الحسكة – نورث برس
يصف حسين استيراد وإدخال كميات هائلة من السيارات الأوروبية إلى شمال شرقي سوريا، بـ”سوء تخطيط وعدم وجود دراسة شاملة للموضوع”.
ويرى حسين السيد علو (35 عاماً)، ولديه شاحنة صغيرة يستخدمها للتنقلات المنزلية، أن أزمة المرور في الحسكة شمال شرقي سوريا، جاءت نتيجة الأعداد الهائلة من السيارات الأوروبية التي دخلت المنطقة.
ويقول لنورث برس، إن البنية التحتية في البلد “غير مهيأة للعدد الهائل من السيارات التي دخلت، خاصة وأن هناك أوقات ذروة تشهد اكتظاظاً كبيراً”.

وتشهد مدينة الحسكة مثلها مثل سائر مدن وبلدات شمال شرقي سوريا أزمات مرورية خانقة نتيجة الأعداد الهائلة من السيارات الأوروبية التي دخلت المنطقة منذ بداية الأزمة السورية، وبشكل خاص خلال السنوات الأربع الأخيرة.
ولاقت تلك السيارات التي دخلت المنطقة رواجاً بين شريحة كبيرة من السكان نظراً لأسعارها المقبولة والتي تتناسب مع الوضع المادي.
وخلال الأشهر العشرة الأخيرة من عام 2021، وصل عدد سيارات الإدخال إلى 18467، منها 9989 من نوع الجيب يعود تصنيعها إلى عامي 2002 و 2008.
كما أن 1454 سيارة يعود تاريخ تصنيعها إلى ما قبل عام 2000 دخلت إلى المنطقة أي ما يعادل نحو 7.8 بالمئة من مجموع المركبات التي دخلت خلال الأشهر العشرة الفائتة، بحسب تحقيق صحفي لنورث برس.
إغلاق عشوائي للطرق
بالإضافة لكثرة السيارات، يرجع عمر إبراهيم (51 عاماً)، ويعمل سائقاً على سيارة أجرة (تكسي)، سبب الازدحام إلى الإغلاق العشوائي للطرقات.
ويقول “إبراهيم”، لنورث برس: “نشاهد أزمات خانقة وخاصة عند دوار جسر الصناعة ودوار الإطفائية.. كثرة السيارات وإغلاق الطرقات بشكل عشوائي وغير مدروس من قبل المرور يؤدي لأزمات خانقة”.
ويتسبب إغلاق بعض الطرقات الحيوية، بحسب “إبراهيم”، بـ”استهلاك كميات كبيرة من المحروقات، نظراً لزيادة مسافة الطريق. كما أن ذلك يكلف السكان مبالغ تضاف على الأجرة نتيجة ازياد المسافة”.
وقامت مديرية مرور الحسكة بإغلاق قسم من دوار الصناعة، القسم القادم من الجهة الشمالية، نظراً لما يشهده الدوار من أزمة مرورية خانقة على الدوام.
حلٌّ إسعافي
وكحلٍّ إسعافي للتخفيف من الازدحام وتنظيم حركة السير، قام مركز المرور في الحسكة قبل نحو 6 أشهر بتفعيل الإشارات المرورية، إلا أنها توقفت بعد نحو شهرين فقط، لتصير خارج الخدمة.
وساهمت تلك الإشارات المرورية خلال مدة عملها في تنظيم سير المركبات وتخفيف أزمة المرور داخل المدينة وخاصة الأماكن المكتظة.
ويتساءل “السيد علو” عن سبب توقف تلك الإشارات عن العمل، رغم ما حققته من تنظيم لحركة السير؟”.
ويضيف: “غيابها تسبب بهدر الكثير من الوقت والتأخر والمضايقات والحوادث التي تحصل، بسبب الازدحام وعدم الانتظام في حركة سير السيارات”.

ويرجع أحمد علو من إدارة مركز مرور الحسكة، توقف الإشارات الضوئية لـ”عدم توفر قطع الغيار وصعوبة تأمينها”.
ويضيف “علو”، لنورث برس: “الآن تم الانتهاء من تجهيز نظام جديد لإشارات المرور وسيتم استبدالها بالإشارات القديمة التي تضم الرادار والكاميرا وتربط مباشرة مع غرفة العمليات”.
وسيتضمن النظام الجديد لإشارات المرور، نظام التعقب والرادار من خلال التقاط صورة للسيارة المخالفة وإرسالها لغرفة العمليات، “وذلك نظراً لتجاوز بعض السيارات للإشارة الحمراء”، بحسب “علو”.