عزلة دمشق كسرتها أبو ظبي من بوابة الاقتصاد

غرفة الأخبار ـ نورث برس

بعد شهر من الآن، تكون ذكرى مرور عام كاملٍ على فتح الإمارات المتحدة الباب على مصراعيه، لتعزيز العلاقات مع الحكومة السورية وخاصة من البوابة الاقتصادية التي سعت من خلالها لكسر عزلة دمشق عن محيطها العربي.

وفي التاسع من تشرين الثاني/ نوفمبر العام الماضي، زار وزير الخارجية الإماراتي عبد الله بن زايد آل نهيان دمشق، والتقى بالرئيس السوري بشار الأسد حينها.

وكانت الزيارة هي الأولى لمسؤول إماراتي رفيع منذ بداية الأحداث في سوريا عام 2011.

وحملت تلك الزيارة إشارات تؤكد دعم أبو ظبي لدمشق، إذ جرى خلال لقاء الأسد وعبد الله بن زايد “تكثيف الجهود لاستكشاف آفاق جديدة للتعاون بين الجانبين، وبخاصة في القطاعات الحيوية من أجل تعزيز الشراكات الاستثمارية”، بحسب ما نقلت وكالة “سانا” التابعة للحكومة السورية حينها.

وتسارع التقارب بعد الزيارة مباشرة، إذ احتفل معرض “إكسبو 2020″، الذي أقيم في دبي، باليوم الوطني لسوريا في الرابع عشر من تشرين الثاني/ نوفمبر 2021، ضمن الأيام الوطنية للدول المشاركة في المعرض، بحضور وفد من مسؤولي دمشق في مقدمتهم وزير التجارة الخارجية محمد سامر الخليل، ومعاون وزير الخارجية والمغتربين، أيمن سوسان.

وسبق أن وصل في الحادي عشر من الشهر ذاته، أي بعد يومين من زيارة بن زايد إلى دمشق، وفد من رجال الأعمال السوريين إلى دبي، منهم رئيس اتحاد غرف الصناعة فارس الشهابي، ورئيس غرفة صناعة دمشق وريفها سامر الدبس، ورئيس مجلس رجال الأعمال السوري الصيني محمد حمشو.

كما ضم الوفد، حينها، غزوان المصري رئيس “مجلس الأعمال السوري- الإماراتي”، الذي شكلته الحكومة السورية في العشرين من تشرين الأول/ أكتوبر العام الماضي.

وفي آب/ أغسطس العام الجاري،  دعا المصري إلى أهمية العمل على “زيادة عمليات التبادل التجاري” مع دولة الإمارات، مشيراً إلى أن حجم التبادل التجاري بين الدولتين يحتل المرتبة الأولى عربياً والثالثة عالمياً، في المجال التجاري وتستحوذ على ما نسبته 14 بالمئة من تجارة سوريا الخارجية.

وجاء ذلك خلال اجتماع للمجلس، جرى في الثامن والعشرين من آب/ أغسطس الماضي في دمشق، لمناقشة خطة عمله في المرحلة القادمة بخصوص العلاقات الاقتصادية الثنائية، بحسب “سانا”.

وأوضح المصري أهمية “إقامة المشاريع الاستثمارية بين البلدين إضافة إلى تشجيع رجال الأعمال السوريين والإماراتيين على الاستثمار في سوريا”.

وقال الإماراتي عبد الله بن طوق المري، العام الماضي، إن “حجم التبادل التجاري غير النفطي بين البلدين بلغ نحو 2.6 مليار درهم خلال العام 2020، في حين وصل إلى نحو مليار درهم خلال النصف الأول من العام 2021″، مشيراً إلى أن قيمة الاستثمار السوري المباشر في دولة الإمارات بلغ 1.5 مليار درهم في نهاية العام 2019.

وتعتبر الإمارات أول دولة عربية تُطبع علاقاتها الدبلوماسية مع الحكومة السورية، وتفتح سفارتها في دمشق في العام 2018، بعد إغلاق استمر سبع سنوات عقب اندلاع الحرب في سوريا.

وقطعت الإمارات وباقي دول الخليج (باستثناء عُمان) ومعظم الدول العربية، علاقاتها الدبلوماسية مع دمشق في شباط/فبراير 2012  تزامناً مع تعليق جامعة الدول العربية عضوية سوريا، بعد قمع موجات الاحتجاجات الغاضبة والتظاهرات المطالبة بالديمقراطية والحرية عام2011.

وبعد زيارة المسؤول الإماراتي بأربعة أشهر، وبالتحديد في الثامن عشر من آذار/ مارس 2022، زار الرئيس السوري الإمارات، في أول انتقال له إلى بلد عربي منذ بدء الأحداث في سوريا عام 2011.

واللافت في الأمر أن الزيارة تزامنت مع الذكرى الحادية عشر لانطلاق الأحداث في سوريا.

 وجاءت زيارة الأسد، بعد أيام من لقاء وزير الخارجية الإماراتي عبد الله بن زايد بنظيره الروسي سيرغي لافروف في موسكو.

وعارضت واشنطن حينها، جهود تطبيع العلاقات مع الأسد لحين إحراز تقدم صوب حل سياسي للأزمة السورية.

وكانت الإمارات من أولى الدول التي دعت لعودة سوريا إلى الجامعة العربية، لكن لم يتم التوصل إلى اتفاق عربي كامل لتلك العودة.

إعداد وتحرير: قيس العبدالله