هل فشلت سياسة الاعتماد على الليرة التركية في إدلب؟

إدلب- نورث برس

أثبتت سياسة تركيا في إجبار سكان شمال غربي سوريا، على تداول الليرة التركية في تعاملاتهم اليومية، فشلها في ظل انخفاض قيمة الليرة التركية مقارنة مع سعر صرف الدولار الأميركي.

وأثار قرار أصدرته “شركة وتد” مطلع الأسبوع، يتضمن تحويل أسعار المحروقات إلى الدولار الأميركي عوضاً عن الليرة التركية، موجة انتقادات وحالة سخط لدى سكان في إدلب.

والأحد الماضي، نشرت شركة “وتد للبترول” التابعة لهيئة تحرير الشام (النصرة سابقاً) عبر معرفاتها على مواقع التواصل الاجتماعي، “نشرةً بأسعار المحروقات بعد تحويلها للدولار الأميركي عوضاً عن الليرة التركية“.

وقال خالد التركاوي وهو باحث اقتصادي مقيم في تركيا، إن “سياسة اعتماد الليرة التركية في إدلب لم تتبع طرق منهجية لغياب الأنظمة والشروط الأساسية لتداول أي عملة مثل البنوك وغيرها”.

وأضاف” التركاوي” لنورث برس، أن “الليرة التركية فرضت نفسها على السكان في إدلب، وأنها لم تأتِ كخيار وإنما أتت بالإجبار”.

وينعكس تدهور قيمة الليرة التركية أمام الدولار على تفاوت أسعار المحروقات، التي حددت مؤخراً بالدولار.

وأشار الباحث الاقتصادي إلى أن “ما يحصل من تدهور في قيمة الليرة التركية هو مرحلة صعبة سيعيشها الأتراك والسوريون في إدلب”.

واستبعد “التركاوي” العودة إلى تداول الليرة السورية “التي ستزيد من معاناة السكان بسبب عدم استقرارها”، على حد وصفه.

وقال الباحث الاقتصادي، إن “تداول الليرة التركية كان له تبعات ومشاكل أثرت على السكان”.

وقال مراقبون اقتصاديون إن قرار شركة وتد بتحويل أسعار المحروقات للدولار الأميركي عوضاً عن الليرة التركية هو دليل واضح على فشل سياسية اعتماد الليرة التركية في إدلب.

وسيتم تركيب شاشة من خلال اتحاد الصرافين في كل محطة مرخصة ومركز غاز لإظهار سعر الصرف بشكل دائم، ما يخول صاحب المحطة بتعديل التسعيرة بالتركي بحسب تغير سعر الصرف، وفقاً لقرار الشركة.

وفي وقت سابق، قالت مصادر محلية أخرى لنورث برس، إن “حكومة الإنقاذ وهيئة تحرير الشام تعملان في ميزان الربح والخسارة وتحاولان الربح بأكبر قدر ممكن عبر استغلال السكان الذين يعيشون أوضاعاً اقتصادية ومعيشية صعبة”.

واعتبر سكان القرار وسيلة “نهب جديدة” تتبعها الشركة لزيادة أرباحها، من خلال التلاعب بأسعار المحروقات على مدار الساعة وبما يخدم مصالحها.

وفي الخامس عشر من الشهر الماضي، خرج العشرات من سكان مدينة إدلب، في احتجاجات على الغلاء ورفع أسعار المحروقات والمواد الغذائية بشكل غير مسبوق.

إعداد: سمير عوض – تحرير: فنصة تمو