درعا ـ نورث برس
تصدَّرت مدينة طفس؛ المشهد خلال الأربعة أعوام الماضية، بعد سيطرة القوات الحكومية على الجنوب السوري، وفرض روسيا التسوية على سكان محافظة درعا.
ثلاث حملات تعرَّضت لها المدينة، من قِبل القوات الحكومية؛ كان آخرها تلك التي بدأت مطلع آب/ أغسطس، الماضي.
وانتهت الحملة الأخيرة بمقتل؛ خلدون الزعبي؛ القيادي السابق في المعارضة السورية، في الخامس والعشرين من الشهر ذاته، والذي رفض بعد تسوية 2018؛ الانضمام لأي جهة عسكرية أو أمنية تابعة للقوات الحكومية، وحافظ على قَوام مجموعته المُعارضة، مُحتفظاً بسلاحه الخفيف.
اقرأ أيضاً:
جاسم على خُطى طفس.. تشديد الحصار الحكومي وتهديد بالاقتحام
مقتل وإصابة عشرة أشخاص من وفد مدينة طفس بعد اجتماع بالقوات الحكومية
بعد أسابيع من التوتّر.. عودة الهدوء إلى مدينة طفس
بدء انسحاب القوات الحكومية من محيط طفس، غربي درعا
القوات الحكومية تدخل مدينة طفس، بريف درعا؛ للبدء بتنفيذ بنود اتفاق
محمود الحوراني، وهو اسم مستعار لقيادي في مجموعة “الزعبي”، قال لنورث برس، إن الغاية من حصار مدينة طفس، وتحديداً الحي الجنوبي؛ هي “إخراج مجموعة خلدون الزعبي أو فرض التفاوض عليها”.
وأضاف، أنه خلال السنوات الماضية كان “الزعبي”؛ يرفض التفاوض مع الحكومة السورية بشكلٍ مباشر، وإذا حدث تفاوض “كان هناك أشخاص يفاوضون بالنيابة عنه”.
وأشار إلى أنه؛ وبعد الأحداث الأخيرة، وتقدُّم قوات الحكومة لمحيط مدينة طفس، طالب العميد لؤي العلي؛ رئيس فرع الأمن العسكري التابع للقوات الحكومية، في درعا؛ “الزعبي” بالذهاب إلى درعا، من أجل التفاوض؛ الأمر الذي رفضه الأخير.
وأفاد، أنه مع استمرار الحصار والاشتباكات، لأكثر من عشرين يوماً؛ بدأ السكان والمزارعون الضغط على “الزعبي” للتفاوض.
وكان طلب القوات الحكومية من “الزعبي”؛ الخروج من المنطقة للتفاوض؛ بهدف “تسهيل عملية اغتياله”، على اعتبار أن المنطقة التي كان فيها تُعتبر آمنة بالنسبة له.
“مازال التخوُّف من الثّوار”
وأضاف القيادي، أن أهم الأسباب التي دفعت الحكومة للحملة على طفس؛ لأنها تُعتبر “تجمُّعاً للثّوار؛ الذين رفضوا المصالحة مع النظام واستقرّوا في طفس؛ كونها الأكثر أماناً، وهي خالية بشكلٍ كامل من حواجز النظام ونقاطه”.
وطفس؛ من أوائل المدن التي “انتفضت ضدّ النظام، وهي من بداية الثورة كانت حاضنة للثّوار، وترعاهم حتى بعد التسويات التي فُرضت على المحافظة، كما أنها مركز رئيسي لريف درعا الغربي”.
الموقف الروسي المُنكفِئ
أخذ الروس موقف المُتفرِج من الأزمة في طفس، “كانوا يريدون من النظام أن يُنهي ملفها بأسرع ما يمكن”، بحسب “الحوراني”.
الباحث والصحفي، حسام البرم؛ المُقيم في فرنسا، قال؛ لنورث برس، إن غياب روسيا عن المفاوضات في طفس، هو “غياب طبيعي” في ظلّ انسحابهم من الجنوب، وتراجع دورهم بالمنطقة، على حساب الوضع في حرب أوكرانيا.
وأضاف، أن كل خطط روسيا، وسعيها في الجنوب السوري؛ لفرض الاستقرار؛ “فشلت بسبب الذهاب إلى حالة الصِدام مباشرة من خلال الحرب الأوكرانية”.
وأكّد “البرم”، أن روسيا؛ “تخلّت عن دورها كضامن في الجنوب السوري خاصة، وفي سوريا عامة، تقريباً بسبب خلافها مع الجانب الأميركي”.
وبيّن، أن السبب في ذلك؛ يرجع “لأن التوافق في عملية التسوية، وتحويل مناطق خفض التصعيد إلى مناطق تسويات تحت ضمانة روسية، تم بتراضٍ روسي أميركي، ولكنه الآن بدأ بالزوال بسبب حرب أوكرانيا”.
وأضاف: “إلى الآن لا يوجد قرار دولي بإخراج روسيا من سوريا، ولا حتى إضعافها أو استخدام الملف السوري ضدها”.
وأشار إلى، أن “الانسحاب الروسي ليس بالضرورة أن يقابله سيطرة إيرانية، بالرُّغم من أن سياسة طهران تعتمد على ملء الفراغ الذي يتركه الروس”.
وأرجع السبب في ذلك، إلى أن مصالح إيران في الجنوب السوري أصبحت “تحصيل حاصل”، بسبب العلاقة في أستانا، بينها وبين روسيا، كفاعلين رئيسيين بالملف السوري إضافة لتركيا.
وأشار، إلى أن الإيرانيين يسعون إلى تحقيق مصالحهم على المدى الطويل؛ من خلال علاقة وطيدة مع روسيا، وربط علاقاتهم بمصلحتهم بالمنطقة؛ بالمصلحة الروسية من خلال تحالف قوي عسكري.