سوريات معيلات يكدحن في ظروف اللجوء القاسية بأربيل

أربيل- نورث برس

وجدت نساء فقدن أزواجهن وهو يعشن داخل مخيم في أربيل عاصمة إقليم كردستان العراق، أن الاعتماد على أنفسهن هو السبيل الوحيد للعيش، بعضهن أنشأ عمله الخاص، وبعضهن الآخر التحقن بسوق العمل في المدن.

وتعيش العديد من النساء السوريات في مُخيمات اللجوء المنتشرة في إقليم كردستان، فمنذ اندلاع الحرب في سوريا عام 2011، تغيّر واقعهن، وبدأن بالكدح داخل وخارج المنزل.

لم تكن “فَرحة مُراد” اللاجئة السورية الستينية، تعلم ما ستخبء لها الأيام، فقد خاضت رحلة اللجوء من سوريا إلى أربيل، لتستقر في العام 2013 في مخيم “كوره كورسك” شمالي أربيل، مع زوجها المسن والمريض، وبدأت رحلة الكفاح لتأمين لقمة العيش عبر حياكة الصوف.

تجلس “مراد” وتعقد الخيط لتصنع أسوارة بنيّة اللون، وتقول لنورث برس: “مع بداية الحرب في سوريا، تركنا منزلنا في مدينة القامشلي، وجئنا إلى إقليم كردستان طالبين للجوء، إلا أن صعوبة المعيشة دفعتني للعمل، لتأمين مونة الشتاء، ومستلزمات المنزل”.

تُحيك الامرأة بيديها الكهلتين السترات والقمصان والجوارب لسكان المخيم، “أعمل من المنزل، وأبيع بضاعتي، أمّنت مصدر رزق لي ولزوجي، لم أعد بحاجة إلى أحد، يمكنني الاعتماد على نفسي، والتغلّب على ظروفنا القاسية بعيداً عن الوطن”.

أما فايزة حسين، وهي لاجئة سورية لم تتجاوز الأربعين من عمرها، أضحت أماً لستة أطفال أيتام، بعد وفاة زوجها منذ نحو ثلاثة أعوام، فعقدت العزم على العمل وحماية أولادها من الجوع، وافتتحت محل خياطة صغير داخل مخيم “كوره كوسك”.

تقول فايزة، إنها شعرت بالصعوبة في كيفية تربية أولادهها بلا زوج و أي أحد، لذا شرعت بالعمل في حياكة الملابس. وخلال عدة سنوات تطور عملها، وبدأت تبيع فساتين الأعراس واللباس الكردي والسترات وكل أنواع الألبسة النسائية.

وترى فايزة أنه ليس من السهل على لاجئة بعيدة عن وطنها تربية ستة أولاد بلا أي مساعدة، “لم تصلني أي مساعدات تدعمني، لا يوجد مخصصات للنساء الأرامل في المخيم، لم أحصل سوى على حصتي فقط من المساعدات كباقي سكان المخيم”.

وحول المساعدات الأممية لهن، قالت مديرة مخيم “كوره كوسك” للاجئين السوريين في أربيل إيمان جبلي، لنورث برس، إن العديد من المساعدات عبر المنظمات الدولية والإنسانية تصل إلى المخيم، منها شهرية وسنوية، والمساعدات الشهرية غالباً تكون مواد غذائية، إضافة إلى مبلغ مالي محدد، يحصل عليه كل شخص في المخيم.

وأضافت إيمان، أنه إلى جانب المنحة المالية السنوية، ثمة مساعدات “عامية” والتي ليس لها وقت محدد وغالباً ترسلها قنصليات أو شركات أو منظمات، وتكون عبارة عن منظفات وملابس للنساء والأطفال.

وعن النساء الأرامل والمطلقات، تقول: “نسجل أسماءهم، وفي حال زارتنا أي جهة أو منظمة معنية بحقوق المرأة أو الطفل، نعرض عليها هذه الأسماء، عند تسليمنا أي مساعدات، نوزّعها مباشرة عليهم”.

والنساء الكادحات ممن قابلتهن نورث برس هن من عشرات اللاجئات السوريات اللواتي كسرن الصورة النمطية التي رسمتها الحرب، وجعلتهن ضحايا ولاجئات.

وبحسب تقرير نشره موقع المفوضية السامية لشؤون اللاجئين في العام 2015، حمل عنوان “نساء بمفردهن”، تبين أن أكثر من 145 ألف لاجئة سورية، ينظمن أمور البيوت بمفردهن، ويعملن على تأمين أجرة البيت وتكاليف إعالة الأسرة.

إعداد: سهى كامل ـ تحرير: هوزان زبير