الروي والسرد في العمل الدرامي “بعد عدة سنوات”

القامشلي – نورث برس

تعمد حكاية العمل الدرامي “بعد عدة سنوات”، الذي يعرض في الموسم الحالي، على الروي والخطف خلفاً لعرض أحداث زمنين مختلفين في ثمانينات القرن الماضي والعام 2014.

 وتبدأ الحكاية مع الصحفية رنا (ديمه قندلفت) التي كانت في طريق عودتها إلى منزلها قبل ان تندلع الاشتباكات وتطرق أحد الأبواب هرباً من القصف.

وتتكون العائلة المضيفة للصحفية من الأبوين أبو نورس (علي كريم) وأم نورس (حنان شقير)، وخمسة أبناء “نورس ومعروف وجمال وأميرة ومازن.”

تدخل رنا إلى غرفة معروف (سعد مينه) وتدور بينهما حوارات متشعبة تفضي لقراره بأن يحكي قصته، ويعدها بتقديم أروع حكاية قد تنقلها من صحفية لإحدى أهم الكتاب المعاصرين.

ويبدأ الروي والسرد للعمل الدرامي من لحظة في الحاضر نحو الماضي تقنياً بأسلوب الخطف خلفا، لتدور 95 بالمئة من أحداث العمل في الماضي، تتخللها فواصل للعودة للغرفة التي تسرد منها الحكاية بنسبة خمسة بالمئة.

وأثناء الروي، كثيراً ما يدخل صوت الراوي “معروف” والمتلقية “رنا” على بعض المشاهد للاستفسار أحياناً أو إعطاء ملاحظة أو ضحكة ما في أحيان أخرى.

وتعرض المشاهد كيف يأخذ معروف جرعاته الدوائية، وكيف تسخن رنا إبريق الماء لتشرب المته، أو تصنع له كأس شاي أو فنجان قهوة.

كما يحدث أن يدخل على بعض المشاهد أصوات رصاص أو قذائف قادمة إلى مكان الحكاية.

وخلال تطور الأحداث، يزداد وضع معروف سوءاً، وكأن جسده مبرمج بدقة عالية على أن تنتهي حياته مع نهاية روايته.

وعدم تصديق رنا له أمر يزعجه للغاية ويخلق بينهما حالة صراع ونقاش، وعرض مجموعة حقائق لتدعيم موقفه وسرده.

ولكنها ولأسباب فضولية وخاصة ترجوه أن يكمل مع احتفاظها بشيء من الشك حتى اللحظة الأخيرة حين تنتهي الحكاية في الحلقة الأخيرة وتنتهي معها حياة هذا الرجل.

بغض النظر عن طبيعة حكايته، تنتهي بوفاة جماعية لكل شخوصها باستثناء الراوي “معروف”، وتنتهي المعركة التي كانت تدور في الليل.

و”بعد عدة سنوات” عمل من تأليف بسام جنيد، واخراج عبد الغني بلاط، وإنتاج المؤسسة العامة للإنتاج التلفزيوني والإذاعي.

ويشارك في العمل ميلاد يوسف ومحمد حداقي وسعد مينا وعلا باشا ونانسي خوري وروبين عيسى وعلي كريم وحنان شقير وآخرون.

إعداد وتحرير: إحسان الخالد