مزارعون في الشدادي جنوب الحسكة يطالبون بدعم القطاع الزراعي

الشدادي- نورث برس

لم يستطع علي الحسن (44 عاماً)، وهو مزارع من ريف مدينة الشدادي جنوب الحسكة، شمال شرقي سوريا، زراعة أرضه التي تقدر حوالي 400 دونم حتى الآن، بسبب عدم استلامه مخصصاته من الوقود والبذار بأسعار مدعومة وارتفاع أسعار مستلزمات الزراعة في الأسواق.

ولم يستلم مزارعون في الشدادي وريفها حتى الآن مستحقاتهم الزراعية، في ظل عجز قسم كبير منهم عن شرائها من الأسواق بسبب ارتفاع أسعارها.

ويطالب هؤلاء المنظمات المحلية والدولية بتقديم الدعم لهم من بذار وسماد يساعدهم على زراعة أراضيهم، وسط مخاوف من تعرضهم لخسائر كما العام الماضي، في ظل تأخر هطول الأمطار.

ويعتمد غالبية السكان في ريف الحسكة الجنوبي على زراعة المحاصيل الشتوية من كل عام كالقمح والشعير كمصدر رزق.

وأرجع نومان العبدالله، وهو الرئيس المشارك للجنة الزراعة في الشدادي، سبب تأخر توزيع مستلزمات الزراعة إلى قلة الكميات وعدم انتهاء تراخيص الأراضي والآبار الزراعية.

 وقال إنهم  يقدمون الدعم للمزارعين “حسب الإمكانيات المتاحة “.

وأشار “العبد الله” إلى أن تقديم الدعم يقتصر على المشاريع الزراعية التي تمتلك رخصاً فقط، أما الأراضي التي تتواجد على سرير نهر الخابور “فلم نقدم لهم أي دعم”.

ويشتكي مزارعون يملكون أراض على ضفاف نهر الخابور من عدم منحهم تراخيص ومستلزمات الزراعة بأسعار مدعومة.

وقام هؤلاء بشراء البذار والمحروقات من الأسواق بأضعاف أسعار المواد التي تمنحها لجنة الزراعة في الشدادي لأصحاب الأراضي المرخصة المروية والبعلية.

أسعار مرتفعة

ومن المقرر أن تقدم لجنة الزراعة في الشدادي عن كل دونم من الأرض 30 كيلوغراماً من بذار القمح بسعر 1200 ليرة للكيلوغرام الواحد، و25 كيلوغراماً من السماد بسعر 350 دولاراً أميركياً للطن الواحد من السماد.

إضافة إلى خمسة لترات من وقود المازوت لحراثة كل دونم بسعر 90 ليرة سورية تقدم لأصحاب الجرارات الزراعية.

وحددت الإدارة الذاتية سعر بذار القمح بـ 1200 ليرة سورية، في حين وصل سعر الكيلوغرام الواحد في الأسواق إلى 2000 ليرة.

وبلغ سعر الكيلوغرام من الشعير في الأسواق 1800 ليرة، وسعر لتر المازوت أكثر من 600 ليرة سورية، فيما يباع الطن الواحد من السماد بنحو 450 دولاراً أميركياً.

ويجد مزارعون تلك الأسعار مرتفعة وتفوق قدرتهم الشرائية، ولا سيما أنهم تعرضوا لخسائر الموسم الفائت.

وخلال الموسم الفائت، تعرض المزارعون في عموم مناطق الجزيرة السورية لخسائر بسبب تراجع إنتاج المحاصيل الاستراتيجية (القمح والشعير)، وذلك نتيجة الانحباس المطري وحبس تركيا تدفق النهر باتجاه الأراضي السورية ما تسبب بانخفاض منسوب مياه نهر الفرات .

“كميات لا تكفي”

وتقول الإدارة الذاتية في شمال وشرق سوريا إن كمية بذار القمح الموجود في مستودعات الإدارة لا تكفي لكل المزارعين في المنطقة.

وقبل يام، أعلنت الوكالة الأميركية للتنمية الدولية، عن إرسالها ما يقارب ثلاثة آلاف طن من بذار القمح لزراعته في شمال شرقي سوريا، “لتصبح خبز العام القادم”.

لكن الرئيس المشارك لهيئة الاقتصاد والزراعة في الإدارة الذاتية سلمان بارودو قال، في تصريح سابق لنورث برس، إن الكمية المقدمة من الوكالة الأميركية مرّحب بها، “ولكنها لا تسد النقص الحاصل في كمية البذار”.

ووفقاً للرئيس المشارك لهيئة الاقتصاد والزراعة في الإدارة الذاتية، فإن الإدارة وزعت على المزارعين كمية 35 ألف طن من بذار القمح في حين أن الاحتياجات الحقيقية للمزارعين تتجاوز 50 ألف طن.

وقال عودة الصالح (35 عاماً)، وهو مزارع يملك أرضاً على ضفاف نهر الخابور إنه سيضطر لشراء مستلزمات الزراعة من السوق السوداء، ولكنه سيقلل من كميات الأسمدة والبذار .

ورأى أن المنطقة مقبلة على “كارثة زراعية” في حال لم يتم دعم المزارعين ومساعدتهم هذا العام، “وذلك حتى نتمكن من زراعة الموسم الشتوي ونستمر في مهنة الزراعة التي تعد مصدر دخلنا”.

إعداد: باسم شويخ – تحرير: سوزدار محمد