منظمات المجتمع المدني في كوباني تصنف التهديدات التركية كـ”عائق أمام مشاريعها الإنسانية”

كوباني/عين العرب- فتاح عيسى-فياض محمد – NPA
ترى منظمات المجتمع المدني العاملة في المجال الإنساني والاجتماعي في منطقة عين العرب/كوباني أن التهديدات التركية على مناطق شرق الفرات تؤثر على كافة نواحي الحياة الاجتماعية والاقتصادية والثقافية إلى جانب تأثيرها على المشاريع التنموية والاقتصادية والخدمية التي تدعمها بعض المنظمات الإنسانية العاملة في المنطقة.
ويتخوف أهالي كوباني من هذه التهديدات التي تتكرر بين الفترة والأخرى، ما يؤثر بشكل مباشر على الحركة العمرانية والتجارة بشكل عام في المنطقة وفق آراء نشطاء مدنيين.
وتوضح مسؤولة العلاقات في منظمة سارة لمناهضة العنف ضد المرأة نيروز عبدي، في حديثها لـ"نورث برس" أن التهديدات التركية التي تتكرر تؤثر على نفسية الأهالي القاطنين في المنطقة وبشكل خاص النساء وكبار السن.
وتضيف عبدي أن التهديدات تؤثر على الأوضاع الاجتماعية والاقتصادية للأهالي مشيرةً إلى أن مكونات المنطقة يعيشون بأمان في المنطقة لكن التهديدات خطر على أمنهم .
وتؤكد عبدي أنه في حال تنفيذ تركيا لتهديداتها باجتياح المنطقة فستمارس الانتهاكات ضد حقوق الإنسان لافتةً إلى أن أغلب الانتهاكات ستستهدف النساء مشبهة إياها بـ"ما قامت به تركيا من انتهاكات في مدينة عفرين من عمليات قتل وتهجير وتشريد واختطاف واغتصاب بحق النساء بشكل خاص".
أضرار على المنظمات المدنية
من جهته أوضح الإداري في منظمة كوباني للإغاثة والتنمية إسحاق بوزي، أن التهديدات التركية باجتياح المنطقة لها تأثير كبير على مجال عملهم كمنظمة إنسانية تعمل في مشاريع التنموية وخاصة أن مشاريعهم بحاجة إلى مدة زمنية تبلغ نحو ستة أشهر أو سنة.
وأضاف "في هذه الفترة يعتذر المستفيدون من المشاريع بسبب خوفهم من الاجتياح التركي واندلاع حرب مرة أخرى في المنطقة ونزوحهم من مناطقهم مرة ثانية".
وأشار إلى أن مكونات كوباني العرقية والوافدين إليها من مدن حلب وحمص ودمشق، جميعهم يستفيدون من مشاريع منظمتهم.
من جهته أفاد منسق منظمة دوز للمجتمع المدني (منظمة إنسانية غير ربحية تعمل على تحقيق الاستقرار والاندماج بين مكونات شمال وشرق سوريا) في كوباني أحمد شيخو، أن التهديدات التي تطلقها تركيا بين فترة وأخرى حول الهجمات على شرق الفرات هدفها تحقيق "أطماع الدولة العثمانية في المنطقة".
وأضاف شيخو أن المخططات التركية في تهديد المنطقة هي نفس التهديدات التي كانت يطلقها تنظيم الدولة الإسلامية "داعش" في المنطقة والذي فشل في تحقيقها وهدفها فصل مناطق شمال وشرق سوريا عن بعضها واحتلالها على مراحل مثلما فعلت في عفرين.
"شرق الفرات منطقة آمنة"
أوضح  شيخو أن منطقة شرق الفرات تعتبر منطقة آمنة بالنسبة للأهالي مشيراً إلى أن الاتفاق الذي حصل بين التحالف بقيادة أمريكا والحكومة التركية حول الآلية الأمنية وتسيير الدوريات المشتركة في المنطقة لم يكن لها سبب مقنع، لأن تركيا تتحجج بوجود إرهابيين في المنطقة.
وأكد شيخو أن المنطقة شهدت انتعاشاً اقتصادياً واجتماعياً وعمرانياً، لكن التهديدات التركية توقف أعمال التجارة والبناء وتتسبب بنزوح من المنطقة.