معاناة طلاب في المدينة الجامعية بدمشق من تردي الواقع الخدمي فيها

دمشق – نورث برس

يقول طلاب في المدينة الجامعية في دمشق، إن معاناتهم تزيد كل عام بسبب الازدحام والزيادة الكبيرة في عدد المقيمين في الغرفة الواحدة، إضافة لصعوبات في تأمين الخبز وغياب وسائل التدفئة في الشتاء وانتشار المحسوبيات أثناء التسجيل في المدينة.

وتعتبر المدينة الجامعية ملاذاً للطلبة الوافدين من المحافظات، خاصة في ظل تردي الأوضاع المعيشية وارتفاع إيجارات المنازل.

محسوبيات

ومع بداية كل عام دراسي يتوافد آلاف الطلبة من المحافظات الأخرى والأرياف والمناطق البعيدة عن دمشق للتسجيل على سرير في غرف السكن الجامعي.

ويسكن الطلاب في وحدات سكنية متوزعة في ثلاث تجمعات وهي تجمع المزة، ويعد الأكبر وتجمع الطبالة على طريق المطار وتجمع الزراعة في حي برزة شرق دمشق.

وقالت روز رزق (18عاماً) وهو اسم مستعار لطالبة في السنة التحضيرية للكليات الطبية من السويداء إنها كانت تعتقد أن المكان الوحيد الذي “لن يكون فيه وساطات ومحسوبيات هو السكن الجامعي.”

وأشارت الطالبة في حديث لنورث برس إلى أنها لاحظت أثناء انتظارها في طابور للتسجيل على غرفة في المدينة الجامعية “العديد من الطلبة أصحاب الواسطات يأخذون غرفاً كاملة لوحدهم.”

واضطرت “رزق”  للانتظار يوماً كاملاً أيضاً وتوقيع تعهد لاستلام اسفنجة للنوم قالت إنها كانت “مهترئة وغير صالحة تماماً.”

وبحسب قولها، فإن طوابير الخبز في السكن الجامعي تشبه أي طوابير في سوريا، “حيث للمعتمدين أولوية، نصف الخبز يسرق ويوزع على الوساطات ومن يدفع أكثر.”

وتصل ساعات الانتظار في الطابور للحصول على ربطة الخبز في المدينة الجامعية إلى ثلاث ساعات “وهي لا تكفي أربعة أشخاص ليوم واحد.” بحسب “رزق”.

“لا مكان للدراسة”

وذكر طلاب في السكن الجامعي بتجمع الزراعة، أن هناك غرفاً يسكن فيها ثمانية طلاب، ينام أربعة منهم على الأسرة والباقي يفترشون الأرض.

وقال ريمون بشارة (21عاماً) وهو اسم مستعار لطالب هندسة زراعية من ريف حمص يسكن في تجمع الزراعة إنه في الشتاء تصبح الأمور أصعب “حيث لا تدفئة ولا مكان للدراسة في الغرفة.”

وذكر أنه اضطر مراراً للنزول إلى قاعة المطالعة حاملاً بطانيته على كتفه اتقاءً للبرد، حيث تغيب وسائل التدفئة في المدينة الجامعية بشكل كامل، وتمنع الإدارة تشغيل أي نوع من التدفئة الكهربائية في الغرف تحت طائلة العقوبة ومصادرة السخانة.

وفي سكن الطبالة يعاني الطلاب من انقطاع التيار الكهربائي في فترات المساء، إضافة إلى اهتراء شبكة تمديد مياه الحمامات.

وفي تصريح سابق لـ أحمد واصل مدير مدينة الباسل للسكن الجامعي لجريدة محلية قال إن “الوحدات السكنية التي مر على إنشائها أكثر من 40 عاماً بحاجة إلى ترميم كلي وإعادة تأهيل وصيانة متكاملة.”

وذكر “واصل” أن الوحدات التي تخص الذكور في تجمع المزة ومنها الوحدة الأولى و11 و13 بحاجة للترميم، “فالوضع سيء وهناك إشكالية في أعمال الصيانة المؤقتة إذا أنها لا تحل المشكلة وتكون مجتزأة، لأن المشكلة أكبر من عمليات الصيانة السريعة.”

لا كهرباء

وقال تحسين العبدالله (20 عاماً) وهو اسم مستعار لطالب في هندسة الميكانيك قادم من محافظة درعا ويسكن في تجمع الطبالة، إن الهيئة الإدارية التابعة للاتحاد الوطني لطلبة سوريا في كليتهم وعدتهم بالمحافظة على وصل التيار الكهربائي في الوحدات السكنية من السادسة مساءاً إلى الساعة الثانية عشر ليلاً من أجل الدراسة.

وأضاف: “ولكن هذا الشيء لم يتحقق، وينقطع التيار الكهربائي بشكل مستمر وغير منتظم المواعيد.”

ولا تأتي المياه الساخنة في الحمامات سوى يوم واحد في الأسبوع، ولا تصل لجميع الحمامات بسبب تمديدات المياه شبه المهترئة، فيما يصعب استخدام معظم دورات المياه بسبب “وضعها المزري”، بحسب وصف طلاب.

ولجأ “العبدالله” للتسجيل في نادي رياضي قريب من المدينة الجامعية ليتسنى له الاستحمام بشكل دوري.

وأشار “العبدالله” إلى أن معتمد الخبز في تجمع الطبالة رفض بيع الخبز الذي يحصل عليه من فرن المدينة الجامعية بالمزة بأقل من ربح ١٠٠%، وهو ما لم تسمح به إدارة المدينة، ورفض هو إحضار الخبز واكتفى بإحضار الخبز السياحي.

ولا يملك الطلاب الجامعيون البطاقة الذكية التي تخولهم شراء الخبز من الأفران، فيضطر طلاب تجمع الطبالة لشراء الخبز السياحي الذي وصل سعر الربطة منه إلى 2500 ليرة.

وأضاف: “قالت إدارة التجمع إنها لا تستطيع إجباره على إحضار الخبز وبيعه، ولا يسمح لغيره بإحضار الخبز فهو المعتمد الرسمي. وبقينا نحن الطلبة مضطرين لشراء الخبز السياحي.”

إعداد: رغد العيسى – تحرير: سوزدار محمد