محاصيل بعلية لم ترَ الشّمس ومزارعون جنوبي الحسكة يتكبدون خسائر فادحة
الحسكة – نورث برس
يتأمل خليل العساف (33 عاماً) وهو مزارعٌ من ريف الشّدادي جنوبي الحسكة، أرضه التي تلفت المحاصيل فيها هذا العام، نتيجة الجّفاف وقلة الأمطار، الأمر الذي تسبب له بخسائر مالية كبيرة.
ويقول المزارع لنورث برس، إنه زرع ما يقارب 800 دونم من القمح والشّعير البعلي، مع بداية الموسم الشّتوي.
ولا يخفي “العساف” خيبة الأمل التي مني بها، بعد أنّ اشترى ست أطنان من البذّار من السّوق السّوداء، “كلفني الكيلو غرام الواحد من القمح ألفي ليرة سورية، وكيلو غرام الشّعير 1600 ليرة”.
ومنذ ثلاث سنوات تعاني مناطق إقليم الجزيرة من قلة الأمطار الأمر الذي انعكس سلباً على المزروعات، وبالأخص في الحسكة التي يعتمد معظم سكانها على الزّراعة، حسب سكان.
ويشير إلى أنه أنفق كل ما يملك للزراعة هذا العام، آملاً بإنتاج يعوضه، “الحراثة وغيرها كلفتني 12 مليون ليرة سورية”.
وعلى امتداد النظر في منطقة تل تمر بريف الحسكة، شمال شرقي سوريا، تبدو الأراضي البعلية خالية من النبات بسبب شح أمطار الشتاء الفائت، بينما تفاوتت الأضرار التي لحقت بالمروية بحسب عدد مرات السقاية وطبيعة الأرض وخصوبتها، حسب تقرير لنورث برس.
ولم يحصل مزارعو البعل هذا العام على أي دعم من لجنة الزّراعة في الشّدادي، واشتروا البذار من الأسواق بأضعاف سعره، حسب مزارعين.
ويتفق أحمد الرّاضي (40 عاماً) وهو خبير زراعي من الشّدادي مع المزارعين المُتضررين، بالسبب الذي أدى لتلف الموسم الزّراعي، إضافة لموجة الصّقيع التي زادت الأمر سوءً.
ويضيف: “ربما تعفن البذار الذي زرع في بداية الموسم الآن”.
ويقول سكان في ريف الحسكة، إنّ معظمهم يعتمدون في معيشتهم على ما يحصلون عليه من الأرض.
وكحال صاحبه تعرض عواد العلي (46 عاماً) وهو مزارعٌ من ريف الشّدادي لخسارة كبيرة، ويقول لنورث برس، “لم تنبت ولا حبة شعير فوق الأرض”.
وزرع “العلي” 30 دونماً من الشّعير البعلي، ولكنه يعزي نفسه بأنه ليس “الوحيد الذي مني بالخسارة جراء الزّراعة هذه السّنة وكذلك في العام المنصرم “.
ومع بداية العام الجاري، قدمت لجنة الزّراعة في الشّدادي بطاقات لأصحاب الأراضي المروية المرخصة، للحصول على البذار بسعر 1200 ليرة للكيلو غرام الواحد، ولكل دونم من الأرض 30 كيلو غرام.
وبلغت نسبة المزروعات البعلية المُتضررة هذا العام تقريباً 95 بالمئة، حسب نومان العبد الله الرّئيس المُشارك للجنة الزّراعة في الشّدادي.
وفي وقت سابق خصصت لجنة الزراعة في الشّدادي 20 ليتراً من مادة المازوت للدونم في الري، بسعر 90 ليرة لليتر الواحد، لدعم الزّراعة المروية.
ويشير “العبد الله” إلى أنهم لم يحصوا عدد دونمات المحاصيل البعلية هذا الموسم، لأنهم لم يقدموا الدّعم سوى للمحاصيل المروية، بناء على قرار الإدارات في إقليم الجّزيرة.
ويقول الرّئيس المُشارك النّظر إنّ معظم المزارعين تعرضوا لخسائر كبيرة العام الفائت، لذا “لم يزرعوا المحاصيل الشّتوية هذا الموسم”.