مجهولون يدّعون أنهم “داعش” يطالبون سكان في الشدادي بدفع “الزكاة”

الشدادي- نورث برس

لا يزال سعد العمر(28 عاماً) وهو اسم مستعار لصاحب محل لبيع الهواتف في مدينة الشدادي، جنوب الحسكة شمال شرق سوريا  يشعر بالقلق بعد رفضه دفع “الزكاة” لأشخاص يدعون أنهم عناصر تنظيم الدولة الإسلامية “داعش”.

وقبل عدة أيام، تلقى الشاب العشريني الذي فضل عدم نشر اسمه خشية تعرضه للأذى رسائلاً عبر تطبيق “الواتس  آب” من مجهولين يطالبونه بدفع 700 دولار أميركي كـ “مال الزكاة”.

رفض “العمر” دفع المبلغ لكن المجهولين هددوه “بالعقاب الشديد والقتل”، في حال لم يقم بدفع المال خلال الأيام القادمة.

ومؤخراً، تلقى عدة أشخاص في الشدادي اتصالات ورسائل من مجهولين يدعون أنهم عناصر التنظيم يطالبون بدفع “الزكاة”، تحت وقع التهديدات بالقتل في حال الامتناع عن ذلك أو تبليغ الجهات الأمنية.

واستهدف هؤلاء أصحاب رؤوس الأموال وميسوري الحال في الشدادي.

ووفقاً لسكان في المدينة فإن تواصل مجهولين معهم بغرض “دفع الزكاة” تعتبر الأولى من نوعها منذ سيطرة قوات سوريا الديمقراطية على الشدادي وطرد عناصر التنظيم منها.

 وفي شباط/ فبراير 2013، خرجت مدينة الشدادي 60 كم جنوب الحسكة عن سيطرة الحكومة السورية، بعد معارك خاضتها قواتها مع فصائل المعارضة المسلحة وهيئة تحرير الشام (جبهة النصرة سابقاً)، دُمرت خلالها البنية التحتية للمدينة ونُهبت الدوائر الحكومية.

وبعد عام من سيطرة المعارضة المسلحة عليها، شنّ “داعش” هجوماً عنيفاً عليها ودارت بينهما معارك طاحنة دامت لأيام سيطر بعدها التنظيم على المدينة.

وفي 2016، تمكنت قوات سوريا الديمقراطية من السيطرة على الشدادي .

وكان تنظيم الدولة أثناء سيطرته على المدينة  يفرض على السكان دفع مبالغ مالية تحت اسم “الزكاة ” وذلك بحسب مقدار الثروة الذي يمتلكها السكان عن طريق “ديوان الزكاة” التابع للتنظيم.

وتشهد الشدادي وريفها، نشاطاً لخلايا “داعش “، تستهدف بين الحين والآخر نقاط عناصر قوات سوريا الديمقراطية، بالإضافة لاستهداف القاعدة الأميريكية في الشدادي بعدة صواريخ خلال الفترة الماضية.

وتضم الشدادي سجناً يضم الآلاف من عناصر تنظيم الدولة، وتعلن قوات سوريا الديمقراطية بين الحين والآخر القبض على عناصر وقادة للتنظيم في المدينة.

وتراوحتالمبالغ المالية التي طالب بها المتصلون ما بين 700 دولار وثلاثة آلاف دولار أميركي.

وكما في الشدادي، يعيش السكان في ريف دير الزور الشرقي على وقع تهديدات مستمرة، مصدرها خلايا لتنظيم “داعش”، أو أنها تدعي انتسابها له بهدف جمع المال عبر فرض الإتاوات على أصحاب الأعمال ورؤوس الأموال.

وفي هذه الأثناء، رفض أشخاص تبليغ الجهات الأمنية عن الحادثة خوفاً من تعرضهم للقتل بعد تلقيهم تهديدات في حال أقدموا على ذلك، ومنهم من تجرأ على ذلك، بينما لم يكترث آخرون لتلك التهديدات ورأوا أن من يقف وراءها أشخاص يودون النصب والاحتيال عليهم.

ووفقاً لأشخاص أبلغوا الجهات الأمنية فإن الأخيرة أخبرتهم بمتابعة الموضوع عن طريق تتبع الأرقام التي وردت منها الاتصالات.

وتلقى محمد الأحمد(34 عاماً)، اسم مستعار لصاحب محل تجاري في الشدادي، هو الآخر رسائل عبر تطبيق ” الواتس آب ” قبل نحو أسبوع من قبل مجهولين يطالبونه بدفع ألف دولار امريكي.

وقال الرجل الثلاثيني، “أخبروني بأنه في حال رفضت دفع الزكاة سأنال عقاباً شديداً”.

وأضاف،  “تنظيم الدولة زرع الخوف والرعب في قلوبنا وما زلنا حتى هذه اللحظة نخاف على عائلاتنا منه ولكنني رغم ذلك رفضت دفع المبلغ”.

إعداد: باسم شويخ- تحرير: سوزدار محمد