سياسي: التهديدات التركية لشمال شرقي سوريا هدفها استهداف الحضور الكردي ميدانياً
الحسكة ـ نورث برس
قال سكرتير حزب الوحدة الديمقراطي الكردي في سوريا، محي الدين شيخ آلي، الثلاثاء، إن التهديدات التركية المستمرة لمناطق شمال شرقي سوريا، تتمحور في جوهرها باستهداف الحضور الكردي المتجسد ميدانياً في أطر الإدارة الذاتية وقوات سوريا الديمقراطية.
وأضاف شيخ آلي لنورث برس، أنه “بعد مضي عشر سنوات لم تعد حجج وسياسات تركيا ومراميها حيال الداخل السوري يكتنفها الغموض لدى المتابع”.
وبعد نحو شهر من التهديد والوعيد، جمدت أنقرة العملية العسكرية ضد مناطق شمال شرقي سوريا، نتيجة استمرار الرفض الروسي والأميركي وغياب أي توافق في هذا الإطار.
وتحدثت مصادر دبلوماسية تركية مطلعة في وقت سابق لـ”العربي الجديد”، عن العملية العسكرية التركية المرتقبة في مناطق جديدة بسوريا ومؤشراتها.
وقالت المصادر إن “الضغط الإعلامي التركي لا يزال متواصلاً لتنفيذ العمل العسكري في المنطقة، وإن الجيش التركي مستعد لتنفيذ ووضع الخطط حيال أي عمل عسكري مستقبلاً حسب المتطلبات الميدانية”.
ولكن ليس هناك حالياً أي احتمال لعمل عسكري مباشر، “وأنقرة جمّدت العمليات في الوقت الحالي”، بحسب المصادر.
وقال السياسي الكردي إن تحفظات الجانبين الأميركي والروسي بخصوص الملف السوري وغيره من الملفات، “حملت تركيا على التريث والعزوف، في الظرف الراهن، عن الإقدام على عمل عسكري باهظ الكلفة في سوريا”.
ورافق هذه التحفظات، عوامل أخرى، منها، هبوط غير مسبوق شهدته قيمة العملية التركية، إضافة لأبعاد نشوء بوادر تبلور استقطابات جديدة في مشهد اللوحة السياسية التركية، وفقاً لـ”شيخ آلي”.
وأضاف أن “الدلائل تشير إلى أن تركيا ستواصل اللجوء إلى تكثيف استخدام سلاح المسيرات والاغتيالات بديلاً عن عملية اجتياح مكلفة واحتلال أراضٍ ومناطق أخرى من شمالي سوريا”.
وتهدف تركيا من سياستها هذه “إضعاف قوات سوريا الديمقراطية وإرباك قوى الأمن الداخلي لتشتيت وشل الإدارة الذاتية القائمة، وصولاً لإحداث الفوضى والفلتان الأمني، لتنتعش في ظله خلايا تنظيم داعش وأشباهها في خطاب الكراهية والتوحش”، وفقاً للسياسي الكردي.
وتشهد مناطق في شمال شرقي سوريا، قصفاً من قبل القوات التركية وفصائل معارضة موالية لها، استخدمت تركيا خلاله طائرات مسيرة استهدفت فيها سكاناً في القامشلي وكوباني.
ونهاية الشهر الفائت، حمل المجلس التنفيذي لإقليم الفرات، التابع للإدارة الذاتية، التحالف الدولي وروسيا، مسؤولية الهجمات التركية التي استهدفت منطقة كوباني شمالي سوريا.
وفي الثالث والعشرين من الشهر ذاته وللمرة الثانية خلال أقل من أسبوع، استهدفت طائرات مسيرة تركية عربة مدنية في مدينة كوباني.
وأسفر الاستهدافان، حينها، عن فقدان مدنيين اثنين وثلاثة عناصر من قوات سوريا الديمقراطية، لحياتهم في المدينة وإصابة آخرين.
وفي الثالث والعشرين من آب/ أغسطس الماضي، استهدفت طائرة مسيرة سيارة عسكرية، في قرية هيمو بريف القامشلي الغربي، أسفر عن وقوع جرحى.
وقبلها بأسبوع، استهدفت طائرة مسيرة تركية سيارة أخرى تابعة للإدارة الذاتية على طريق القامشلي- عامودا قرب مفرق علي فرو، أسفرت عن مقتل قيادي في وحدات حماية الشعب.