الإدارة الذاتية في شنكال تغلق المؤسسات الحكومية العراقية احتجاجاً على “صمت” بغداد
أربيل- نورث برس
علقت “الإدارة الذاتية” في شنكال غربي نينوى العراقية، الأحد، الدوام الرسمي في المؤسسات الحكومية، وذلك احتجاجاً على ما وصفته بـ”الصمت الحكومي” إزاء الهجمات التركية.
ووجّهت “الإدارة الذاتية” والتي وتعتبر نفسها المشرفة على إدارة المنطقة بعد استعادة السيطرة عليها منذ 2015. تحذيراً للحكومة العراقية “بعد أن أثبتت أنها لم تعد قادرة على الدفاع عن شنكال وأنها لا تتمتع بالسيادة فيها”.
وجاء قرار “الإدارة الذاتية” بإغلاق جميع الدوائر والمؤسسات الحكومية الرسمية وكذلك المنظمات الدولية باستثناء المستشفيات والمدارس، كشكل من أشكال الرد على “صمت” السلطات المركزية العراقية.
هجومين خلال أقل من أسبوع
وتتعرض مدينة شنكال العراقية المتاخمة للحدود السورية، بين الفترة والأخرى، لهجمات جوية تركية تستهدف قيادات إيزيدية ومقار مدنية وعسكرية تابعة للإدارة “الذاتية”.
وتقول تركيا إنها “تستهدف جهات لها ارتباط بحزب العمال الكردستاني”، لكن الإيزيديون يدينون الهجمات ويرفضون الحجج التركية، ويعتبرونها بمثابة “مجازر” كالتي ارتكبها “داعش”.
ويقول سكان المنطقة إن “تركيا تواصل عملياً ما فعله تنظيم داعش بهم”،وهذا كان شعار “تنديد” بالهجمات في أكثر من محفل ومظاهرة شهدتها المدينة بعد كل هجوم تركي.
واستهدفت طائرة تركية مسيرة، أمس السبت، مقر “مجلس الشعب” في ناحية خانصور التابعة لقضاء شنكال.
والهجوم هو الثاني خلال أسبوع مضى، ولم ترد معلومات عن وقوع ضحايا أو حجم الخسائر.
والثلاثاء الفائت، استهدفت طائرة تركية مسيرة القيادي الإيزيدي ”مروان بدل” وهو الرئيس المشارك للإدارة الذاتية، بينما كان في سيارته برفقة أطفاله في ناحية خانصور التابعة للقضاء.
وفارق “بدل” حياته في القصف، بينما نجى الأطفال بعد أن استطاع السكان إخراجهم من السيارة المحترقة جراء الهجوم، وتم نقلهم إلى المشفى.
متزامنة مع عمليات مشتركة ضد “داعش“
وفي غضون ذلك شهدت مناطق متنازع عليها جنوبي أربيل والسليمانية عمليات أمنية بمشاركة الجيش والبيشمركة لملاحقة خلايا “داعش” الذي شن سلسلة هجمات خلال الأسابيع الثلاث الأخيرة وراح فيها عشرات المدنيين والعسكريين من البيشمركة.
وشنكال إحدى المناطق المتنازع عليها بين أربيل وبغداد والتي كانت الأكثر عرضة لهجوم “داعش”.
ويريد سكان المنطقة أن ينعموا بالأمن والاستقرار بعد عملية الإبادة التي مضى عليها 6 سنوات، فيما تقوض تركيا ذلك وفقاً لبيان”الإدارة الذاتية في شنكال”.
وجاء الهجوم التركي الأخير، بعد ثلاثة أيام من مراسيم تشييع شهدتها قرية كوجو في شنكال، الخميس الفائت، لدفن رفات 41 إيزيدياً قضوا في عمليات قتل جماعية نفذها تنظيم الدولة الإسلامية (داعش) صيف 2014.
وفي شهر آب/ أغسطس من عام 2014، تعرض الإيزيديون في موطنهم شنكال الذي يقع ضمن الحدود الإدارية لمحافظة نينوى غربي البلاد، لهجوم شرس شنه “داعش” وأقدم على ارتكاب مجازر بحقهم وخطف قرابة 6500 شخص معظمهم نساء وأطفال.
اغتيال قيادات إيزيدية
وتزامن أول هجوم تركي على شنكال مع هجوم نفذته تركيا في نيسان/ أبريل 2017،على جبل قرجوغ في شمال شرقي سوريا والذي أسفر عن وقوع عشرات الضحايا.
وبعد مرور أكثر من عام على الهجوم الأول، وتحديداً في الخامس عشر من آب/أغسطس 2018 استهدف قصف جوي تركي عضو “منسقية المجتمع الإيزيدي” زكي شنكالي الملقب بـ”مام” أي (العم)، والذي كان يعتبر أحد أبرز القيادات الإيزيدية وقتها.
وفي مطلع 2019، قضى قائد “وحدات مقاومة شنكال” زردشت شنكالي وعدد من المقاتلين، في هجوم بطائرات تركية مسيرة.
كما شنت تركيا غارات أخرى بمحيط جبل شنكال في نيسان/ أبريل 2019 وأدت إلى مقتل عدد من المدنيين.
ولم تتخذ السلطات العراقية مواقف عملية للحد من المسيرات التركية التي تتتوغل في العمق العراقي، علماً أن السلطات لم تذكر “وحدات مقاومة شنكال” كقوة خارجة عن القانون، بل يتم التعامل معها كقوة مجتمعية محلية.
لكن المواقف العراقية لا تخلو من بيانات إدانة كالتي صدرت من جانب خلية الإعلام الأمن،ي الثلاثاء الفائت، عقب اغتيال القيادي الإيزيدي “مروان بدل”.