مدربات لقيادة السيارات في إدلب وسط غياب قوانين السير

إدلب- نورث برس

تجوب الأربعينية رندا حافظ، بسيارتها ورفقة مدربة قيادة، ضواحي مدينة معرة مصرين بريف إدلب، شمال غربي سوريا، بهدف إتقان قيادة السيارة بعد أن باتت بحاجة لذلك للتنقل بين العمل والمنزل.

تقول إن حياتها باتت “أكثر متعة وسهولة بعد تعلم أساسيات السياقة”.

وتُرجع النازحة من معرة النعمان فضل تعلمها هذا للمدربة التي تساعدها في ظل عدم توفر مراكز تدريبية لقيادة السيارات في إدلب، وغياب أي قوانين ناظمة للمرور.

وتحتاج “حافظ” للاعتماد على نفسها في التنقل أثناء عملها في التسويق بين المدن والبلدات المجاورة.

وخضعت “الحافظ ” لفترة تدريب لدى مدربة خاصة استمرت لأسبوعين، “تعلمت خلالها قواعد السير وأساسيات القيادة، كما ثم خضعت لاختبارات تقيس قدرتها على قيادة السيارة”.

وتنظم سيدات يقلن إنهن ذوات خبرة في قيادة السيارات دورات لتعليم القيادة للنساء، من خلال مراكز تدريبية، أو كعمل فردي يروجن له عبر مواقع التواصل الاجتماعي.

ولا تتوفر في منطقة إدلب أي جهة مانحة لرخص قيادة السيارة، ولا إشارات مرور تستخدمها معظم دول العالم، كما لا توجد أي قوانين تردع المخالفات أو تنظم السير.

مدربات ومراكز

 وتروج رويدة القاسم (38 عاماً)، وهو اسم مستعار لمدربة قيادة في إدلب، وهي لدوراتها التدريبية عبر مواقع التواصل الاجتماعي، لعدم قدرتها على افتتاح مركز تدريب.

تقول إنها تتخذ من تدريب النساء والفتيات مهنة تؤمن عن طريقها جزءاً من مستلزماتها المعيشية والاقتصادية، “وحتى السيارة ليست ملكي، أستأجرها كلما حصلت على متدربة”.

وتشير المدربة إلى أن الأمر لا يخلو من مخاطر، فهي تتخذ من الطرقات التي لا تشهد ازدحاماً كمضمار تدريب.

ويجهل كثير ممن يقودون المركبات في إدلب بقواعد السير، حيث لا تُعد حيازة رخصة القيادة شرطاً ليقوم أي شخص بقيادة المركبات، بحسب سائقين في إدلب.

ومنذ شهرين، بدأت سعاد الشلو (45 عاماً)، وهو اسم مستعار لنازحة تعيش في مدينة سرمدا شمال إدلب، تعليم النساء قيادة السيارة في مركزها الخاص.

وتتقاضى “الشلو”، الحاصلة سابقاً على شهادة حكومية لقيادة السيارات، مبلغ 50 دولار أميركي من كل متدربة كرسوم حضور الدورة.

تقول إن هذا كان أفضل فرصة حظت بها منذ نزوحها من ريف حماة الخاضع لسيطرة القوات الحكومية.

وتضيف أنها تسعى لتوسيع مشروعها عن طريق شراء سيارة ثانية بسبب الإقبال الكبير على مركزها.

وخلال الشهرين الماضيين، دربت الشابة نحو 80 امرأة على قيادة السيارة، عبر ثلاث دورات تدريبية أطلقتها، مشيرة إلى مدة الدورة التدريبية كانت لا تتجاوز 15 يوماً.

تشدد ومواقف نمطية

وتواجه نساء تعلمن القيادة بعدها النظرة المجتمعية النمطية والدونية للمرأة، بحسب “الشلو” التي تشير إلى تعرضها لمضايقات محبطة.

بالإضافة للتشدد على الحواجز الأمنية التابعة لهيئة تحرير الشام والتي لا تؤيد قيادة النساء للسيارات.

وتستطيع هزار الربيع (35 عاماً)، وهو اسم مستعار لشابة تعيش في إدلب، التنقل بين عملها ومنزلها بعد إتمامها دورة تدريبية.

وتعمل الشابة كمرشدة نفسية واجتماعية في إحدى المنظمات الإغاثية والإنسانية، ويتركز عملها في منطقة المخيمات شمال إدلب.

تقول إنها كانت تواجه صعوبات مع المواصلات، خاصة أن مكان عملها في مدينة سرمدا يبعد عن مكان إقامتها بعشرات الكيلومترات.

ولا تخفي تعرضها لمواقف نمطية وسلبية تجاه قيادتها للسيارات سواء من الوسط الاجتماعي أو السائقين أو الحواجز العسكرية.

إعداد: سمير عوض- تحرير: حكيم أحمد