روايات متعددة لإنهاء الائتلاف السوري عضوية نصر الحريري
إسطنبول/ القامشلي – نورث برس
بعد أن سرت شائعات كثيرة حول منصبه، حسم “الائتلاف الوطني لقوة الثورة والمعارضة السورية”، أول أمس السبت، الجدل وأصدر قراراً أنهى فيه تكليف نصر الحريري كممثل وعضو في “هيئة التفاوض”.
وقالت تقارير صحفية إن قرار العزل والتوافقات التي جاءت حوله أهم من التوافق على الاسم البديل لـ”الحريري”.
وعزْل “الحريري” كان يجب أن يتم بعد تولي سالم المسلط لرئاسة الائتلاف (منتصف شهر تموز/يوليو الماضي)، إلا أن التأخير كان بسبب عدة ارتباطات خارجية للمسلط وفريق الهيئة السياسية للائتلاف، بحسب تقارير صحفية.
وشددت وسائل إعلام على أن وصول “المسلط” إلى رئاسة الائتلاف، جاء بعد سلسلة تفاهمات بين كتل داخل الائتلاف، وخارجه.
ووافقت دول إقليمية على فتح خط التوافق شريطة إبعاد نصر الحريري عن “هيئة التفاوض”.
تواصل مع الروس
بينما يرى مراقبون أن عزل الحريري جاء بسبب تواصله مع الروس بشكل مستقل، مما أثار حفيظة بعض الدول والكتل داخل الائتلاف.
وتواصلت نورث برس مع أعضاء في الائتلاف من ضمنهم أمينه العام هيثم رحمة، لنقل وجهة نظرهم إلا أنهم اعتذروا عن الرد، كما تواصلت مع “الحريري”، إلا أنه لم يعلق على الموضوع.
وترأس الحريري “هيئة التفاوض” منذ تشرين الثاني/ نوفمبر 2017 وبقي في منصبه حتى حزيران/ يونيو 2020.
وشهدت الهيئة تعطيلاً لأعمالها (يستمر حتى الآن) بسبب رفض عدة كتل فيها (منصة القاهرة، هيئة التنسيق، منصة موسكو، بعض المستقلين والعسكريين) حضور الاجتماعات بسبب “تجاوزات تنظيمية وتمديد فترة رئاسة الحريري للهيئة التفاوضية”، بحسب مراقبين.
وكانت “الهيئة” انبثقت عن مؤتمر الرياض الذي احتضنته العاصمة السعودية، خلال شهر كانون الأول/ديسمبر 2015، واتُفق أن تكون تشكيلتها من 32 عضوا.
وفي مؤتمر “الرياض 2”، (تشرين الثاني/نوفمبر 2017) اختارت المعارضة السورية أعضاء النسخة الجديدة من “الهيئة” التي عُرفت بـ”هيئة التفاوض 2″، وضمت في المجموع 50 عضواً، واختير الحريري رئيساً لها خلفا لرياض حجاب.
ويأتي عزل الحريري، بعد فترة من تسريب تقارير صحفية، معلومات عن مشروع إعادة هيكلة يباشره رئيس الحكومة السوري الأسبق، المنشق، رياض حجاب، بإشراف مباشر من أنقرة والدوحة.
وتشرف “الهيئة” بشكل مباشر على العملية التفاوضية مع حكومة دمشق، ضمن مسارات ترعاها الأمم المتحدة، بخاصة اللجنة الدستورية السورية.
وكانت المملكة العربية السعودية علّقت عمل “الهيئة العليا للمفاوضات” المُعارضة، وذلك بدءا من نهاية شهر كانون الثاني/يناير الجاري بسبب عدم انعقاد اجتماعاتها الدورية.
وقالت وزارة الخارجية السعودية في بيان، آنذاك،: “على ضوء استمرار تعطيل أعمال هيئة التفاوض السورية، فقد تقرر تعليق عمل موظفي الهيئة مع نهاية الشهر الجاري (يناير 2021)، وذلك لحين استئناف الهيئة أعمالها”.
وتشير تقارير صحفية إلى احتمالية عودة أعمال هيئة التفاوض في العاصمة السعودية، مطلع العام المقبل، بعد تقارب حصل بين “هيئة التنسيق” و”الائتلاف”، واتفاقهما على تشكيل وفد مشترك للتوجه إلى السعودية خلال الفترة القريبة المقبلة، والطلب منها إعادة إحياء عمل هيئة التفاوض على أراضيها.
تحسين صورة الائتلاف
وانتخب الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية سالم المسلط، في خطوة كانت متوقعة بالنسبة إلى الكثيرين لتحسين صورة الائتلاف التي تضررت بشكل كبير خلال السنوات الماضية حيث بات ينظر له على أنه مظلة سياسية لجماعة الإخوان المسلمين.
وذكرت مواقع موالية للمعارضة السورية أن اختيار المسلط ذي الخلفية العشائرية، رئيساً عاشراً للائتلاف خلفاً لنصر الحريري كان مقرراً قبل فترة من قبل المخابرات التركية.
وبحسب هذه المواقع فإن تركيا رأت أن استمرار نصر الحريري “ذي الخلفية الإخوانية بات مثار جدل وانقسام”، وأنه حان الوقت للتغيير بالرهان على شخصية عشائرية موالية لأنقرة.
ويشير مراقبون إلى أن انتخاب المسلط الذي ينتمي إلى محافظة الحسكة شمال شرقي سوريا لا يخلو أيضاً من غايات سياسية، حيث تراهن عليه أنقرة لاستقطاب عشائر هذه المحافظة.
وتشكل الائتلاف السوري لقوى الثورة والمعارضة في تشرين الثاني/ نوفمبر عام 2012، في العاصمة القطرية الدوحة.
وتم التوصل لتأسيسه بعد أسبوع من المشاورات بين أطياف المعارضة السورية ودبلوماسيين عرب وغربيين في الدوحة، وانتخب حينها معاذ الخطيب كأول رئيس له. وحظي الائتلاف بدعم دولي وإقليمي كبير في السنوات الأولى من تأسيسه.
ويقول منشقون عن الائتلاف إن “هذا الدعم تراجع بسبب الخلافات داخل مكوناته فضلاً عن نجاح تركيا في ضمان سيطرة الموالين لها على مفاصله وبالتالي بات هذا الائتلاف يدور كلياً في فلك أنقرة”.