اتهامات سكان في حماة لمركز فحص كورونا بتلقي “رشاوى”

حماة- نورث برس

يتهم سكان في مدينة حماة، وسط سوريا، عاملين في عيادات “الشهيد النقيب باسل ابراهيم كوسا” الصحية الحكومية، بتلقي “رشاوى” مقابل إجراء مسحات لاختبار الإصابة بكورونا، ويتحدث البعض عن إمكانية تغيير النتيجة مقابل دفع المال.

ومنذ شهرين، افتتحت وزارة الصحة السورية قسم خاصاً ضمن عيادات “الشهيد النقيب باسل ابراهيم كوسا” الواقعة في حي الأندلس بحماة لإجراء فحص كورونا للراغبين بالسفر إلى الخارج، وذلك بعد عدة مطالبات من مديرية صحة حماة لتسهيل إجراء الاختبار على السكان وعدم الاضطرار للذهاب لخارج المحافظة لإجراء المسحة.

وتعرف تلك العيادات بـ”العيادات الشاملة” وهي إحدى المؤسسات الصحية التابعة لمديرية صحة حماة وتستقبل مرضى في أغلب الاختصاصات الطبية.

وقالت ملاذ الحسن (31 عاماً)، وهو اسم مستعار لسيدة من حي تشرين بالمدينة، إن ممرضة مسؤولة عن إجراء المسحات رفضت عند زيارتها للمركز الصحي، دخول أي شخص لإجراء المسحة قبل تقاضي مبلغ مالي منه.

وطلبت الممرضة، ووفقاً لما ذكرته “الحسن”، 20 ألف ليرة منها لإجراء المسحة، “ويختلف المبلغ بحسب الممرض الذي يجري الاختبار، وكلما قام الشخص بزيادة المبلغ كان دوره أسرع”، بحسب قولها.

وقبل نحو 20 يوماً، حجزت “الحسن”، دوراً على موقع وزارة الصحة لإجراء مسحة PCR، لحاجتها لوثيقة من أجل السفر إلى لبنان وإجراء مقابلة عمل في السفارة الهولندية.

واضطرت السيدة الثلاثينية لدفع المبلغ، “حتى لا أتأخر على موعد المقابلة وأخسر فرصة العمل”.

ويجري الراغبون بالسفر لخارج سوريا فحص كورونا قبل 48 ساعة من تاريخ سفرهم عن طريق الحجز المسبق على صفحة وزارة الصحة.

50 دولاراً للاختبار

وفي وقت سابق، أطلقت وزارة الصحة السوية، منصة إلكترونية لحجز موعد إجراء اختبار “PCR” الخاص بالكشف عن فيروس كورونا المستجد للمسافرين خارج سوريا.

وفي الثامن والعشرين من أيلول/ سبتمبر العام الماضي، قالت الوزارة عبر صفحتها الرسمية، إن المنصة هي “الطريقة الوحيدة لحجز موعد إجراء الاختبار الخاص بالكشف عن فيروس كورونا بقصد السفر في مراكز دمشق وحلب واللاذقية”.

وطلبت الوزارة من السكان عند ذهابهم لإجراء المسحة في الموعد المحدد، إحضار جواز السفر وتذكرة الطيران، وإبراز الرسالة التي وصلت إليهم عند تحديد الموعد.

وبلغ عدد الإصابات بفيروس كورونا في مناطق الحكومة السورية حتى الآن 30913 إصابة مؤكدة، منها 2136 وفاة و23093 حالة شفاء.

وتبلغ تكلفة إجراء اختبار “PCR” للراغبين بالسفر من سوريا،50  دولاراً أميركياً (126 ألف ليرة)، بما فيها اختبارات الأطفال ويتم دفع المبلغ حسب سعر الصرف في مصرف سوريا المركزي بالليرة السورية للسوريين وبالدولار لمن هم من خارج  البلاد.

ولكن أشخاصاً ممن أجروا الاختبار قالوا لنورث برس إن ممرضين مسؤولين عن إجراء المسحة تقاضوا منهم 135 ألف ليرة سورية.

 تغيير نتيجة المسحة

وقال عامر الطرن (44 عاماً)، وهو اسم مستعار لأحد سكان حي البارودية، إنه فوجئ بعرض أحد الممرضين عليه إعطائه نتيجة تحليل سلبية دون إجراء الاختبار.

وأضاف بنبرة استياء: “لم أكن أتوقع أن الاستهتار بحياة السكان وصل إلى تغيير نتائج المسحات مقابل المال”.

وأشار “الطرن” إلى أن الممرض طلب منه 50 ألف ليرة سورية مقابل إعطائه النتيجة السلبية، بينما عرض عليه ممرض آخر دفع خمسة آلاف ليرة مقابل ذلك.

ولا تنكر ميسم الراشد (25 عاماً)، وهو اسم مستعار لشابة من حماة، دفعها مبلغ 35 ألف ليرة سورية مقابل تغيير نتيجة فحصها من إيجابية إلى سلبية.

وقالت “الراشد” إنها دفعت المبلغ، “حتى لا أفوت على نفسي فرصة إجراء مقابلة عمل في السفارة الألمانية بلبنان”.

إعداد: علا محمد – تحرير: سوزدار محمد