رجل روسيا البارز في درعا يزور موسكو.. ماذا بعد التسويات؟

درعا- نورث برس

تداول ناشطون سوريون، أمس الجمعة، صوراً لـ”أحمد العودة أبو حمزة” قائد اللواء الثامن التابع للفيلق الخامس في سوريا، والمدعوم بشكل كامل من روسيا، في مطار موسكو.

ويأتي ذلك بعد مرور شهرين على عمليات “التسوية” التي أعلنها النظام السوري في الجنوب برعاية وتنسيق روسيين.

وقالت مصادر مقربة من “العودة” لنورث برس، السبت، إنه متواجد في روسيا منذ أيام دون الإفصاح عن أسباب الزيارة.

ولكن مصادر أخرى أشارت إلى أن العودة كان في زيارة لعشرة أيام لروسيا، وحالياً هو في الأردن، والصور تم نشرها بعد عودته من موسكو.

وقام اللواء الثامن على أنقاض قوات “شباب السنة” بقيادة “أحمد العودة” التابعة للمعارضة السورية خلال سيطرتها على الجنوب السوري.

نفوذ

وقال العميد إبراهيم الجباوي عضو هيئة التفاوض السورية، إن زيارة “العودة” إلى موسكو هي “لبحث عملية ضبط الأمن وفرض الاستقرار في الجنوب حيث سيكون قائد اللواء الثامن جزءاً منها، وأيضاً يتطلع الأطباء في موسكو على وضع ساقه بعد العلاج الذي تلقاه في الأردن”.

وأضاف “الجباوي” لنورث برس، أنه “بعد زيارة العودة لموسكو من الممكن أن يتم توسعة اللواء الثامن لتشمل كافة أراضي حوران”.

وأشار إلى أن توسعة السيطرة “سوف تساعد في حل الكثير من  المسائل في درعا، في مقدمتها المداهمات وحملات الاعتقال التي تقوم بها المخابرات الجوية للحكومة، حيث سيقتصر دورها على إنشاء  مفارز ثابته تتعلق بالأمن فقط”.

وقال إن “روسيا يهمها الاستقرار واستتباب الأمن ليتسنى لها إجراء تسويات في باقي أنحاء سوريا على غرار تسويات الجنوب”.

استحقاقات

من جانبه قال حسن الحريري وهو عضو لجنة صياغة الدستور ورئيس المجلس السوري للتغيير إن “هناك استحقاقات على روسيا ناتجة عن التفاهمات التي حصلت بينها وبين الجانب الأميركي والتي من ضمنها إبعاد ايران عن الجنوب السوري بضمانة روسية”.

وأضاف لنورث برس، أن روسيا بدأت تزيد من حضورها في الجنوب السوري، بعد أن بدأت تحتدم المواجهة بين الطرفين في المنطقة.

وأشار إلى أن زيارات الدكتور خالد العلوان المحاميد وأحمد العودة إلى روسيا “ما هي إلا ترجمة فعلية للدور الذي تقوم به روسيا في الجنوب السوري”.

و”يعتبر الفيلق الخامس أحد الأدوات الروسية وأذرعها المهمة بمواجهة إيران والذي قد يقع على عاتقه المواجهة مع الفصائل الإيرانية أو المدعومة منها في حال حدوث أي اشتباك”، بحسب “الحريري”.

وأضاف: “لن تكون هناك نتائج تهم المجتمع المحلي من قبيل الدعم وتحسين المعيشة، باستثناء بعض المساعدات البسيطة”.

ولكنه أشار إلى احتمالية أن يكون للزيارة “نتائج ربما من قبيل زيادة الدعم للواء الثامن تحسباً لدور مستقبلي له إضافة إلى تكليفه بمهام لم يسمها”.

وبعد انتهاء عملية التسوية في درعا والتي استمرت ما يقارب الشهرين، ابتداءاً من أيلول/ سبتمبر الماضي، اتخذت روسيا مجموعة من الخطوات كتقديم بعض المساعدات الإنسانية وفتح معهد لتعليم اللغة الروسية.

وكان للخطوات الروسية “دور في منع اجتياح مدينة درعا وتهجير سكان، زاد من رصيده في الجنوب السوري”، بحسب “الحريري”.

وأضاف: “هذا كله يصب في خانة إنهاء الدور الإيراني وفقاً للاستحقاقات المطلوبة”.

وأشار إلى أن هناك ضغط دولي على روسيا “بضرورة الالتزام بالتعهدات وعلى رأسها إبعاد إيران عن الجنوب السوري، وأيضاً فصائلها عن الحدود الإسرائيلية والحدود الأردنية”.

إعداد: إحسان محمد- تحرير: فنصة تمو