في وداع الموسيقار “ثيودوراكيس”.. عندما تصبح الموسيقا حكومة العالم

القامشلي ـ نورث برس

ودعت اليونان والعالم، قبل أيام قليلة، الموسيقار ميكيس ثيودوراكيس في أثينا، بعد حياة مليئة بالألحان التي جعل منها صلة وصل بين الشعوب في زمن فقد العالم توازنه، وجعل منها أداة في مواجهة النازية والديكتاتوريات. اعتقل مرات، ودخل السلك النيابي والوزاري، وصار رمزاً للمقاومة في بلاده.. كل هذا لم يمنع ألحانه أن تسافر في أنحاء العالم وتصدح.

توفي “ثيودوراكيس” في الثاني من أيلول/ سبتمبر الحالي، عن عمر ناهز 96 عاماً في أثينا، بعد معاناة طويلة مع مرض القلب.

من أشهر المقطوعات التي ألَّفها ” ثيودوراكيس” مقطوعة “زوربا” لكي تكون الموسيقى المستخدمة في فيلم زوربا اليونانى عام 1960.

وبعد نجاح الفيلم لاقت موسيقى زوربا أصداء واسعة في أنحاء اليونان، حتى صارت واحدة من معالم الموسيقى اليونانية. وقد استخدمت في عدة مسلسلات وافلام اجنبية بعضها غير يوناني.

وزوربا، من أشهر روايات نيكوس كازانتساكيس، تحكي قصة رجل مثقف، اسمه باسيل، غارق في الكتب يلتقي مصادفة برجل أميّ هو زوربا، مدرسته الوحيدة هي الحياة. تنشأ صداقة حقيقية بين الرجلين، ويتعلم فيها المثقف من زوربا فن الحياة الحرّة، وفن الحب الجميل.

وتعليقاً على خبر وفاته، صرحت وزارة الثقافة اليونانية، أن ثيودوراكيس، “الذي رحل عنّا، كان معلّماً ومثقّفاً وراديكالياً”.

في الفيلم، وعلى أنغام الموسيقا يؤدي كلاهما الرقص، في صفٍّ واحدٍ، وعلى مسافات معينة تحدد بمدِّ كلّ راقصٍ ذراعه ووضعها على كتف الآخر. ويبدأ الرقص على الإيقاع الخاص بموسيقى زوربا وقد يترك أحد الراقصين أو بعضهم الصف ليؤدي عددًا من الحركات الارتجالية الراقصة ثم يعود للصف مرة أخرى.

لعِب “ثيودوراكيس” دوراً مميزاً في زيادة الوعي العالمي بمحنة اليونان خلال حقبة الدكتاتورية العسكرية (1967-1974). حيث تناولت أعماله الموسيقية الكثير من الأناشيد والأغاني الحماسية التي تستند إلى الأعمال الشعرية اليونانية الرئيسية، بالإضافة إلى السيمفونيات وعشرات الأعمال السينمائية، التي على رأسها فيلم “زوربا اليوناني” الذي قام ببطولته، الممثل الأمريكي الشهير، أنتوني كوين.

ولد ثيودوراكيس في جزيرة “خيوس”، في التاسع والعشرين من تموز/ يوليو عام 1925، ودرس الموسيقى في أثينا وبعد ذلك في باريس. قام بأداء أغانيه أشهر الفرق والمغنيين.. كما عُرٍف عنه وقوفه مع قضايا حقوق الإنسان.

إعداد وتحرير: نور حسن