طلاب بدمشق: الازدحام في غرف السكن الجامعي يمنع الراحة أو الخصوصية

دمشق- نورث برس

دخلت ريم إبراهيم (20 عاماً)، وهو اسم مستعار لطالبة في جامعة دمشق، إلى غرفتها في مدينة باسل الأسد الجامعية، وقبل أن تسلم على صديقاتها الثمانية اللواتي يشاركنها الغرفة، مازحتهن قائلة “الله يزيد ويبارك”.

وتسكن الطالبة القادمة من مدينة حلب مع طالبات أخريات في الوحدة 14، وتتقاسم معهن المعاناة ذاتها، فجميعهن من محافظات سورية بعيدة ولا يستطعن تحمل تكاليف إيجارات المنازل “المرتفعة”.

وبداية تشرين الأول/ أكتوبر الفائت، نشرت إدارة مدينة باسل الأسد الجامعية على حسابها في موقع التواصل الاجتماعي “فيسبوك” قرار رفع الطاقة الاستيعابية للغرفة الواحدة من ستة طلاب إلى تسعة.

وعللت القرار بالإقبال الكثيف للطلاب للحصول على سكن جامعي، دون التطرق لكيفية زيادة الأسرة في الغرف الصغيرة التي لا تتجاوز مساحتها أربعة أمتار مربعة.

واعتبرت إدارة المدينة الجامعية على أن استقبالها لهذا العدد الكبير من الطلاب “يصب في مصلحة القادمين من مختلف المحافظات للحصول على تحصيلهم العلمي”.

ازدحام وضغوط

لكن “ابراهيم” التي تدرس في قسم اللغة العربية بكلية الآداب، تقول إن “الضجيج في الغرفة والعدد يؤثر سلباً على التركيز على الدراسة”.

وتشعر الطالبة كباقي زميلاتها بالامتعاض وخيبة الأمل ولكنهن لا يجدن خياراً آخر سوى القبول بالأمر الواقع.

ومع بداية كل عام دراسي يتوافد آلاف الطلبة من المحافظات الأخرى والأرياف والمناطق البعيدة عن دمشق للتسجيل على سرير في غرف السكن الجامعي.

ويسكن طلاب جامعة دمشق في مبان سكنية تدعى “وحدات” متوزعة على ثلاثة تجمعات وهي تجمع المزة، ويعد الأكبر وتجمع الطبالة على طريق المطار وتجمع الزراعة في حي برزة شرق دمشق.

وهذا العام، وصل عدد الطلبة المسجلين في السكن الجامعي إلى 17 ألف طالب وطالبة، ومن المتوقع أن يصل العدد إلى 20 ألفاً، بحسب ما صرح به الشهر الفائت مدير المدينة الجامعية مضر العجي لصحيفة “الوطن” شبه الرسمية.

وتشتكي فاطمة العلي (19 عاماً)، وهو اسم مستعار لطالبة تسكن في الوحدة الرابعة، من كثرة عدد الطالبات في الغرفة الواحدة.

 وتشير إلى أن ذلك يعرض الكثير منهن “لانتهاك الخصوصيات” وعدم وجود راحة لاختلاف مواعيد النوم من طالبة لأخرى، الأمر الذي يمنعهن من الدراسة ويعرضهن لضغوطات نفسية، على حد وصفها.

“خصوصية للمدعومين”

وتوقعت “العلي”، وهي قادمة من مدينة الحسكة للدراسة في قسم رياض الأطفال بكلية التربية في جامعة دمشق، أن تعيش “تجربة مميزة” في الكلية والمدينة الجامعية بعد أن أنهت الدراسة الثانوية، “ولكنني صدمت بالواقع المتردي للسكن”.

وترى أن الأسوأ من كل هذا هي “المحسوبيات” في المدينة الجامعية، “فلا شيء سيتغير في هذه البلاد، سواء تحدثنا أو صمتنا”.

ويقول طلاب في المدينة الجامعية إن “الرشاوى والمحسوبيات والواسطة”، مهمة للحصول على غرفة مريحة، فهناك العديد من الغرف المزودة بأثاث نظيف ولا يَشغلها سوى شخصَين أو ثلاثة من “المدعومين”.

وزادت معاناة الطلاب هذا العام مع الازدحام وزيادة عدد المقيمين في الغرفة الواحدة، تردي الحالة الفنية لبعض الوحدات السكنية وتكرار الأعطال في دورات المياه والكهرباء والتأخر في عمليات التنظيف وترحيل القمامة.

وتعاني البنية التحتية للوحدات السكنية التي مر على إنشائها أكثر من 40 عاماً من قدم المرافق الخدمية من حمامات ومطابخ وغيرها بحكم مرور الزمن والاستخدام المستمر لها، لدرجة أن أعمال الترميم والصيانة لم تعد تنفع لإصلاحها، بحسب طلاب.

ويتشارك كل مجموعة من الطلاب المرافق المتوفرة للسكن من حمامات ومطابخ وغيرها، الأمر الذي يجعل تلك المرافق متسخة دائماً، دون أن تسعى إدارة المدينة الجامعية إلى تحسين الوضع خصوصاً فيما يتعلق بنظافة المرفقات التابعة للسكن.

وتقول طالبة فضلت عدم نشر اسمها، إن “هناك إهمالاً كبيراً من ناحية النظافة، وأيضاً الحمامات غير صالحة للاستخدام، في ظل الانقطاع المستمر للمياه”.

وتضيف الطالبة التي تسكن في الوحدة الرابعة، “أما بالنسبة للكهرباء فحدث ولا حرج”.    

إعداد: هيام علي – تحرير: سوزدار محمد