أصحاب كازيات في إدلب يغلقون ويخاطرون بشراء المحروقات المهربة

إدلب- نورث برس

وجد شحود العبد (42عاماً) وهو اسم مستعار لنازح مقيم في مدينة إدلب شمال غربي سوريا، نفسه، مجبراً على إغلاق محطة الوقود خاصته، الواقعة على الطريق الواصل بين إدلب- معرة مصرين، بعد خسائر مني بها.

وتُعتبر “وتد” التي أنشأتها حكومة الإنقاذ، الجناح السياسي لهيئة تحرير الشام قبل نحو عامين، الجهة الوحيدة المسؤولة عن استيراد المحروقات إلى إدلب، ما يخولها “احتكار” المواد.

ويقول الرجل النازح من مدينة معرة النعمان، إنه اضطر للإغلاق بعد ما وصفه “بانعدام الأرباح”.

ويضيف “العبد”: “آكلين البيضة والتقشيرة، حيث لم تترك الشركة المحتكرة للمحروقات سوى هامش ربح بسيط يذهب فروقات نقل وهدر، خاصة وأنها هي من تضع تسعيرة المواد وتجبر الكازيات على البيع بالأسعار التي تحددها”.

“بلا مرابح”

ولا تتجاوز قيمة الربح لكل برميل بنزين سعة 220 ليتراً، 2.5 دولاراً أميركياً، في حين يبلغ ثمنه 250 دولاراً، دون أجور النقل التي يتم دفعها، فضلاً عن كمية الهدر، (البنزين الذي يسكب ويتطاير في الهواء)، وبالتالي لا يبقى لهم أي مرابح، بحسب “العبد”.

ويشير الرجل الأربعيني، إلى أنه “خسر خلال شهرين من عمل الكازية مبلغ 300 دولار أميركي”.

وذكر “العبد” أن “وتد للبترول” تبيع المحروقات بالدولار الأميركي، في حين يضطر أصحاب الكازيات لبيعها بالليرة التركية، حيث أن فوارق التصريف عادت عليهم بمزيد من الخسائر.

وسجل سعر ليتر المازوت المكرر نوع أول 710 سنتاً أميركياً وهو ما يعادل 10.30 ليرة تركية (نحو 2800 ليرة سورية)، وذلك عوضاً عن 668 سنتاً لليتر الواحد، بحسب آخر ارتفاع للأسعار منتصف الشهر الجاري.

فيما سجل سعر ليتر مادة المازوت المكرر نوع ثاني 555 سنتاً، ما يعادل 8.5 ليرة تركية، كما وبلغ سعر ليتر البنزين المستورد دولاراً أميركياً و173 سنتاً، أي ما يعادل 17.75 ليرة تركية (نحو 4500 ليرة سورية).

استجرار محروقات مهربة

ويقول رائد القزي (38عاماً) وهو اسم مستعار لصاحب محطة وقود في مدينة سرمدا شمال إدلب، إن “الكازية” التي يملكها وكلفته 10 آلاف دولار أميركي،

تشكل له خسارة أكثر من الربح، حيث يذهب فقط ما يعادل 100 دولار شهرياً، أجوراً للعمال.

ويضيف: “وما زاد الطين بلة، حالة الركود غير المسبوقة التي تشهدها أسواق المحروقات في إدلب، بسبب عزوف الناس عن شرائها كالسابق، نتيجة أسعارها المرتفعة، حيث تفوق قدرتهم الشرائية”.

ويشير إلى أنهم في السابق كانوا يجلبون المحروقات من مناطق الجيش الوطني الموالي لتركيا، بريف حلب الشمالي، وتباع بأسعار وصفها بالمناسبة للبائع والمستهلك.

ولا يخفي “القزي” نيته في شراء المحروقات المهربة، إذا ما استمرت الأحوال على ماهي عليه، إذ أن أي صنف من أنواع المحروقات المهربة يبلغ الربح فيه ما يعادل 3 ليرات تركية في الليتر الواحد، والتي “نحتاج لبيع مئات الليترات المستوردة من شركة وتد لنحصل عليها”.

والشهر الفائت، اعتقلت الأجهزة الأمنية التابعة لهيئة تحرير الشام ثلاثة أشخاص من أصحاب الكازيات، بسبب شرائهم لمادة المازوت المهرب، بالإضافة لإغلاق محطاتهم وفرض غرامات مالية كبيرة عليهم.

وتمنع “تحرير الشام” التي تسيطر على إدلب دخول المحروقات من ريف حلب الشمالي إلى مناطق سيطرتها، في ظل سياسة الاحتكار والتضيّق التي تمارسها على سكان في المنطقة.

وبداية العام الجاري، أغلقت الهيئة كازية رامي الفضل (48عاماً) وهو اسم مستعار لمقيم في مدينة معرة مصرين شمال إدلب، بعد أن ضبطت كميات من المحروقات المهربة فيها.

ويقول الرجل الأربعيني لنورث برس، إنه وجد نفسه مجبراً على المخاطرة في استجرار المحروقات المهربة، فكبَّده هذا دفع “500 دولار أميركي كغرامة للهيئة لقاء خروجه من السجن، إضافة لخسارة 500 ليتر من المحروقات صادرتها الهيئة”.

إعداد: سعيد زينو- تحرير: فنصة تمو