تباين آراء معارضين سوريين حول التصريحات الروسية عن إمكانية إجراء انتخابات مبكرة
دمشق ـ نورث برس
تباينت آراء معارضين سياسيين في سوريا، السبت، حول تصريحات الخارجية الروسية في إمكانية إجراء انتخابات رئاسية سورية مبكرة.
ورجح معارضون أن تلك التصريحات هي عبارة عن وعود بلا ضمانات، في حين وجدها آخرون بأنها محملة بالرسائل “الهامة”.
والخميس، أعلنت الخارجية الروسية، عن أن إجراء انتخابات مبكرة في سوريا “خيار محتمل” في حال نجاح الحكومة والمعارضة هناك في تنسيق وإجراء إصلاح دستوري.
وقال نائب وزير الخارجية الروسي ميخائيل بوغدانوف في تصريح للصحفيين، “إذا توصلت الأطراف السورية إلى اتفاق وسيتم تثبيت نتائج عملها، فمن الممكن إجراء انتخابات وفقاً للدستور الجديد أو الإصلاح الدستوري.”
وقال زين يوسف (45 عاماً) وهو اسم مستعار لمعارض سوري مهتم بالشأن السياسي، إن قراءة التصريح تكون عبر مستويين، يتمثل الأول: “بالتشديد الروسي على أن التحولات الأساسية في سوريا ترسم بقرار روسي.”
وأضاف: “مع العلم أنه من المفترض أن تكون مسألة الانتخابات المبكرة هي شأن سيادي سوري.”
وقال “يوسف” لنورث برس: إن روسيا تحاول أن ترسل رسالة للمعارضة بعد فوز الرئيس بشار الأسد، “كي تضع أملاً جديداً في مسار حل سياسي لا يبدو أن له أي أسس في الواقع.”
واشترط بوغدانوف لإجراء الانتخابات المبكرة، أن تتفق حكومة دمشق والمعارضة على دستور جديد.
وقال إنه من الممكن أن “يحدث ذلك بشكل مبكر وليس بعد سبع سنوات، حسب مقتضيات الدستور الحالي، لكن هذا الأمر يتطلب توافقاً بين السوريين.”
“حوار عقيم”
ومنذ سنوات تخوض الأطراف السورية حواراً “أثبت أنه أكثر عقماً حتى بالنسبة لأكثر المتفائلين، فهو لم يسفر حتى عن محادثات مباشرة”، بحسب المعارض السياسي.
وأما محادثات اللجنة الدستورية والتي يفترض أن تضع دستور جديداً للبلاد، فقد خاضت عشر جولات حتى الآن “كانت نتيجتها جميعاً الصفر.”
ولم يتم في الجولات العشر الاتفاق على بند واحد من البنود الأساسية للدستور، “وهذا التصريح الروسي لن يغير أي شيء.”
شراء الوقت
ورأى المعارض السياسي، أن روسيا ككل الأطراف المؤثرة في سوريا “تريد شراء الوقت وفقط”، وهي كما تفعل الولايات المتحدة تقدم الوعود دون أن يكون لها أي أساس على الأرض.
وأعرب عن اعتقاده، بأن تصريح الخارجية الروسية، “لا يعدو أن يكون دعائياً فقط. ولكن هذا لا يعني أن الأسد قد يبقى سبع سنوات قادمة.”
وقال: “مستقبل سوريا سيحسمه الوضع الميداني وليس السياسي على الإطلاق، وعندما تستقر مصالح جميع القوى سيظهر الحل في سوريا.”
ويتشارك مصدر دبلوماسي سوري مع الرأي السابق، ويرى أن تصريح بوغدانوف يدخل في إطار “شراء الوقت والهروب من استحقاق جنيف والاستمرار في الالتفاف على القرار رقم ٢٢٥٤ ومحاولة دفنه في الماضي، وليس له أي ثقل على الأرض، وربما كان ورقة روسية للّقاء المحتمل بين بوتين وبايدن.”
والأسبوع الماضي، أعلن البيت الأبيض، أن الرئيس الأميركي، جو بايدن، سيلتقي بنظيره الروسي، فلاديمير بوتين في جنيف، بسويسرا في السادس عشر من حزيران / يونيو الجاري.
رسائل عديدة
أما المنسق العام لهيئة التنسيق الوطنية حسن عبد العظيم، فقد وصف تلك التصريحات بـ”الهامة” من بوغدانوف مبعوث روسيا الاتحادية لشرق المتوسط وشمال أفريقيا، لأن الدور الروسي في سوريا “محوري سياسياً وميدانياً.”
ويرى عبد العظيم أن الهدف من هذا التصريح توجيه رسائل عديدة، أولها للمعارضة وغالبية الشعب السوري، “لطمأنتهم حول عدم تخلي روسيا عن التسوية السياسية للأزمة السورية.”
والرسالة الثانية هي للدول العربية، والثالثة، لتركيا وإيران في البعد الإقليمي، ورابع تلك الرسائل موجهة للولايات المتحدة ومبعوثها الدولي ونائبه خولة مطر والبعثة الدولية.
بدوره، قال عارف دليلة وهو مفكر اقتصادي وسياسي، إن “الروس لا يختلفون عن أي دولة أخرى لا تريد وجود سوريا على الخارطة كدولة ديمقراطية محترمة قوية، وإنما أن تبقى فاسدة ومنهارة ومحطمة.”
وأضاف: “هذه الدول لم تقف موقفاً واحداً لا بالكلام ولا بالفعل لتأييد الإصلاح والتغيير الوطني الديمقراطي. وكل ما فعلوه في الميدان هو التضحية الإضافية بعشرات ألوف الجنود والضباط وبلا مقابل أو هدف.”