مخاوف من عملية عسكرية في إدلب وتحذيرات من موجة نزوح جديدة

إدلب – نورث برس

يتخوف سكان في منطقة جبل الزاوية ومنطقة أريحا جنوبي إدلب شمال غربي سوريا، من موجة نزوح جديدة قد تشهدها المنطقة نتيجة التصعيد العسكري الأخير لقوات الحكومة السورية وحليفتها روسيا.

ويأتي هذا وسط أنباء عن معركة قريبة قد تشنها الأخيرة على المنطقة، خاصةً بعد انتشار تقارير صحفية تتحدث عن وصول تعزيزات عسكرية لقوات الحكومة إلى محاور القتال في مناطق إدلب، حماة، حلب واللاذقية.

ومنذ منتصف شهر أيار/مايو الفائت، تشهد مناطق في ريف إدلب الجنوبي وريف حماة الغربي الخاضعة لاتفاق خفض التصعيد، قصفاً مكثفاً من قبل القوات الحكومية.

مخاوف سكان

وقال رعد الزيدان (34 عاماً)، من سكان بلدة إحسم جنوبي إدلب، إن “القصف المكثف من قبل قوات النظام على المنطقة، واستهداف البلدة بعشرات القذائف بعد هدوء استمر لأشهر، زاد من مخاوف السكان من عملية عسكرية.”

وتبعد بلدة إحسم 13 كيلو متراً عن مواقع سيطرة القوات الحكومية.

ورغم الانتشار الكبير للنقاط التركية في جبل الزاوية، إلا أن “الزيدان” شدد على أن هذا “لا يمنع قوات النظام السوري من التقدم، خاصةً وأن لهذه النقاط تجربة سابقة في ريف حماة الشمالي وريف إدلب الشرقي وحلب.”

وفي 2019، حاصرت قوات الحكومة السورية المدعومة من روسيا عدة مواقع عسكرية تركية.

وتعهدت تركيا، حينها، بعدم ترك أي موقع تسيطر عليه في المنطقة، لكنها بدأت الانسحاب في تشرين الأول/ أكتوبر 2020 بضغوط من موسكو.

وفي الثامن من حزيران/ يونيو الجاري، احتج العديد من سكان بلدة بليون بجبل الزاوية، أمام النقطة التركية المتمركزة بالقرب من البلدة بعد القصف المكثف الذي تعرضت له.

وطالب المحتجون القوات التركية بتوضيح ما يجري في المنطقة، حسبما أفاد عثمان الحسين نورث برس.

“لا يبشر بخير”

وقال “الحسين” وهو من سكان بليون، إن القوات التركية المتواجدة في النقطة “رفضت التحدث مع السكان، واكتفت بوعود أطلقها بعض عناصر المعارضة.”

ومفاد الوعود أن “الضباط الأتراك سوف يوصلون مطالب المحتجين للقيادة في تركيا، من أجل توضيح ما يجري في المنطقة”، وهو ما زاد المخاوف بين السكان من احتمالية شن عملية عسكرية في المنطقة.

وقال “الحسين”: “سابقاً، وعند زيارة القوات التركية، كان الضباط يقومون باستقبالنا وسماع مطالبنا، كما قدموا وعوداً كثيرة في تلك الفترة بأن القوات التركية في هذه النقاط هي لحماية السكان.”

ولكن ما حدث هذه المرة، “لا يبشر بخير”، بحسب الرجل.

وفي تصريح سابق لنورث برس، قال مصطفى بكور، وهو الناطق الرسمي باسم جيش العزة التابع لفصائل المعارضة السورية إن النقاط التركية المنتشرة في مناطق خفض التصعيد “ليس من مهمتها أن تشارك بأي عملية عسكرية قد تشنها قوات الحكومة السورية.”

وأضاف: “تلك النقاط وضعت بموجب اتفاق أستانا، لذلك مهامها لا تخرج عن الاتفاقات الروسية ـ التركية.”

واستبعد بكور، أن تُقدم قوات الحكومة على شن عملية عسكرية في المنطقة.

وقال: “الظروف الحالية غير مواتية لعملية عسكرية برية ضد المناطق المحررة. والمتوقع هو تصعيد بعمليات القصف الجوي والمدفعي الصاروخي.”

وأشار “الحسين” إلى أن أي عملية عسكرية نحو قرى وبلدات جبل الزاوية ستكون نتائجها، “حملة نزوح كبيرة لسكان أكثر من 30 قرية وبلدة من بينها مدينة أريحا التي تأوي أكثر من 50 ألف مدني بينهم مئات النازحين.”

كارثة إنسانية

وحذرت منظمة الدفاع المدني السوري (الخوذ البيضاء) العاملة في شمال غربي سوريا، من موجة نزوح جديدة.

وقال محمد حمادة وهو المسؤول الإعلامي في المديرية الجنوبية التابعة للدفاع المدني، لنورث برس، إن “قوات النظام صعدت من قصفها على قرى جبل الزاوية بريف إدلب الجنوبي وسهل الغاب، خلال الأيام الماضية.”

ومنذ بداية هذا العام وحتى السابع من هذا الشهر، أحصت فرق الدفاع المدني أكثر من 525 هجوماً من قبل القوات الحكومية وروسيا، “وتركزت الهجمات على منازل المدنيين والحقول الزراعية وعدد من المنشآت الحيوية.”

وقال “حمادة” إن “المخاوف تبقى من موجة نزوح جديدة في عشرات القرى في جبل الزاوية وسهل الغاب في ظل استمرار التصعيد، نحو مخيمات الشمال.”

وأشار إلى أن تلك المخيمات، “مهددة أساساً بكارثة إنسانية مع اقتراب موعد التصويت في مجلس الأمن حول آلية إيصال المساعدات الإنسانية عبر الحدود واحتمالية استخدام روسيا حليفة النظام حق النقض (الفيتو) لإيقاف إدخالها من معبر باب الهوى الحدودي.”

ومن المنتظر أن يعقد مجلس الأمن لقاء بعد العاشر من تموز/ يوليو القادم من أجل تجديد التصويت على القرار رقم 2533، الذي ينص على السماح بتدفق المساعدات الإنسانية إلى سوريا من الحدود السورية التركية من معبر باب الهوى قبالة إدلب.

إعداد: براء الشامي ـ تحرير: محمد القاضي