حماة- نورث برس
فُجعت لمى طربين (51عاماً)، وهي من سكان مدينة حماة، هذا الشهر، بوفاة ثلاثة أشخاص من عائلتها بسبب إصابتهم بفيروس كورونا.
وقالت” طربين”، لنورث برس، إن المشفى الوطني بحماة رفض استقبال أخيها بذريعة عدم وجود أسرة كافية لاستقباله.
لكن تفاقم أعراض ضيق التنفس وارتفاع الحرارة جعلهم يتوجهون لمشفى آخر، توفي فيه بعد يومين.
“كانت أيام قليلة قد مرت على وفاته، حين ظهرت الأعراض على زوجته والطفل الذي الطفل ومن ثم والدته خلال الأسبوع ذاته”.
وتشهد مدينة حماة وسط سورية والخاضعة لسيطرة الحكومة السورية، ارتفاعاً كبيراً في عدد حالات الإصابة بالفيروس والوفيات بسببه، وفق عاملين طبيين وسكان.
وذكر الحساب الرسمي للمكتب الإعلامي لوزارة الصحة السورية على فيسبوك، الثلاثاء الماضي، تسجيل حالتي وفاة وعشر اصابات في حماة، لكن عاملين في الشافي يقولون إن الأعداد أكبر من ذلك.
خدمات ضعيفة
وقالت يارا الجميل (46 عاماً)، وهو اسم مستعار لإحدى العاملات في صحة حماة، إن المديرية عاجزة عن تأمين المواد والأجهزة الطبية للمشافي الوطنية والمراكز الصحية بسبب كثرة الإصابات.
وأضافت أنهم تقدموا بعدة طلبات لوزارة الصحة في دمشق من أجل تأمين الأدوية والمواد والأجهزة اللازمة لمرضى كورونا، “دون تلقي أي استجابة”.
واعتبرت أن الوزارة رغم عجزها لا تملك أي “نية لإغلاق الفعاليات الاقتصادية والمطاعم”.
وتضم حماة المشفى الوطني الحكومي في حي المساكن ومشفى الأسد الجامعي في شارع المناخ والمخصص للأطفال والنساء.
بالإضافة لمشاف خاصة، هي المركز الطبي والحوراني والبدر والحكمة ودار الشفاء التي تستقبل حالات الإصابة بكورونا، ولكن تكلفة المنفسة لمريض كورونا تصل فيهل إلى مليون ليرة سورية لليلة الواحدة، بحسب ذوي مصابين.
ومن جانبه، قال يامن الشيرازي (49 عاماً)، وهو اسم مستعار لمسؤول قسم في المشفى الوطني في حماة، إن ثلاثة أقسام عزل وقسم عناية مشددة خاصة بمرضى كورونا توجد في المشفى.
وأضاف أن كلاً من الأقسام الثلاثة يضم “عشرة أجهزة تستخدم للمرضى الذين يعانون من نقص الأكسجة، يتم استخدامها للمرضى ذوي الإصابات الشديدة”.
أعداد مخيفة
وأشار “الشيرزاي” إلى امتلاء الأقسام، “فلم يعد هنالك منافس تكفي وهنالك استعانة بمشافي الريف لإرسال أسرة وأجهزة تنفس لمشافي المدينة”.
وقال إن مشفى حماة الوطني يحتوي الآن على نحو 50 حالة إصابة، 13 منها في العناية المشددة، وسط نحو 300 حالة لأمراض أخرى.
ويتراوح عدد الوفيات التي تسجلها مشافي مدينة حماة ما بين عشرة وعشرين حالة، بسبب عدم وجود غرف عناية كافية، بحسب “الشيرازي”.
ووصف خالد الصاري (43 عاماً)، وهو أحد سكان حي الأندلس، عدد الوفيات التي يتم تشييعها بشكل يومي من مسجد محمد الحامد المخصص لتشييع وفيات فيروس كورونا بـ”المخيفة”.
اقرأ أيضاً
- اتهامات سكان في حماة لمركز فحص كورونا بتلقي “رشاوى”
- سكان في حماة يتخوفون من تلقي لقاح كورونا
- ارتفاع عدد إصابات كورونا في حماة تزامنا مع عودة الطلاب إلى المدارس
وقال إن “أكثر من عشرة أشخاص، أغلبهم من شريحة الشباب يتم تشييعهم يومياً”.
وفي التاسع عشر من أيلول/سبتمبر، أصدر محافظ حماة قراراً بإيقاف مراسم العزاء، لكن غالبية السكان لم يتقيدوا بذلك، بحسب “الصاري”.
وأضاف “الصاري” أنه تم تشييع أكثر من 20 وفاة في المسجد يوم السادس والعشرين من هذا الشهر، شخصت حالة وفاتهم بفيروس كورونا.
ذلك رغم أن إحصاءات وزارة الصحة الرسمية تشير في اليوم ذاته إلى 25 إصابة في حماة دون تسجيل وفيات فيها.
إعداد: علا محمد- تحرير: فنصة تمو
