إطلاق مصرف مشترك سوري إيراني يعاظم تغلغل طهران في سوريا
القامشلي- نورث برس
تواصل إيران سعيها لزيادة نفوذها الاقتصادي في سوريا، حيث أعلن وزير الطرق والتنمية الحضرية الإيراني رستم قاسمي، أمس الجمعة، أنه تم الاتفاق مع الجانب السوري على إطلاق مصرف مشترك.
والثلاثاء الماضي، وصل إلى دمشق وفد إيراني اقتصادي كبير برئاسة وزير الطرق والإسكان الإيراني رستم قاسمي.
وجاء تعاظم الدور الإيراني في سوريا الذي بدت ملامحه تتضح منذ العام 2011 بعد مقاطعة دول عربية وأجنبية للحكومة السورية، شملت وقف التعامل مع المصرف المركزي السوري ووقف المشاريع التجارية وتجميد أرصدة لمسؤولين سوريين.
مشاريع جديدة لإيران
ورسخت إيران وجودها في سوريا لوجستياً عبر تدشين طريق طهران دمشق وتأمين خط بري يعبر وسط وشمال العراق وحتى دمشق وسواحل المتوسط في اللاذقية ولبنان نهاية 2017.
ويشكل الطريق نقطة تحول كبيرة لإيران في المنطقة إذ سيتيح لها لعب دور محوري في زيادة صادراتها من السلع غير النفطية إلى سوريا والمنطقة العربية عموماً ويقدم لمنتجاتها ميزة تنافس المنتجات الأخرى بفضل خفض كلف النقل وسهولة الطريق.
وقال الوزير الإيراني “قاسمي”، في ختام زيارة عمل رسمية لدمشق، يوم أمس الجمعة، والتي بدأت الثلاثاء الماضي، إنه “سيتم افتتاح مصرف مشترك وعلى ضوئه سيتم إنشاء متبادل لفروع مصارف محلية بين الجانبين”.
وأشار إلى اتخاذ قرارات مختلفة، لا سيما بخصوص إنشاء مناطق تجارية حرة مشتركة، إذ من المقرر أن يتوجه رئيس منظمة المناطق الحرة الإيرانية إلى سوريا لإبرام اتفاق إنشاء بهذا المجال.
وقال الوزير الإيراني إنه تم التطرق لزيادة صناعة المنتجات الإيرانية في سوريا مثل الجرارات والمعدات الزراعية فضلاً عن إلغاء التعرفات الجمركية وتعزيز الصادرات البينية.
وكانت لإيران تصريحات سابقة حول أن الدعم الذي ستقدمه لسوريا لن يقتصر على الجانب العسكري فقط، وأنّ الاتفاق العسكري هو بداية لاتفاقيات اقتصادية، تجارية، طبية، وعلمية.
زيادات الصادرات الإيرانية
والأربعاء الماضي، أعلن رئيس غرفة التجارة المشتركة بين إيران وسوريا، كيوان كاشفي، عن زيادة الصادرات الإيرانية إلى سوريا بنسبة 90 بالمئة في الفترة ما بين آذار/ مارس الماضي ونهاية عام 2021 الفائت.
وقال “كاشفي”، في إفادة صحفية لوكالة “إيسنا” الإيرانية، إن “قيمة الصادرات الإيرانية خلال هذه الأشهر بلغت 160 مليون دولار.
وأضاف أن الرقم في الفترة نفسها خلال العام المنصرم كان 84 مليون دولار، مما يعني أن هذه الصادرات الإيرانية سجلت نمواً بنسبة 90 في المئة.
وأشار” كاشفي” إلى أن الصادرات إلى سوريا “كانت مرتبطة بقطع صناعية ومواد غذائية وأدوية، وأن سوريا احتلت المرتبة الـ21 بين الدول المستوردة للسلع الإيرانية”.
ومطلع كانون الأول / ديسمبر الماضي أقيمت، مراسم تدشين مركز إيران التجاري في المنطقة الحرة في دمشق، بحضور وزير الصناعة والمناجم والتجارة الإيراني، سيد رضا فاطمي آمين.
ويضم المركز عدداً من الشركات الإيرانية المختصة في المجالات التجارية والصناعية والزراعية ومعدات البناء.
وتسعى إيران، وفقاً لمراقبين، لتوسيع نفوذها في سوريا، عبر توقيع اتفاقات اقتصادية طويلة الأمد مع دمشق أبرزها اتفاقية تعاون اقتصادي في قطاع المصارف والمالية والبناء وإعادة الإعمار نهاية 2019.
لإيران الأولوية الاقتصادية
ونهاية تشرين الثاني /نوفمبر قال وزير التجارة السورية، عمرو سالم، خلال لقائه مع وزير الصناعة والتجارة الإيراني، رضا فاطمي آمين إن “لإيران الأولوية الاقتصادية في سوريا”.
والتقى وزير الصناعة والتجارة الإيراني، رضا فاطمي آمين، بكل من وزير التجارة السوري عمرو سالم، ووزير النفط بسام طعمة في دمشق.
وأشار “سالم” إلى وجود 1400 منفذ بيع للشركة السورية للتجارة، وقال إنه يمكن من خلالها تقديم السلع والمنتجات الإيرانية، “بأسعار منافسة ومناسبة”.
وبحسب مراقبين، فإن الحكومة السورية تسلم مفاصل الاقتصاد الوطني لدولة خارجية، “مما ينذر بكارثة اقتصادية تسلب من السوريين قرارهم الاقتصادي والسياسي”.
وقال رضا فاطمي آمين إن “الإمكانات المتوافرة كبيرة جداً بين سوريا وإيران لرفع سوية التبادل التجاري بين البلدين”.