانب السوري (سيمالكا) بلاغاً يفيد بأن إدارة معبر فيش خابور من إقليم كردستان العراق، المقابل، قررت إغلاق المعبر بقسميه التجاري والإنساني، حتى إشعارٍ آخر ولأسباب غير معلومة.
وأرسلت إدارة المعبر إشعاراً إلى منظمات دولية غير حكومية، أبلغتهم خلالها بإغلاق المعبر حتى إشعار آخر، حيث لم يكشف الإشعار الذي اطلعت عليه نورث برس عن سبب الإغلاق.
وبعد ساعات من إغلاقه، جرت وساطة أميركية لإعادة فتح معبر سيمالكا، ولكنها فشلت، بحسب مصادر مطلعة لنورث برس.
وجاء التدخل الأميركي باعتبار أن معبر فيش خابور – سيمالكا الحدودي بين إقليم كردستان العراق وشمال شرقي سوريا هو المنفذ الوحيد بين الإقليم ومناطق الإدارة الذاتية.
ويؤدي إغلاق المعبر إلى ظهور تداعيات سريعة وخاصة في ما يخص التبادل الإنساني والتجاري وإيصال الأدوية ومعالجة المرضى، وخاصة مرضى السرطان والحروق.
وبحث المبعوث الأميركي الخاص إلى شمال شرقي سوريا، نيكولاس غرينجر، مسألة إغلاق المعبر في اجتماع مع مسؤولين بالمجلس الوطني الكردي في سوريا، بمدينة القامشلي، عن إطار اللقاءات الدورية بين الطرفين. حسب ما نقلته الأمانة العامة للمجلس عبر “فيس بوك”.
وقال نعمت داوود عضو الأمانة العامة للمجلس، لنورث برس، إن المجلس طالب المبعوث الأميركي “بالضغط على الإدارة الذاتية لإبعاد المعبر عن الخلافات السياسية”، وأن الأخير “وعد بالعمل لحل الموضوع”. مضيفاً أنهم بحثوا أيضاً الدور الأميركي في المنطقة وسبل تحسين واقعها المعيشي والاقتصادي، بحسب كلامه.
وقالت الإدارة الذاتية لشمال وشرق سوريا، إن قرار إغلاق المعبر “جاء دون إعلامنا بأي من الأسباب المعقولة ولا حتى اطلاعنا على أي تفصيل”، وذلك بعد ثلاثة أيام من إغلاق المعبر.
واعتبرت إدارة شمال وشرق سوريا، في بيان، قرار الإغلاق “غير صحيح” ورفضت “استخدام المعبر الإنساني بشكل متكرر لغايات سياسية واستفزاز مناطقنا وشعبنا من خلاله”.
ولم تكن المرة الأولى لإغلاق المعبر، فقد شهد نهاية تشرين الأول/أكتوبر 2022، إغلاقاً لمعبر “فيش خابور – سيمالكا”، وتسبب بأزمة اقتصادية في المنطقة، وسبقه عدة إغلاقات للمعبر.
شح الغذاء ومواد البناء
انعكس إغلاق المعبر بشكل كبير على أسعار السلع و المواد الغذائية وكذلك مواد البناء، وسبب ركوداً في القطاع التجاري بالمنطقة، باعتباره المتنفس الخارجي الوحيد.
وأسفر ذلك عن نقص في حليب الأطفال بالمنطقة، وهي تعتبر سلعة أساسية لفئة عمرية من شأنها أن تكون في أولويات اهتمام المنظمات الإنسانية.
وقال صيدلي من القامشلي لنورث برس، إن إغلاق المعبر حصل بشكل مفاجئ, في حين لم تتمكن الصيدليات من أخذ الاحتياط وتخزين حليب الأطفال لديها، مشيراً إلى أن استمرار إغلاق المعبر سيؤدي إلى فقدان الحليب.
ولم تقتصر الأزمة على حليب الأطفال، إذ فقدت مادة الإسمنت في المنطقة، وشهدت الأسعار ارتفاعاً ملحوظاً لمواد البناء خلال الأيام الأخيرة، حيث وصل إلى أكثر من الضعف في بعض المواد. و ارتفع سعر الطن الواحد للإسمنت من 91 دولار إلى 165 دولار، خلال بضعة أيام.
وتسبب فقدان الإسمنت بتوقف الأيدي العاملة، وتوقف عدد كبير من مشاريع البناء مع ارتفاع سعرها في الأسواق.
وقالت مسؤولة في غرفة صناعة الرقة، إن إغلاق المعبر أثّر على اقتصاد المنطقة، وسبّب أزمات اقتصادية وشحاً في المواد، كونه المعبر الأساسي الذي يغذي مناطق شمال شرقي سوريا.
وطالبت المجتمع الدولي والمنظمات الإنسانية بالتدخل لدى أصحاب القرار لإعادة فتح المعبر من جديد.
حالة فوضى
أصدرت إدارة معبر سيمالكا تنويهاً حول عبور حاملي الإقامات الأوروبية بقصد الزيارة “بمنح حاملي الجنسيات الأجنبية والمرضى مهلة أسبوع فقط لتسوية أوضاعهم وتقرير مصيرهم في البقاء في سوريا أو المغادرة إلى العراق”.
كما شهد المعبر حالة من الفوضى، حيث غادر مئات المسافرين سوريا قبل إغلاقه بساعات.
واضطر الكثير من المسافرين إلى قضاء ليلتهم داخل عرباتهم أمام المعبر أملاً بإنهاء معاملاتهم بسرعة، قبل انتهاء المدة المحددة.
وحذرت المديرية العامة للحماية المدنية الأوروبية وعمليات المساعدة الإنسانية (إيكو)، من تبعات إنسانية “خطيرة” بسبب إغلاق معبر فيش خابور، والذي لا يزال مغلقاً حتى ساعة إعداد هذا التقرير.