الإدارة الذاتية: لن نعود لسوريا ما قبل 8 سنوات ويجب تطوير خطاب الحلّ وإنهاء الاحتلال التركي

القامشلي – عبد الحليم سليمان / أفين شيخموس – NPA

عقدت الرئاسة المشتركة للمجلس التنفيذي للإدارة الذاتية لشمال وشرقي سوريا مؤتمراً صحافياً اليوم الأحد في دائرة العلاقات الخارجية بمدينة القامشلي، حول المستجدات الأخيرة في المنطقة.

البيان الذي تلاه الرئيس المشارك للمجلس عبد حامد المهباش، اُستهلَّ بعباراتٍ تصف تعرض أبناء مكوّنات شمال وشرقي سوريا، لـ"الهجمات والمجازر الوحشية من قبل دولة الاحتلال التركي ومجموعاتها المرتزقة من بقايا النصرة وداعش".

وأكّد البيان على أنّ "الصمت وعدم إبداء موقفٍ واضحٍ من قبل أمريكا وروسيا وأيضاً زيارة الأمين العام للأمم المتحدة غوتيريش، يضفيان الشرعية للدولة التركية و يمنحان فاشي العصر أردوغان المزيد من الجرأة".

فيما ناشد البيان "جميع العالم والإنسانية بأن يرفعوا أصواتهم ضدّ إبادة المجتمعات الكُردية والعربية والسريانية وضدّ الهجمات الاحتلالية على شمال وشرق سوريا والتغيير الديمغرافي وأن يبدوا موقفاً تجاه هذه الوحشية".

أيضاً ناشدت الإدارة الذاتية كلّاً من أمريكا وروسيا والتحالف الدولي والاتحاد الأوروبي وجامعة الدول العربية والأمم المتحدة، بأن يبدوا موقفاً واضحاً ضدّ هجمات واحتلال الدولة التركية وأن يسعوا لانسحاب القوى الاحتلالية من أرضنا في اقرب وقتٍ".

فيما دعت الإدارة الذاتية، الحكومة السورية لتطوير لغة الحوار  والتوافق، موضّحةً أنّ مكوّنات شمال وشرق سوريا، لم يكن لديها أيّ هدفٍ لتقسيم سوريا.

وأضاف: "يجب على الجميع أيضاً الابتعاد عن التفكير بعودة سوريا الى 8 سنوات قبل الآن، والأفضل هو قبول الآخر وتطوير خطاب الحلّ تجاه بعضنا البعض".

وأبدت الإدارة استعدادها للقيام بواجباتها وتحمل مسؤولياتها، "لأجل سوريا ديمقراطية تتمتع فيها كافة الشعوب بهويّتها وحقوقها".

وشدّدت الإدارة الذاتية على تعرض قرى ومدن ومناطق المدنيين للقصف والدمار بشمال وشرقي سورياً مضيفةً في بيانها أنّه "يتم انتهاك حقوق الإنسان وارتكاب جرائم الحرب بشكلٍ يوميٍ؛ كاغتيال السياسية هفرين خلف وراعي الكنيسة الأرمنية الكاثوليكية في قامشلو الأب هوسيب بيدويان إلى جانب والده".

وذكَّر بقتل المئات من النساء والأطفال و"استخدام الأسلحة المحرمة دولياً، تزامناً مع مساعي التغيير الديمغرافي والمجازر التي تتعرض لها مكوّنات شمال وشرق سوريا".

ونبّه إلى الأهداف التركية لتوطين ما وصفهم البيان بـ"المرتزقة من بقايا داعش والنصرة الذين تم تدريبهم برعاية الدولة التركية" ضمن مناطق شمال وشرقي سوريا.

وذكَّر البيان بتجربة تركيا والمعارضة المسلّحة في عفرين من تهجيرٍ لمئات آلاف المدنيين وتوطين عوائل فصائل المعارضة و"داعش والنصرة" والاختطاف والنهب والسرقة، وسط صمتٍ دولي مستمرٍ تجاه كل الانتهاكات والمجازر والتغيير الديموغرافي.

كما أشار لتواجد المتزعم السابق لتنظيم "الدولة الإسلامية" (داعش) أبو بكر البغدادي في إدلب "الخاضعة لسيطرة تركيا"، وقتل نائبه في جرابلس، واعتقال أقارب البغدادي في مناطق سيطرته.

وشدّد على أنّ عدم إبداء أيّ موقفٍ تجاه التهديدات والمطامع التركية في المنطقة "وصمة عارٍ كبيرةٌ؛ إذ لا الدولة السورية و لا أيّ جهةٍ أخرى، أبدت موقفاً تجاه تهديدات ومطامع الفاشي أردوغان".

وأكّد أنّ الدولة التركية "فتحت أبوابها أمام اللاجئين اتباعاً لمخططٍ مُمنهجٍ، فقد تم تنظيمهم وتوطينهم في تركيا ليتم استخدامهم كتهديدٍ وورقة ابتزازٍ ضدّ الإنسانية وأوروبا خصوصاً، بشكلٍ غير اخلاقي وبعيدٍ عن كل المعايير".

وأشار لتواجد "أكثر من عشرة آلاف من معتقلي داعش الأكثر تطرفاً موقوفين في  شمال سوريا وأنّ خطر داعش الأكبر سيظهر من الآن وصاعداً، ولأنّ هجمات دولة الاحتلال التركية على شمال سوريا تعيد إحياء تنظيم داعش الإرهابي".

وأكّدت الرئيسة المشاركة للمجلس التنفيذي في الإدارة الذاتية, بيريفان خالد, خلال إجابتها على اسئلة الصحفيين, إنّ أحد مطالب الإدارة الذاتية في شمال وشرقي سوريا الرئيسية هو وجود قوات حفظ السلام التابعة للأمم المتحدة في المنطقة الواصلة بين سري كانيه/ رأس العين وتل أبيض/ كري سبي.