السويداء- نورث برس
لم يتم حتى الآن التوصل لأي معلومة عن مرتكبي جريمة قتل حدثت مطلع هذا الأسبوع في منطقة ظهر الجبل شرق السويداء جنوبي سوريا، أو الدوافع وراءها.
والأسبوع الماضي، فُقد طلعت كمال عريج (40 عاماً) والذي كان يعمل في توزيع التبغ، ووجدت سيارته مركونة على قارعة طريق فرعي في حي المقوس في الجهة الشرقية للسويداء المدينة.
ونقل سكان في الحي وجود دماء داخل السيارة دون العثور على أثر للشاب المفقود.
وفي الحادي عشر من هذا الشهر، عثر سكان منطقة ظهر الجبل على جثة “عريج” وسط بساتين التفاح، بينما لم تُعلن أي معلومات أخرى تفيد بمعرفة القاتل وسبب ارتكاب الجريمة.
وتشهد السويداء شهرياً جرائم لدوافع مختلفة توثقها منصات إعلامية محلية وأهلية، كانت آخرها أربع جرائم قتل حصلت خلال أسبوع واحد.
وقبل أيام لقي عادل حسن مرعي (48 عاماً) مصرعه على يد اثنين من أولاده في بلدة الهويا شمال شرق السويداء المدينة.
ونقلت شبكة السويداء24 عن سكان في القرية أن ولدي المغدور (في العشرينات من عمرهما) أطلقوا أكثر من 20 رصاصة على جسد والدهما ولاذا بالفرار.
وأضافت أن خلافات شخصية كبيرة حصلت بين المغدور وأبنائه بعد خروجه من السجن الشهر الفائت.
“شباب القتل”
وقالت سارة عامر، وهي أخصائية اجتماعية في السويداء، إن اللجوء للقتل أصبح “حلاً مستساغاً” عند الشباب كحل لإزالة المشكلات والعوائق التي تواجههم، لا سيما من عرضوا أنفسهم للخطر خلال سنوات الحرب.
وأضافت أن الدليل على ذلك هو أن هذه الجرائم اتسمت بسرعة التنفيذ واستسهال استخدام السلاح.
وأعادت أسباب ذلك إلى الانفلات المجتمعي والفقر وانتشار السلاح العشوائي والمخدرات والتهميش.
وفي السابع من كانون الأول/ ديسمبر الحالي، شاهد مسافرون باتجاه دمشق أشخاصاً ينزلون من سيارة قرب بلدة خلخلة شمال السويداء ويقومون برمي جثة ليلوذوا بالفرار على عجل.
وقال حسن معمر، وهو اسم مستعار لشاهد عيان، إن الجثة كانت لرجل خمسيني ونقلها عناصر لفصيل محلي إلى المشفى الوطني في السويداء.
وفي المشفى تعرف ذوو عبد العزيز دحدوح، وهم من سكان بلدة سرغايا بريف دمشق، على جثة المغدور الذي كان مفقوداً منذ 20 يوماً.
“ضد مجهول”
وفي الثاني عشر من هذا الشهر، وجد طلال نايف الحلبي مقتولاً في منزله وسط بلدة عرى جنوب السويداء بطلقة مُستقرة بالرأس من سلاح فردي وجد بجانب الضحية.
وأشارت مصادر أهلية من البلدة إلى أن المغدور قُتل من السلاح نفسه، ووضع بجانبه ليبدو الأمر كأنه انتحر، لكن جهات أمنية أعلنت أن “الحلبي” قتل برصاصة من مسافة عدة أمتار، نافية فرضية الانتحار.
ويشير سكان في السويداء إلى عدم إلقاء القبض على غالبية مرتكبي الجرائم، إذ تسجّل ضد مجهول في ظل تقاعس الجهات الأمنية المسؤولة.
وتعتقد سارة عامر أن لكل من الطبيعة العشائرية للمجتمع وتهميش الشباب وسط الحرب وأزماتها دوراً في انتشار الجرائم بعد تحول إحباطات متكررة إلى نقمة على الوسط الاجتماعي لا سيما في ظل الأوضاع الاقتصادية الصعبة.
وأشارت إلى غياب أي إصلاح حقيقي، “بل يتم استغلال التشتت الأمني وسط بيئة تربط ممارسات مغلوطة كالثأر بمفاهيم الكرامة والعزة والدفاع عن الحقوق”.