أطفال وسكان كوباني مشاريع ضحايا لمُخلّفات الحرب

كوباني ـ نورث بريس

لم يكن يعلم خالد، أن قطعة الحديد التي وجدها أطفاله؛ أثناء رعيهم الأغنام، في ريف كوباني، شمالي سوريا، ستكون سبباً لتعاسته.

خالد الهويس، نازح من ريف حماة، وأب لأربعة أطفال؛ أُصيبوا في انفجار لغم، من مخلّفات الحرب، في كوباني، بداية هذا الشهر.

يقول “الهويس”، لنورث برس، إنه لا فكرة لديه عن الألغام، “لم يخطر لنا أن قطعة حديد جلبها أطفالي للمنزل ستنفجر، حسبناها قطعة حديد فقط”.

لمتابعة جميع الأخبار… حمل تطبيق نورث برس من متجر سوق بلاي

ويخشى سكان من كوباني وريفها، من مُخلّفات الحرب المتناثرة في الأراضي الزراعية، مطالبين بإرسال فرقٍ متخصّصة لإزالتها، في وقتٍ تَراجعَ فيه عمل المنظّمات الإنسانية إلى مستوى كبير.

وما زالت الألغام؛ التي زرعها تنظيم الدولة الإسلامية (داعش)، إبّان “غزوه”؛ كوباني، تُشكِّل خطورة على السكان، منذ ذلك الحين.

ورغم طرد التنظيم من كوباني بداية عام 2015، إلا أن أدواته لا تزال تحصد الأرواح، وتُسبّب أضراراً لسكان كوباني وريفها، في ظلّ “تجاهلٍ” من المنظّمات المعنيّة بإزالة الألغام.

في السابع من أيلول/ سبتمبر، الجاري، أُصيب أربعة أطفال؛ نتيجة انفجار مقذوف قديم من مُخلّفات الحرب بهم، وكان هؤلاء الأطفال، أولاد “الهويس”.

يقول “الهويس”، والعبرة تخنق صوته، “تعرّض أطفالي لإصابات خطيرة، الكبير منهم وهو في العاشرة من عمره بُترت ساقه وإحدى يديه، وآخَر في السادسة؛ مُصاب الآن بنزيف دماغي، وهو في العناية المُشدّدة، وطفلتيَّ أُصيبتا بجروح متفاوتة”.

وبحسب منظّمة حقوق الإنسان، في إقليم الفرات، أن غالبية ضحايا مُخلّفات الحرب؛ من الأطفال، وبلغ عدد الذين فقدوا حياتهم منذ بداية العام الجاري، ستة أطفال.

وبعدما علم بانفجارِ لغمٍ بجرّارٍ زراعي، أخذ؛ نبو مسلم، (68عاماً)، يسير في أرضه بحذرٍ شديد؛ مُتفقّداً ما إذا كان هناك لغم أرضي أم لا، إلا أن ما حدث لم يكن بالحسبان.

ولم يغنِ الحذر عن القدر شيئاً، حيث انفجر لغم أرضي بـ”مسلم”، أسفر عن إصابات كانت ستودي بحياته.

يقول، لنورث برس، إن لغماً مزروعاً بين الأشجار، انفجر به؛ وأدى لإصابته بشظايا في الرقبة كادت تقتله.

وفي الرابع والعشرين من تشرين الثاني/ نوفمبر، من العام الماضي، أُصيب سائق جرّار زراعي، بانفجار لغم بجرّاره، أثناء حراثة أرض زراعية، في ريف كوباني الغربي.

والعام الماضي، أزالت منظّمة “رامكو” لمكافحة الألغام، 51 قذيفة، ومخلّفات حربية من مُخلّفات “داعش”، في ريف كوباني الغربي.

وناشد “مسلم”، الجهات المعنيّة، والمنظّمات المختصّة؛ لتطهير الأراضي الزراعية، من هذه المُخلّفات، لما تُشكِّله من خطر على حياة سكان المنطقة.

من جهتها، تقول منظّمة حقوق الإنسان، في الفرات، إن إزالة الألغام باتَ أمراً مُلِحَّاً وضرورياً لما فيها من خطر على حياة سكان المنطقة.

ويقول، أحمد داوود، الرئيس المشارك في المنظّمة، لنورث برس، إن “الإحصائيات التي لدينا للعام ٢٠٢١، سجّلت تسع إصابات، خمس منها أطفال؛ فقدوا حياتهم”.

ويُضيف: “في ٢٠٢٢، سجّلنا ست إصابات؛ جميعها لأطفال”، ويُتابع: “هذه المُخلّفات متواجدة منذ العام ٢٠١٥، عند هجوم تنظيم داعش على المدينة، ولا تزال موجودة دون أي تدخُّل من المنظّمات المعنيّة لإزالتها”.

ويرى “داوود”، أن “هذه الألغام أصبحت تُشكِّل خطراً حقيقياً على حياة سكان القُرى والأرياف، ولا بدّ الآن من تدخُّل الجهات المعنيّة، والمنظّمات المختصّة؛ لإيجاد حلول لها وإزالتها”.

وتعود الألغام، في كوباني وأريافها؛ إلى حقبة هجوم “داعش” على المدينة، وبعضها زُرِع في فترات مختلفة على الحدود السورية التركية.

وفي أيلول/ سبتمبر، 2021، فقد طفلان حياتهما؛ جرّاء انفجار لغمٍ؛ أثناء رعيهما للأغنام في قرية سفتك، 10 كم، غرب كوباني، قرب الحدود السورية التركية.

إعداد: سامر عثمان – تحرير: زانا العلي