النقاط التركية تعيق أعمال المزارعين وتؤثر على الحالة المعيشية بريف حلب الشمالي
حلب – نورث برس
تمنع نقاط المراقبة التركية في ريف حلب الشمالي الغربي، منذ إنشائها في العام 2018، السكان في معظم القرى والبلدات القريبة من ممارسة أعمالهم اليومية، بالإضافة لتشكيلها خطراً على حياتهم هناك، ما يتسبب بتدهور الحالة الأمنية والاقتصادية الهشة أصلاً.
ولاتزال نقاط المراقبة التركية في هذه المناطق تواصل تعطيل الحياة الزراعية، لا سيّما أنّ نقطتي الشيخ عقيل وجبل عندان تحتلان مساحات من الأراضي الزراعية، وتعيقان العمل في مئات الدونمات الزراعية، بالإضافة إلى قطع معظم الطرقات التي توصل بين قرى وبلدات في ريف حلب الشمالي الغربي.
وقال علي سعيد، من سكان بلدة الشيخ عقيل، لـ "نورث برس": "منذ إنشاء النقطة التركية بالقرب من بلدتنا، لم يعد بإمكاننا الوصول إلى أراضينا الزراعية، ومعظم الأراضي حول القاعدة غير مستثمرة، وهو أمر يتسبب في نقص مواردنا وزيادة معاناتنا الاقتصادية".
وأردف أنّ الكثير من المزارعين حاولوا الاقتراب من أراضيهم، لكنهم اصطدموا بواقع مرير، "فالأراضي مليئة بالألغام التي خلفتها المعارضة المسلّحة وكذلك التي زرعتها القوات التركية لحماية نقاطها".
ورغم تواجد بعض هذه النقاط قريبة من مواقع وحواجز للقوات الحكومية والتشكيلات التابعة لها، إلا أن الأخيرة لا تتدخل في الحوادث التي يكون سكان المنطقة ضحية لها بسبب الاتفاقيات الروسية التركية، وهو ما تسبب باستياء الكثير من السكان.
وقال الحاج غريب، وهو قيادي عسكري في اللجان الشعبية "الرديفة" لقوات الحكومة السورية في بلدتي نبل والزهراء، لـ "نورث برس": "نحن ندرك خطورة بقاء هذه النقاط في ريف حلب الشمالي الغربي، فلهذه النقاط مهمات متعددة تصب لصالح تركيا التي تقوم نقاط مراقبتها بمهام استخباراتية وعسكرية.
وأضاف أن "هدف التهديدات التي تتسبب بها النقاط التركية لسكان القرى القريبة منها هو إجبار السكان على ترك الزراعة ومن ثم ترك قراهم، حتى تتمكن تركيا من توسيع دائرة نفوذها".
ولا يمنع وجود قوّات الحكومة السورية في المناطق القريبة الإمدادات عن النقاط التركية التي باتت أشبه بقواعد عسكرية ثابتة، لأن تلك الإمدادات تأتي عن طريق قوافل عسكرية روسية، تدخل لهذه النقاط بين الحين والآخر.
ولا تتردد النقاط التركية في استهداف أي شخص يمر في المنطقة المحيطة بها والتي قد يصل قطرها إلى عدة كيلومترات تتخذها كمنطقة محرمة وتمنع فيها الزراعة، حتى لو اتضح للجنود الأتراك أن الشخص المار هو فلاح أو راعي أغنام يقوم بعمله المعتاد.
وقال توفيق البري، من سكان بلدة باشمرا، بريف حلب الشمالي الغربي، والذي يمتلك قطيعاً من الماشية، إنه تم استهداف راعٍ يعمل لديه قبل أيام ونفقت ثلاثة رؤوس من الماشية إثر إصابتها برصاص القناص التابع للنقطة التركية في جبل عندان، "رغم أن الراعي كان على بعد خمسة كيلومترات من النقطة التركية".
وأضاف أنّ هذه "الأعمال ليست حالة استثنائية"، فكل من يفكر بالاقتراب من هذه النقطة التي تشرف على مساحات واسعة من الأراضي الزراعية والمراعي سيتعرض للاستهداف، "الأمر الذي يتسبب بخسائر مادية متواصلة تتكبدها قريتنا وكل القرى المحيطة".
ويقول البري أيضاً أن التهديدات لا تقتصر على الأعمال، بل إنهم لا يشعرون بالأمان حتى في قريتهم وداخل منازلهم، "فالرصاص الذي يطلقه الجنود الأتراك لأي سبب كان، غالباً ما يطال نوافذ بيوتنا ويسقط في شوارع القرية".