كوباني – نورث برس
ظل عبد الرحمن يؤجل استلام مخصصاته من التدفئة الشتوية لأيام، على أمل في بادئ الأمر الحصول على النوعية الجيدة، في ظل رداءة النوعية التي توزعها الصهاريج في حيّه.
لكن الخوف من نفاذ الكميات وتوقف عمليات التوزيع، أجبره أخيراً على الاستلام ورغم محاولاته إلا أن ما استلمه كان رديء الجودة.
عبد الرحمن رشو (34 عاماً) من سكان حي بوتان شرقي في كوباني، كما آخرون يشتكي من رداءة جودة المحروقات المخصصة للتدفئة والتي تجمد أحياناً على الرغم من ارتفاع درجات الحرارة.
وبحسب سكان من كوباني، فإن هناك نسبة من المياه والغاز مخلوطة في مادة المازوت.
ويتخوف “رشو” كغيره من السكان، بأن يتحول هذا المازوت إلى “كارثة” في منزله، بعد نشوب حرائق في منازل خلال الأعوام الماضية، بسبب عدم خلوه من الشوائب كالغاز والبنزين والشحم.
يقول الرجل الأربعيني إن هذه النوعية من المحروقات تتجمد وتتحول لمادة تشبه “الهلام” في فصل الشتاء، وعندما تسخن قليلاً قد تتسبب بحريق في حال عدم انتباه صاحب المنزل، إذ أنه ينساب بسرعة.
ومنعاً لنشوب حريق في منزله، لجأ “رشو” في الأعوام السابقة لتسخينه قبل تعبئة المدفئة، لكن هذه الطريقة “خطيرة” أيضاً، إذ أن هذه النوعية تحتمل الانفجار نتيجة الشوائب الموجودة فيها، على حد قوله.
وفي كانون الثاني/ يناير العام الماضي، فقدت طالبة حياتها، متأثرة بإصابتها بحروق جراء اندلاع نيران بمدفأة في مدرسة ثانوية بناحية الجلبية جنوبي كوباني.
وقبلها بشهر، فقد طفلان شقيقان حياتهما، في مدينة كوباني متأثرين بحروق تعرضا لها جراء نشوب نيران تطايرت من المدفأة في غرفتهم.
ويقول طلعت علي (35 عاماً) من سكان حي الجمارك في كوباني، إنه أشعل النار في المازوت دون أن يحترق، في إثباته لوجود نسبة كبيرة من الماء فيه.
ولا يتمكن الرجل الثلاثيني من شراء المحروقات من السوق السوداء، لا سيما وأن لديه عائلة من 10 أفراد، ويعمل بالمياومة في عمليات البناء وهذا الأمر سيكلفه الكثير من المصاريف.
وأمام ما سبق، رفضت إدارة المحروقات في إقليم الفرات، الإدلاء بأي تصريح حول سبب رداءة المازوت الذي وُزع على السكان.
والأسبوع الماضي، أضربت مجموعة من الأفران في كوباني عن العمل لثلاثة أيام، بسبب رداءة نوعية المازوت الذي استلموه والمخصص للصناعيين.
لكن محمد شيخي (77عاماً) من سكان حي الشهيد سرحد في كوباني، لا يجد رداءة الجودة المشكلة الوحيدة في المحروقات، كذلك القلة في الكميات، ويقول إنهم سيواجهون الشتاء بـ “البطانية”، في ظل نقص الكميات.
وهذا العام، خفّضت الإدارة الذاتية مخصصات التدفئة للعائلات في شمال شرقي سوريا، من 400 إلى 300 ليتر لكل عائلة، فيما رفعت سعره من 75 ليرة لكل ليتر إلى 150 ليرة.
وفي منتصف أيار/ مايو الماضي، قال محمد صادق أمين، مدير إدارة المحروقات العامة في الإدارة الذاتية، إن قرار تخفيض مخصصات السكان من مازوت التدفئة جاء بسبب النقص الذي تواجهه الإدارة بمادة المازوت.
وحينها أضاف المسؤول أن إدارته لا تستطيع تغطية احتياجات كافة القطاعات في مناطق شمال شرقي سوريا، دون أن يعلق على سؤال نورث برس عن سبب النقص واكتفى بالقول إن “الكمية المتوفرة غير كافية”.
ويقول “شيخي” إنه اضطر لاستلام مخصصاته على الرغم من جودتها السيئة، في ظل عجزه عن تأمينها من السوق الحرة، حيث يباع الليتر الواحد بـ 1200 ليرة.