القامشلي- نورث برس
غادر العميد جواد غفاري، قائد قوات “فيلق القدس” التابعة للحرس الثوري الإيراني، يوم أمس الاثنين، سوريا بعد انتهاء “مهامه” فيها.
وقالت مصادر إعلامية إيرانية، أن “غفاري” الذي يطلق عليه لقب “جزار حلب” طُرد من سوريا بسبب وجود خلافات مع روسيا.
وذكرت مصادر مطلعة لموقع إذاعة “فردا” الإيراني المعارض، أمس، أن “خلافاً بين جواد غفاري والقوات الروسية المتواجدة في سوريا، أدى إلى طرده من سوريا”.
وأضاف الموقع أن “غفاري طلب من الروس التواجد في بعض القواعد العسكرية التي تسيطر عليها إيران، لمنع الهجمات الإسرائيلية على قواته، وهو الأمر الذي رفضته روسيا”.
وبحسب تقارير صحفية فإن “الضباط الروس قالوا إن السبيل الوحيد لمنع الهجمات الإسرائيلية هو انسحاب القوات الإيرانية من المواقع، وتسليمها بالكامل للروس، وهو ما رفضه “غفاري”.
وفي منتصف تشرين الثاني/ نوفمبر الجاري، نفى المتحدث باسم وزارة الخارجية الإيرانية سعيد خطيب زاده ما تردد عن طرد جواد غفاري من سوريا، قائلاً: إن “مهمته في سوريا انتهت”.
وذكرت مواقع إخبارية أن “ترحيل غفاري يعني بالضرورة أن إيران بدأت مرحلة جديدة في سوريا مختلفة عن المرحلة السابقة من ناحية أدوات التغلغل والنفوذ”.
واستبدلت إيران القوة الخشنة بالقوة الناعمة، وقد مهدت لذلك منذ أشهر بعد أن افتتحت قنصلية في حلب، وأبدت اهتماماً أكبر في قطاعات حيوية أخرى غير القطاع العسكري، بحسب ما يرى مراقبون.
اقرأ أيضاً:
هل روسيا قادرة على إضعاف أو إخراج إيران من سوريا؟
المشاريع الثقافية والدعم العسكري بوابتا إيران لنشر نفوذها في حلب
لزيادة التغلغل اقتصادياً.. شركة إيرانية تنوي استثمار “بردى” السورية
في إطار التغلغل الإيراني في سوريا.. طهران ترسل وفداً اقتصادياً إلى حلب
وقال مركز دراسات مهتم بالشأن السوري: “بات لدى إيران الآن قاعدة عريضة من الموالين تشمل قطاعات في التجارة والصناعة والبنى الاجتماعية والدينية، وقد حان الوقت على ما يبدو لأن تحصد ثمار جهودها ومساعيها”.
وفي تشرين الأول/ أكتوبر الماضي، تحدثت صحيفة الغارديان البريطانية، عن خطة بناء معبر شيعي إيراني إلى لبنان، يواصل جواد غفاري تطبيقها بعد اغتيال قائد فيلق القدس السابق، قاسم سليماني.
وأضافت الغارديان أن جندياً إيرانياً يُدعى “الحاج عسكر”، وهو غفاري، يتابع الآن مخطط إيران لـ”التسلل” إلى المنطقة.
وسبق أن تحدثت مصادر إعلامية، أن “التغييرات لم تقتصر على “غفاري” وحده، بل تضمنت خروج نحو 20 من الضباط التابعين للحرس الثوري الإيراني في مراكز حساسة، مثل مطار تيفور والمراكز الأمنية في تدمر والرقة والقامشلي”.
وشملت التغييرات بحسب وسائل إعلام، إقالة أردشير ريزان رئيس الأمن في مطار تيفور، و”الحاج دهقان” قائد القوات المتمركزة شرقي حمص، و”أبو صلاح العتيق” قائد القوات الإيرانية في تدمر.