دمشق – نورث برس
فقد أحمد هادي (55عاماً) قدرته على العمل وأغلق محله، بعد استمرار انقطاع الكهرباء لأكثر من عشر ساعات متواصلة في مكان سكنه بحي شيخ سعد في منطقة المزة في العاصمة دمشق.
وتشهد العاصمة دمشق، كغيرها من مناطق سيطرة حكومة دمشق، تراجعاً في ساعات وصول التيار الكهربائي، إذ وصلت ساعات التقنين لأكثر من عشر ساعات في بعض أحياء دمشق وضواحيها.
وقال سكان في الأرياف إن التيار الكهربائي لا يصل سوى ساعتين على مدار اليوم.
ويعمل “هادي” في مشغل خياط يعود له، مع خمسة عمال آخرين، أضحوا بلا عمل وبلا دخل منذ حوالي الأسبوع، وحتى اليوم.
وقال لنورث برس، “عملنا يعتمد بشكل كلي على الكهرباء وهي غير متوفرة، وتراكم علينا عمل كبير غير مدفوع الأجر.”
وفي السابع والعشرين من الشهر الماضي، قال غسان الزامل، وزير الكهرباء في حكومة دمشق، لإذاعة محلية، إن ارتفاع درجة الحرارة سبب رئيس لزيادة ساعات التقنين.
وبحسب الوزير، فإن انخفاض توريدات الغاز الواصلة إلى محطات التوليد، إضافةً لارتفاع درجات الحرارة، أدى لخروج بعض مجموعات التوليد عن الخدمة.
وتحتاج المحطات التي باتت خارج الخدمة إلى صيانة قد تستمر لأشهر، بسبب تكلفة الصيانة العالية وعدم توفر قطع التبديل، كما أن تحسن وضع الكهرباء مرهون بزيادة كميات الغاز الواردة إلى المحطات، بحسب الوزير.
“خسارة مادية“
وتعرض “هادي” لخسارة مادية كبيرة جراء بقائه لأسبوع بدون قدرته على جني أي دخل، إضافةً لأجور عماله أيضاً.
وأضاف: “في حال اعتمدت في عملي على تشغيل كهرباء المولَّدة، فهذا يحتاج لتوفر البنزين لتشغيلها لأكثر من ثمان ساعات يومياً، وهذا بدوره سيؤدي لأن ارفع أسعاري كي لا أقع في الخسارة”، لذلك فضًّل التوقف عن العمل.
والثلاثاء الماضي، قال وزير الكهرباء في حكومة دمشق، لجريدة “الوطن” شبه الرسمية، إنَّ تحسناً ملحوظاً سيشهده وضع التيار الكهربائي خلال الساعات المقبلة.
لكن ذلك لم يحدث، بحسب سكان محليين، إذ ما يزال نظام التقنين ثابت لجهة ساعة ونصف وصل، وخمس ساعات قطع.
وذكر الوزير، أن أعمال الصيانة مستمرة بعد تأمين التمويل اللازم لذلك.
لكن مصدراً في مديرية كهرباء دمشق، قال إن كلام وزير الكهرباء عن تحسن واقع التغذية الكهربائية “لا يخرج عن كونه كلام إعلامي لتنفيس غضب السكان جراء نظام التقنين الحالي.”
وأشار المصدر الذي فضل عدم نشر اسمه لأسباب أمنية، إلى أن مشكلة الكهرباء لا تنحصر فقط بنقص الفيول، إنما تعود في جزء منها لدمار البنية التحتية لأغلب شبكات التوليد في مختلف مناطق البلاد.
ولا يختلف حال سمير الحسن وهو صاحب محل حلويات وبوظة في دمشق عن غيره من أصحاب محال البوظة الذين سيضطرون إما لإغلاق محالهم، أو لرفع أسعارهم نتيجة تشغيل مولدات الكهرباء تلافياً لتلف بضاعتهم.
مصاعب
وفي الثلاثين من الشهر الماضي، قال محمد الإمام، رئيس جمعية الحلويات والبوظة في دمشق، إنه تم إغلاق عشر محلات بيع بوظة بسبب القطع المستمر للتيار الكهربائي، كي لا يتعرض أصحابها لخسائر أكبر.
وقال “الإمام” إنه في حال استمر الوضع الكهربائي على هذا الحال من الانقطاع، سيتم صرف العديد من العمال في محال البوظة، ذلك أنها لم تعد تحتمل الخسائر.
وأشار رئيس جمعية الحلويات والبوظة في دمشق، إلى أن جملة من المصاعب تعترض عمل محلات البوظة، رغم أن موسم الصيف كان موسم عمل وربح لها.
ومن تلك المصاعب، عدم توافر المازوت رغم وفرته في السوق السوداء وبسعر 2400 ليرة سورية.
وطالب بعض أصحاب المحلات بعدم إحضار الحليب لمحلاتهم بسبب عدم وجود غاز لتحضيره، بحسب “الإمام.”
وذكر أن شركة المحروقات لا تؤمن شيئاً من مادة المازوت، لكنها متوفرة بالأسواق وبأسعار مضاعفة متسائلاً: “من أين تأتي مثلاً!؟، ليس هناك آلية منظمة وواضحة لتوزيع المادة.”
ورغم أن القانون السوري يمنع تجارة المشتقات النفطية بأي شكل من الأشكال بالمشتقات النفطية، ينتشر بيع المحروقات في السوق السوداء بأسعار تفوق بأضعاف سعرها الرسمي.
وتجاوزت خسارة “الحسن”، خلال أسبوع واحد المليون ليرة، وذلك أن أغلب السكان ممن يشترون البوظة توقفوا عن ذلك، “لأنها أصبحت سائلة، نتيجة عدم توفر الكهرباء لأكثر من ساعة ونصف.”
وأضاف “الحسن”، بأنَّه في حال استمرار واقع الكهرباء على هذا الحال، فإنه سيغلق محله تفادياً للخسارة.