“نصنع عملاً سياسياً”.. مشاركون في الملتقى التشاوري بالقامشلي يدعون لترك الخلافات جانباً

القامشلي – نورث برس

دعا مشاركون في الملتقى التشاوري في القامشلي، إلى ترك الخلافات السياسية جانباً، والنهوض بسوريا الجديدة.

وناقش عشرات السياسيين والمثقفين وممثلي قِوى ديمقراطية، مشاركين في اللقاء التشاوري للأحزاب والقِوى السياسية في سوريا، في القامشلي، على مدار يومين، عدّة محاور، أبرزها اللامركزية.

وقال سليمان هواري، رئيس ائتلاف قِوى الثورة الجديد، من سويسرا، وهو أحد المشاركين في اللقاء التشاوري، إن الملتقى سعى إلى توحيد الأفكار والمفاهيم  من أجل نهوض سوريا؛ ولإعادة بناء سوريا القادمة.

وأعرب “هواري”، في حديث لنورث برس، على هامش الملتقى، عن اعتقاده بأنه “عندما نستطيع توحيد المفاهيم والأفكار؛ حينها نستطيع التقرُّب خطوة  لحلّ الأزمة السورية”.

وأشار، إلى أن انعقاد هذا المؤتمر هو “لتوحيد المفاهيم، ولنقول فيه إنه نحن السوريون قادرون على بناء شيء لسوريا”.

كما تركَّز اللقاء على موضوع اللامركزية، وقال “هواري”، إن اللامركزية يجب تطبيقها على كل شيء باستثناء الأمن الوطني والثروات الطبيعية، حيث أنها لجميع السوريين”.

وشدّد، على أنه “لا يوجد حلّ أو طريق للخلاص من الأزمة السورية سوى اللامركزية”, وأضاف: “تجربة الإدارة الذاتية هي خير مثال للامركزية وستكون المُنقذ الوحيد لسوريا والشعب السوري”.

وأضاف: “بالنهاية نحن هناك على أرض الواقع لا نصنع قنبلة نووية, بل نقوم بصناعة عمل سياسي لتوحيد الرأي العام”.

وتحدّثت، أمينة عمر، الرئيسة المشاركة لمجلس سوريا الديمقراطية، عن أعمال الملتقى وأشارت إلى أن اليوم الأول ناقش آفاق الحلّ السياسي للأزمة السورية والهوية الوطنية.

وقالت عمر، في حديث لنورث برس، على هامش الملتقى، “كان هناك آراء متنوعة وغنية حول آفاق الحلّ السياسي لسوريا”.

وأضافت، أن “معظم المشاركين اتفقوا على الحوار السوري – السوري, من أجل تقريب وجهات النظر وتوحيد الرؤى, للحلّ السياسي”.

وفيما يتعلّق بالهوية الوطنية، أشارت عمر؛ إلى أنه كان هناك آراء تكون فيها الهوية “عامل استقرار لسوريا وليس مصدر قلق للمكونات السورية وتُعبّر عن الانتماء الوطني بشكل عام”.

وحول اللامركزية، قالت الرئيسة المشاركة لـ”مسد”، إن معظم الآراء متّفِقة على أن سوريا المستقبل يجب أن تكون إدارة لا مركزية.

لكنها وفيما يخصّ موضوع اللامركزية وبعد عدّة مداخلات ومناقشات، تبيّن أن أغلب الآراء متفِقة بأنه يجب لسوريا المستقبلية أن تكون لا مركزية.

 لكن الاختلاف، بحسب عمر، كان “على شكل اللامركزية باعتبار أنها تقدِّم الحلول لجميع المشاكل الموجودة ضمن سوريا”.

وقال حمد شواخ البورسان، وهو عضو ائتلاف قِوى الثورة الجديد، من الأردن، وأحد المشاركين في الملتقى؛ “نحن نطمح أن نعيش بسلام وأمان مع جميع المكوّنات المتواجدة بسوريا”.

وأضاف لنورث برس، أن المواضيع التي تمّ التطرُّق إليها ضمن الملتقى، ستُعطي الأحزاب السياسية القدرة العملية للمشاركة في حلّ الأزمة السورية.

وصدر بيان، عن القِوى المشاركة في الملتقى التشاوري في القامشلي، حول رؤى الأطراف السورية التي ناقشت محاور الحلّ للأزمة السورية والهوية الوطنية الجامعة ونظام الحكم في سوريا المستقبل.

وذكر البيان، أن أسباب فشل حلّ الأزمة السورية، يعود إلى ضعف تمثيل السوريين في العملية السياسية وإقصاء أهم قِوى المعارضة الديمقراطية، وغياب الإدارة السياسية لطرفي التفاوض وارتباط بعض الأطراف بأجندات خارجية.

وشدّد المشاركون على أنه لا حلّ عسكري في سوريا، والحلّ السياسي هو المخرج الوحيد وفق قرار مجلس الأمن 2254، والتفاوض المباشر بين طرفي الصراع “النظام والمعارضة الحقيقية”.

وتوافق المجتمعون على أهمية بناء “هوية وطنية جامعة” تعكس التعدّدية المجتمعية والثقافية وتكريس الوحدة الوطنية، تجمع تحت سقفها التنوُّع القومي والإثني والثقافي والديني والطبقي والاجتماعي على أسس المواطنة الكاملة والحرة.

وأجمع المشاركون على أن تكون سوريا المستقبل دولة ديمقراطية تعدّدية لامركزية، كضرورة لبناء دولة قوية، تمنع إعادة إنتاج الفساد والاستبداد.

إعداد: نالين علي ـ تحرير: قيس العبدالله