تحطيب أشجار الحدائق العامة والغابات الحراجية في السويداء في ظل إهمال حكومي
السويداء – نورث برس
تتعرض حدائق عامة في مدينة السويداء، جنوبي سوريا، لتحطيب عشوائي للأشجار الحراجية والمثمرة، في ظل إهمال مجلس مدينة السويداء حمايتها والاهتمام بها.
وتتفاقم الظاهرة هذا العام مع عدم استلام عائلات في المنطقة مخصصاتها من وقود التدفئة وسط عمليات توزيع بطيئة رغم مرور نصف الشتاء في المحافظة التي توصف أنها باردة بسبب ارتفاعها.
“قطع من الجذور”
وقال أسد أبو شاهين (33 عاماً)، وهو من سكان مدينة السويداء، إن أعمال التحطيب الجائر شملت جميع الحدائق العامة والغابات الحراجية في المدينة.
وتضم مدينة السويداء 80 حديقة عامة متباينة المساحات، إضافة إلى العديد الغابات الحراجية.
ويقطع سكان في مدينة السويداء الأشجار بغرض استخدمها في التدفئة أو بيعها، في ظل تأخر استلام مخصصاتهم من مازوت التدفئة وتردي الوضع المعيشي.
وذكر “أبو شاهين” أن أحراج بلدة الهويا في الريف الشرقي للسويداء، والتي تسمى غابات السماق، وأحراج بلدة الكفر وبلدة حبران في الريف الجنوبي الشرقي للسويداء تشهد تحطيباً، “يقومون بقطع الشجر من الجذور، ما يجعلها نموها مرة أخرى أمراً مستحيلاً.”
وحمّل “أبو شاهين” المسؤولية للجهات الحكومية ومشايخ طائفة المسلمين الموحدين الدروز في السويداء والمجتمع المحلي والأهلي، “عليهم أن يحافظوا على الغطاء النباتي.”
“من حديقة إلى مكب”
ووصف سليمان الشعار (63 عاماً)، وهو من سكان حي الثورة بمدينة السويداء، حال حديقة الثورة بـ”الأليم والمحزن”، حيث تعرضت لتقطيع واسع لأشجار الكينا والسرو فيها، بالإضافة إلى سرقة مقاعدها الحديدية.
وأضاف: “باتت الحديقة مكباً للنفايات والقاذورات دون أي بادرة أو تدخل من قبل مجلس مدينة السويداء لإعادة تأهيلها من جديد وحرثها وزراعتها.”
ولم يستلم سكان حي الثورة حتى الآن مخصصاتهم من مازوت التدفئة، وهو ما رآه “الشعار” سبباً لتوجه السكان للتحطيب، “فالشتاء أصبح في منتصفه ولم تكترث الحكومة والجهات المعنية داخل السويداء في توزيع مادة المازوت على الأحياء.”
وتعتبر حديقة الثورة في مدينة السويداء من أقدم الحدائق، وتم تأسيسها وزراعتها في بداية تسعينيات القرن الماضي، وكانت تضم العديد من أشجار الكينا والسرو والصنوبر التي تناقصت أعدادها الآن.
ورأى “الشعار” أن تعيين حراس للحدائق العامة من قبل مجلس مدينة السويداء لحمايتها ورعاية أشجارها المتبقية هو أحد الحلول الإسعافية لإيقاف أضرار التحطيب، “فهناك غرف خاصة للحراسة وهي فقط بحاجة لترميم.”
“لا إمكانات ولا اهتمام”
لكن مصدراً من مجلس مدينة السويداء، اشترط عدم نشر اسمه، كشف لنورث برس عن أن المجلس والوحدات المحلية التابعة له “لا تمتلك الإمكانات المالية اللازمة لحماية الحدائق.”
ويعتقد المسؤول في مجلس المدينة أن جزءاً من المسؤولية يقع على عاتق المجتمع المحلي، “لأنهم شركاء في حماية مرافق المجتمع العامة.”
وقالت سعاد المرود (52 عاماً)، وهي من سكان حي الثورة، إنها تخطط هي ونساء الحي منذ مدة لإعادة زراعة حديقة الحي من جديد ولكنها تحتاج للغراس، ” لأننا غير قادرين على شراء الشتلات، فهي باهظة الثمن.”
ومنع فايز الشومري (65 عاماً)، وهو حارس حديقة الفيحاء التي تقع إلى الشمال الشرقي لمدينة السويداء، منذ يومين أشخاصاً حاولوا قطع الأشجار داخل الحديقة، “قمت بطردهم بعد مشاجرة.”
وأبلغ “الشومري”، الذي بدأ العمل كحارس منذ ثلاثة أيام، مجلس المدينة بالحادثة، “ولكن دون اهتمام كبير من قبلهم.”
وأشار الحارس إلى ضرورة قيام مديرية أحراج السويداء بالتعاون معه عبر زيادة الخفراء المناوبين حول الحديقة لوضع حد للتحطيب، “لكن يجب على الحكومة أيضاً تأمين مادة المازوت كي لا يضطر السكان لقطع الأشجار.”