مكاتب سفر وهمية في السويداء تمارس الاحتيال على سكان جلهم شباب

السويداء- نورث برس

نشطت مؤخراً في مدينة السويداء عمل مكاتب سفر وهمية، لتكون وجهة الكثيرين ممن ضاقت بهم سبل العيش وخاصة فئة الشباب في ظل الظروف الأمنية والمعيشة الصعبة التي تعيشها البلاد منذ أكثر من عقد.

وتتخذ هذه المكاتب صفحات لها على وسائل التواصل الاجتماعي بغرض الدعاية وجذب “الزبائن” عبر عرضها لعقود عمل والقبولات الجامعية بمبالغ مادية مغرية.

وقال سعيد عماد (22 عاماً) من سكان مدينة السويداء لنورث برس: “أقنعت والدي ببيع قطعة الأرض التي يملكها لكي أتمكن من دفع تذكرة السفر إلى دولة الإمارات العربية المتحدة وقدرها 1200 دولار أميركي”.

عمليات احتيال  متكررة

وأضاف أن رغبته بالسفر زادت “بعد أن قرأ إعلاناً لمسوق أحد مكاتب السفر على فيسبوك ويدعى مكتب (الحوت) للسفريات، للسفر إلى دولة الإمارات ويشمل فيزا حرة لمدة سنة مع عمل في شركة مقاولات”.

ويقول “عماد” توجهت للمكتب المذكور و”استقبلني الموظف وأعطاني استمارة قمت بتعبئتها ودفعت له المبلغ المطلوب وسند أمانة بالمبلغ وطلب مني أن أراجع المكتب بعد ثلاثة أسابيع لاستلم الفيزا والتذكرة”.

وأضاف أنه بعد انقضاء ثلاثة أشهر راجع المكتب ليتفاجأ بوجود عدد من الشبان أمام بابه المغلق “لنكتشف لاحقاً أننا تعرضنا لعملية نصب حيث أن أرقام الاتصال مغلقة والمكتب غير مرخص ولا يوجد عقد إيجار فيه”.

وأشار” عماد” إلى أن الكثير من حالات النصب عبر تزوير أوراق السفر وفيز الدراسة الجامعية تحصل يومياً.

كما تعرض الكثير من الشبان إلى عمليات نصب تلت وصولهم إلى البلدان التي قصدوها، حيث وعدوا بفيزا وإقامة وعمل براتب مجز مقابل مبالغ دفعوها للسماسرة، ليكتشفوا وهمية الأوراق التي بحوزتهم لدى وصولهم.

ويقول ليث السليم (32 عاماً)  وهو اسم مستعار لشاب من سكان السويداء سافر إلى إقليم كردستان العراق، بموجب فيزا عمل شهري بفندق، إنه تفاجأ لدى وصوله إلى أربيل بعدم وجود هذا الفندق وأن عقد العمل مزور.

وأضاف “السليم” أنه وبعد اكتشافه لعملية الاحتيال التي تعرض لها “أصبحت أنام في حديقة عامة على مدى أسبوعين من الزمن، قبل أن أسكن عند أحد الأقارب”.

وقال إنه مع مرور أكثر من شهر على وجوده في أربيل لم يحظ بعد بفرصة عمل لسداد الديون التي تراكمت عليه مع وصوله هناك.

تغاضي الجهات الأمنية

ولم يسلم الشاب مهران العبد (19 عاماً)  من ريف السويداء الغربي أيضاً من عملية نصب لإحدى تلك المكاتب، لتأمين فيزا الدراسة في إحدى الجامعات بروسيا.

وقال “العبد”: “قصدت مكتباً يعمل في تأمين قبولات جامعية وفيز سفر إلى روسيا بمبلغ 1400 دولار أميركي، توصلت إليه عبر لافتة إعلانية كبيرة كانت معلقة وسط المدينة”.

وأضاف: “دفعت للمكتب نصف المبلغ وأعطوني سند أمانة بالعملة السورية وتم تسجيل المبلغ كما أظهروا لي قبولات جامعية سبق وأصدروها لآخرين، إضافة إلى استمارة”.

ولكن عندما راجع المكتب للحصول على القبول وتسديد المبلغ المتبقي لم يجد للمكتب أي وجود، وتبين لاحقاً أن السند والاستمارة مزورين، بحسب “العبد”.

وأضاف أنه توجه للأمن الجنائي لتقديم شكوى وأخبرهم بمكان المكتب “إلا أنهم تجاهلوا الموضوع، ولم يتجابوا مع الشكوى التي تقدم بها بحجة أنهم ليس لديهم أوامر بالمتابعة والملاحقة”.

ويتواجد في مدينة السويداء قرابة 23 مكتباً مرخصاً، فيما الوهمية يصعب إحصاء عددها لتناميها بشكل كبير في المدينة، وسط تحذير رواد على وسائل التواصل الاجتماعي منها.

من جانبه قال طارق حسن (59 عاماً)  وهو اسم مستعار لصاحب مكتب عريق في المدينة، إن المكاتب التي ظهرت حديثاً لا تحمل رخصاً أو أي توثيق معترف، مما أفرز الكثير من عمليات الاحتيال والغش بطرق عدة.

وأضاف أن تلك المكاتب “قامت بالكثير من عمليات النصب والاحتيال في ظل تعامٍ واضح من الأجهزة الأمنية للحكومة وعدم اتخاذ أي إجراء ضد هؤلاء”.

وأشار إلى أن الكثير من عمليات الاحتيال تتم عن طريق أشخاص يعملون بالسمسرة والنصب بدعم أمني واضح، من خلال بطاقة أمنية وحماية أيضاً”.

إعداد: زين عمر- تحرير: فنصة تمو