محلل سياسي: بوتين رئيساً أبدياً لروسيا.. وسوريا مركز انطلاق رؤيته المستقبلية
واشنطن – هديل عويس – نورث برس
قال الباحث والمحلل السياسي، تيودور كاراسيك، السبت، إن تعديل الدستور الروسي سيسمح للرئيس الروسي فلاديمير بوتين البقاء في السلطة سنوات طويلة، يهدف من خلالها إلى نقل روسيا إلى بلد صاحب بصمات وأثر انطلاقاً من سوريا.
ووافق الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، الخميس الماضي، على تعديل دستوري يسمح له بالترشح لفترتين رئاسيتين مقبلتين أي حتى العام ٢٠٣٦ حيث سيكون قد بلغ من العمر أكثر من /٨٣/ عاماً.
ويوضح الباحث والمحلل السياسي تيودور كاراسيك في حديث لـ"نورث برس" أن محور رؤية بوتين لما يجب أن تكون عليه روسيا في السنوات الطويلة المقبلة التي سيبقى فيها بوتين زعيماً، تتمحور حول نقل روسيا من بلد بقدرات ضعيفة وهامشية في الشرق الأوسط إلى بلد سيصبح صاحب أكبر البصمات والأثر في المنطقة.
ويرى بوتين أن سوريا مركز انطلاق مشروعه، "لا بد من الانتصار الكامل فيها للمضي قدماً بالمزيد من التأثير الروسي في الشرق الأوسط مع توجهات أمريكا الانعزالية وعدم قدرة قوة أخرى في المنطقة مثل تركيا على مناكفة الوجود الروسي أو الوقوف كندٍّ في مواجهة طموحات بوتين"، بحسب كاراسيك.
وأضاف، أن الكثير من تدخلات الدول في الشرق الأوسط تنتهي بإفلاس الدولة المتدخلة أو غرقها في الأزمات، أما حقبة روسيا بزعامة بوتين في الشرق الأوسط منذ التدخل في سوريا فقد جلبت لروسيا المزيد من التأثير والعلاقات الدبلوماسية والاستخباراتية والفوائد الاقتصادية سواء من السيطرة على مناطق وموارد استراتيجية أو من مبيعات الأسلحة.
ويرى المحلل السياسي، أن بوتين يرغب في أن يكون "الزعيم الذي يعيد رسم تاريخ روسيا من خلال حقبة جديدة تنطلق فيها روسيا نحو تأثير عالمي أكبر انطلاقاً من الشرق الأوسط والفوز في سوريا".
وأوضح بوتين في ضوء موافقته على التعديل الدستوري، أن روسيا "بحاجة لزعيم قوي في وقت الأزمات يمتلك رؤية جيوسياسية كبرى"، حيث شبّه بوتين ما تواجهه روسيا من تحديات بما واجهته أمريكا في الحرب العالمية الثانية، ما دفع الأمريكيين لانتخاب الرئيس فرانكلين روزفلت لأربع دورات رئاسية متتالية.
ويعني التعديل الدستوري الجديد في روسيا، أن بوتين لن يذهب في أي وقت قريب من السلطة، "وبالتالي سنرى استراتيجياته لسوريا وليبيا والشرق الأوسط أكثر تجذراً وجرأة على ترسيخ النفوذ الروسي ومناكفة الخصوم دون الحاجة للخشية من الأزمات السياسية واحتمالات التقلبات الداخلية"، بحسب الباحث والمحلل السياسي تيودور كاراسيك.
وكان بوتين قد صرح في كانون الثاني/يناير الماضي، بأنه غير معجب بوضع الاتحاد السوفييتي في الثمانينات حيث كان يبقى القادة السوفييت في السلطة حتى يموتون في مكاتبهم، إلا أنه قام هذا الأسبوع بالتمهيد لبقائه في السلطة لمدة ستفوق المدة التي بقي فيها الزعيم السوفييتي، جوزيف ستالين في السلطة.