مصدر دبلوماسي: الرفض الروسي الأميركي أجبر أنقرة على تجميد عمليتها ضد شمال شرقي سوريا
القامشلي ـ نورث برس
جمدت أنقرة العملية العسكرية ضد شمال شرقي سوريا، نتيجة استمرار الرفض الروسي والأميركي وغياب أي توافق في هذا الإطار.
وتحدثت مصادر دبلوماسية تركية مطلعة لـ”العربي الجديد”، عن العملية العسكرية التركية المرتقبة في مناطق جديدة بسوريا ومؤشراتها.
وقالت إن “الضغط الإعلامي التركي لا يزال متواصلاً لتنفيذ العمل العسكري في المنطقة، وإن الجيش التركي مستعد لتنفيذ ووضع الخطط حيال أي عمل عسكري مستقبلاً حسب المتطلبات الميدانية”.
ولكن ليس هناك حالياً أي احتمال لعمل عسكري مباشر، “وأنقرة جمّدت العمليات في الوقت الحالي”، بحسب المصادر.
وتراجعت مؤخراً، المؤشرات بشأن نية تركيا تنفيذ عملية عسكرية واسعة النطاق لدفع قوات سوريا الديمقراطية (قسد) بعيداً عن الحدود الجنوبية لتركيا.
وخلال الفترة الماضية، حشد الجيش التركي وفصائل سورية معارضة على طول خطوط التماس مع “قسد”، في غرب الفرات وشرقه، في إطار مؤشرات تدل على أن عملية عسكرية واسعة على وشك البدء.
وشنت تركيا سلسلة هجمات بطائرات مسيرة استهدفت سيارات مدنيين في عدة مناطق شمال شرقي سوريا أوقعت قتلى وجرحى.
“خالية الوفاض”
والشهر الماضي، قال عضو اللجنة المركزية في الحزب الديمقراطي الكردي السوري، كيلو عيسى، إن السبب الرئيسي لهجمات تركيا على شمال شرقي سوريا، هو بسبب عودتها خالية الوفاض من اجتماعاتها مع روسيا وأميركا، وعدم سماحهم لها بشن عملية عسكرية موسعة في المنطقة كما كان يصرح مسؤولون أتراك.
وهذا الشهر، كشف المبعوث الأميركي السابق إلى سوريا جيمس جيفري، أن الرئيس جو بايدن لم يعطِ الضوء الأخضر لأردوغان بشن هجوم على شمال شرقي سوريا.
وبناء على الموقف الأميركي، غادر الرئيس التركي رجب طيب أردوغان روما وتوجه إلى تركيا دون أن يشارك في قمة غلاسكو حول التغير المناخي مع قادة العالم.
وقال جيفري، إن بايدن لم يرفض العملية العسكرية في شمال شرقي سوريا فقط، بل شدد لأردوغان على أن واشنطن “لن تتخلى عن شراكتها مع قسد”.
وزارة الدفاع الأميركية، بدورها أرسلت رسائل واضحة لتركيا، أن الشراكة مع “قسد” ستستمر، وذلك بعد تصريحات الرئيس التركي الأخيرة، بأن الدعم الأميركي لـ”قسد” لن يكون كما في السابق.
رسائل متلاحقة
بدوه شدد الجانب الروسي على رفضه أي عملية عسكرية تركية ضد شمال شرقي سوريا، منعاً لاتساع دائرة النفوذ التركي وسعياً روسياً إلى ترسيخ وجودهم فيها.
وعبرت روسيا عن رفضها بالقيام بمناورات في ريف الحسكة الشمالي الغربي، شرقي نهر الفرات مع قوات الحكومة السورية و”قسد”، كل على حدة.
وذهب الروس إلى حد إرسال طائرة “سوخوي” إلى مطار القامشلي، في موقع غير بعيد عن الحدود السورية التركية. في إشارة واضحة إلى عدم رضى موسكو عن قيام أنقرة بأي عملية عسكرية من دون موافقتها، بحسب مراقبين.
وبناء على هذا جمدت تركيا عمليتها العسكرية ضد المنطقة، وعزت المصادر ذلك إلى استمرار الحوار التركي مع كل من روسيا والولايات المتحدة، ولم يتحقق حتى الآن أي توافق في هذا الإطار.
ويأتي عدم التوافق في ظل عدم رغبة تركيا في تنفيذ أي عمل عسكري أحادي الجانب، بسبب تداعياته السلبية على علاقات أنقرة بواشنطن وموسكو وبالغرب، بحسب المصادر.
وأضافت المصادر أن “تركيا تحاور روسيا، ومن المنتظر وصول وفد تقني إلى أنقرة في الأيام المقبلة من أجل بحث الملف السوري”.
ولكن “ليس من المنتظر أن يحقق الاجتماع اختراقات كبرى بما يتعلق في العمليات العسكرية التي تطالب بها أنقرة في المنطقة”.
وتنتظر تركيا معرفة نتائج المباحثات الروسية الأميركية التي جرت في جنيف في الأيام الماضية، لترتيبات المنطقة، وترقب قدوم مبعوث أميركي أيضاً في الأيام المقبلة.