مصادر عسكرية معارضة: تعزيزات “النظام السوري” لمناطق خفض التصعيد أهدافها سياسية

إدلب – نورث برس

قالت مصادر عسكرية في المعارضة السورية، الاثنين، استقدام قوات الحكومة السورية تعزيزات عسكرية إلى محاور القتال في مناطق خفض التصعيد شمال غربي البلاد، “صحيحة”، وأشارت إلى أن تحمل أهدافاً سياسية، مستبعدة بذلك شن عمل عسكري.

وتناقلت بعض وسائل الإعلام أنباء عن تعزيزات عسكرية جديدة استقدمتها القوات الحكومية إلى محاور القتال على جبهات جبل الزاوية جنوبي إدلب، وسهل الغاب غربي حماة، وجبلي الأكراد والتركمان شمالي اللاذقية، إضافةً إلى محاور غربي محافظة حلب.

وتشهد مناطق شمال غربي سوريا، لا سيما في محافظة إدلب، منذ منتصف الشهر الفائت تصعيداً عسكرياً وقصفاً متبادلاً بين فصائل المعارضة والقوات الحكومية.

وقال أحد المراصد العاملة في الجبهة الوطنية للتحرير، لنورث برس، ورفض الكشف عن اسمه، إن “قوات النظام السوري والميليشيات الموالية لها استقدمت خلال الأيام العشرة الأخيرة تعزيزات عسكرية ولوجستية جديدة إلى محاور التماس في منطقة جبل الزاوية جنوبي إدلب.”

وتمركزت معظم التعزيزات في مدينتي كفرنبل ومعرة النعمان ومنطقة جبل شحشبو المجاور لريف حماة الغربي.

وضمت التعزيزات لواء دبابات كامل وآليات عسكرية منوعة على متنها عشرات العناصر من الفرقة 25 والفيلق الخامس المدعوم روسياً.

وبحسب المرصد، فإن معظم هذه التعزيزات كانت قوات الحكومة قد سحبتها في وقت سابق من مناطق سهل الغاب غربي حماة، وجبل الزاوية جنوبي إدلب، نحو مناطق البادية السورية للقتال ضد تنظيم الدولة الإسلامية “داعش”.

وعاد قسم منها وعاود التمركز في المناطق التي انسحبوا منها سابقاً، إضافةً إلى وصول تعزيزات جديدة إلى محاور ميزناز وكفرحلب والفوج 46 غربي مدينة حلب، والكبينة بجبل الأكراد شمالي اللاذقية.

رفع الجاهزية

قال ناجي مصطفى وهو المتحدث الرسمي باسم “الجبهة الوطنية للتحرير”، لنورث برس: “نحن لا نثق بعصابات الأسد أو قوات الاحتلال الروسي، لذلك نقوم بعمليات إعداد واستعداد مستمرة تحسباً لأي سيناريو محتمل قد تقوم به.”

وأشار “مصطفى” إلى أن الجبهة، قامت بإخضاع كافة مقاتليها لمعسكرات متعددة لرفع القدرات القتالية وزيادة الكفاءة القتالية العالية “بعد دراسة المعارك السابقة وتكتيكات العدو.”

وأعادت الجبهة الوطنية، ترتيب صفوفها، وترتيب الفصائل المنضوية فيها بشكلٍ يتناسب مع المرحلة القادمة، بحسب “مصطفى”.

بدوره، استبعد مصطفى بكور، وهو الناطق الرسمي باسم جيش العزة التابع لفصائل المعارضة السورية، أن تقدم قوات الحكومة على شن عملية عسكرية في المنطقة.

وقال لنورث برس: “الظروف الحالية غير مواتية لعملية عسكرية برية ضد المناطق المحررة. والمتوقع هو تصعيد بعمليات القصف الجوي والمدفعي الصاروخي.”

وأعرب عن توقعه في أن “روسيا تحاول استثمار الانتصار السياسي بتمرير مهزلة الانتخابات لتحقيق مكاسب عسكرية.”

وأضاف: “ستقوم روسيا بتكثيف استهدافاتها للمعارضة بالطيران والمدفعية والصواريخ قبل القمة الأميركية الروسية، لتبعث رسالة لأميركا بأن لها اليد الطولى في سوريا وأنها مصرة على فرض شروطها.”

والأسبوع الماضي، أعلن البيت الأبيض، أن الرئيس الأميركي، جو بايدن، سيلتقي بنظيره الروسي، فلاديمير بوتين في جنيف، بسويسرا في السادس عشر من حزيران / يونيو الجاري.

دور تركيا

وأشار “بكور” إلى أن النقاط التركية المنتشرة في مناطق خفض التصعيد ليس من مهمتها أن تشارك بأي عملية عسكرية قد تشنها قوات الحكومة السورية.

“تلك النقاط وضعت بموجب اتفاق أستانا، لذلك مهامها لا تخرج عن الاتفاقات الروسية ـ التركية.”

كما أنها أداة لتنفيذ سياسة تركيا في المنطقة، “فإن كان هناك أمر تركي لتلك النقاط بصد قوات النظام فإنها سوف تتصدى، وإن كان غير ذلك فإنها تنفذ أوامر قيادتها”، بحسب الناطق باسم جيش العزة.

إعداد: براء الشامي ـ تحرير: محمد القاضي