عمليات تحطيب واسعة تطال أحراج السويداء وأشجارها المثمرة

السويداء- نورث برس

تشهد محافظة السويداء، جنوبي سوريا، منذ شهرين عمليات تحطيب واسعة تطال الغابات الحراجية والأشجار المثمرة، في ظل غياب توزيع مادة مازوت التدفئة على السكان.

وبحسب لجنة تقدير الأضرار المتعلقة بقطع الأشجار والتي تتبع إلى مديريتي الزراعة والأحراج الحكومتين فإنه منذ شهرين قطعت نحو ١٤٥٠ شجرة حراجية تتنوع بين السنديان والبطم والسرو والصنوبر البري والزعرور.

وتتوزع تلك الأشجار في مناطق سد حبران بريف السويداء الجنوبي ومنطقة عين القينة وعين العرب بريفها الشرقي وتلالها المرتفعة ومنطقة ظهر الجبل بالريف الشرقي، إضافة إلى منطقة أحراج بلدة سليم بريف السويداء الشمالي وأحراج بلدة قنوات بريفها الشمالي الشرقي.

فيما قدرت اللجنة قطع ما ينوف عن ١٩٠ شجرة تفاح و١٧٠ شجرة لوز تتوزع في منطقة البساتين شرق السويداء، منذ شهرين وإلى الآن.

وقال رأفت الجابر (55عاماً) وهو اسم مستعار لمهندس زراعي يعمل في اللجنة إن الجهات المختصة لم تضبط أي عملية تحطيب أو تحرير محاضر شرطية في هذا الشأن.

وأشار “الجابر” إلى أن ما حصل خلال الشهرين الفائتين من تقطيع وتحطيب للأشجار يوازي ما حصل خلال الخمسة أعوام الفائتة.

والشتاء الماضي، تعرضت حدائق عامة في السويداء لتحطيب عشوائي، حيث لجأ سكان لاستخدام خشبها للتدفئة، نتيجة عدم استلام مخصصاتهم من المازوت.

اتهامات

ويحمّل سكان ومزارعون مديرية الأحراج وجميع الجهات المختصة من قوات شرطة وجهات أمنية، مسؤولية ما يحدث من عمليات تحطيب للغطاء الأخضر في المحافظة.

ويقول هؤلاء إن تجار الحطب وحطابين ومن خلفهم مجموعات مسلحة، تؤمن لهم الحماية، استثمروا عجز الحكومة في توفير مازوت التدفئة للسكان، لتقوم بعمليات التحطيب وبيعه في الأسواق.

ويبلغ سعر الطن الواحد من الحطب في الأسواق ٦٥٠ ألف ليرة سورية.

فيما يتهم آخرون، جهات أمنية حكومية بأنها على تواطؤ مع تجار الحطب وذلك، “بغية الإثراء غير المشروع وتحويل السويداء إلى جبال ووديان وبساتين خاوية من الأشجار بحجة أن السكان هم من يقتطعون تلك الأشجار بهدف التدفئة المنزلية”، على حد قولهم.

ويقول رامز الحيناني (58عاماً) وهو مزارع من سكان ريف السويداء الجنوبي الشرقي إن عملية التحطيب والتقطيع طالت بداية الشهر الجاري، ٩٠ شجرة تفاح و٣٠ شجرة لوز في أرضه.

ويشير إلى أن أعمار أشجاره تتراوح بين العشرين والخمسة وعشرين عاماً، كما أن التفاح الذي تم قطعه كان مثمراً وعلى وشك قطافه خلال أيام قليلة.

ويملك المزارع بستاناً في منطقة الطبنة الخامسة 18 كم شرق جنوب مدينة السويداء وتبلغ مساحتها ٢٥ دونماً وتضم مئات الأشجار من التفاح واللوزيات والإجاص.

ويذكر “الحيناني” أنه ليس هو الوحيد الذي طالت بستانه يد التقطيع بل ثلاثة بساتين تقدر مساحتها بعشرات الدونمات وفي ذات المنطقة قد تعرضت أيضاً إلى عمليات النشر لأشجار التفاح واللوزيات.

ويضيف المزارع: “شقاء العمر قد ذهب أدراج الرياح”.

“لا استجابة”

وخلال الأيام الخمسة الماضية، تعرضت المحمية الشجرية التي تقع شمال وشرق حرم سد الروم وحرمها الشجري الذي يحيط بها في منطقة ظهر الجبل شرق السويداء إلى عملية احتطاب واسعة، بحسب ما ذكره  محمود الجمعة ( 55 عاماً) وهو اسم مستعار لأحد حراس السد.

وقدر الحارس عدد أشجار السرو والبطم البري والصنوبر والزعرور البري التي تعرضت للتقطيع ما ينوف عن ٣٥٠  شجرة حراجية تقدر أعمارها بين الخمسين والسبعين عاماً.

ويقول “الجمعة” إنه تفاجأ يوم الثلاثاء الفائت، وهو في طريقه إلى محرسه ليلاً، والذي يقع غرب سد الروم، بقيام مجموعة مسلحة بقطع الطريق المؤدي إلى السد وإطلاق النار في الهواء لإخافة السيارات ومنعها من الاقتراب، ما جعله يفر عائداً إلى منزله على دراجته الآلية.

وأدرك الحارس في اليوم التالي حين ذهب إلى منطقة سد الروم أن عملية إطلاق النار التي حصلت في الليلة الفائتة كانت للتمويه عن عمليات التحطيب الواسعة لأشجار السد.

وبحسب قول الحارس، فإن عملية التحطيب في منطقة السد جرت على مدار خمسة أيام متتالية حيث لم يكن متواجداً خلالها بسبب إجازة مرضية حصل عليها من دائرة الري الحكومية دون أن يكون هناك بديل له في الحراسة خلال فترة التحطيب.

وأبلغ الحارس الجهات الشرطية المختصة في حماية السدود والحراج في اليوم الذي كان ذاهباً به إلى الحراسة، “لكن دون أي استجابة من قبلهم”.

إعداد: سامي العلي –  تحرير: سوزدار محمد