تجهيز قسم لجراحة القلب المفتوح في مشفى بقامشلي واستعدادات لإجراء أولى العمليات

قامشلي – نورث برس

تستعد الجهات الصحية في الإدارة الذاتية في مدينة قامشلي، شمال شرقي سوريا، خلال الأيام القادمة لافتتاح قسم لجراحة القلب المفتوح في “مشفى القلب والعين”، وهو الأول من نوعه في شمال شرقي سوريا.

ويُعتبر مشفى القلب والعين أول مشفى تخصصّي افتتحته الإدارة الذاتية في شمال شرقي سوريا في كانون الثاني/ يناير 2019 كخطوة لتحسين الواقع الصحي.

ويضطر مرضى القلب من سكان شمال شرقي سوريا ممن هم بحاجة إلى عملٍ جراحي للتوجه إلى إقليم كردستان العراق أو العاصمة دمشق لإجراء عمليات جراحية من هذا النوع.

وتأتي أهمية افتتاح القسم من كونه الأول من نوعه في المنطقة، ما سيساهم في تخفيف جزء كبير من متاعب ومصاريف عبور الحدود أو قطع مسافات طويلة، وتجنب التأخر في إجراء العمليات.

وبحسب أطباء في مشفى القلب والعين، فإن “هناك مرضى يفقدون حياتهم عند الحدود قبل أن يصلوا إلى المشافي لإجراء العملية.”

تكاليف سفر

وشَعر لايذ الشاهر (65 عاماً)، وهو موظف متقاعد لدى الحكومة السورية في قامشلي، براحة كبيرة عند سماعه بافتتاحٍ قريبٍ لقسم جراحة القلب المفتوح في قامشلي، حيث أن زوجته تتلقى العلاج حالياً “ولكن من الممكن أن تحتاج لعملية أخرى.”

واضطرت زوجة “الشاهر” لإجراء عمليات قسطرة قلب وتركيب شبكة قلبية خلال السنوات الماضية، كانت آخرها عملية قلب مفتوح وتبديل شرايين قبل نحو شهر.

ودفعت العائلة خمسة ملايين ليرة سورية مقابل العملية التي أجريت في مشفى الفيحاء بالعاصمة دمشق، فيما يبلغ الراتب التقاعدي لمعيلها 51 ألف ليرة سورية.

يقول الموظف الستيني: “لو كانت هذه العملية متوفرة في قامشلي لما كلّفت مع مصاريف السفر أكثر من ستة ملايين ليرة.”

وتعرف عمليات القلب المفتوح بأنها عمليّة يتم فيها فتح الجدار الصدريّ لتنفيذ جراحة في عضلات القلب أو صمّاماته أو شرايينه وتسمى بجراحة القلب التقليديّة.

وتشمل إصلاح الأجزاء التّالفة أو زراعة أجهزة قلبيّة تُساعد على التحكّم في ضربات القلب وتنظيم تدفُّق الدّم وعلاج أمراض قلبية أخرى.

وأثنى أحمد العلي وهو طبيب تخصص قلبية في قامشلي على خطوة افتتاح مركز لجراحة القلب في المدينة وخاصة أنه “سيخفف من معاناة المرضى لطلب العلاج خارج المنطقة.”

ورأى الطبيب المختص أنه في ظل الظروف الراهنة في المنطقة، فإن افتتاح القسم “سيوفر على السكان كثيراً من التكاليف المادية وعناء السفر.”

“تقنيات حديثة”

ويتألف فريق عمل القسم، من ما بين 30 و50 عاملاً طبياً بين جراحي قلب مختصين وأطباء تخدير وعناية وأطباء فيزيائيين، بالإضافة إلى ممرضين وفنيين، بحسب إدارة المشفى.

وقال إينان خليل، وهو المدير الطبي في مشفى القلب والعين بمدينة قامشلي، لنورث برس، إنهم عملوا على مدار تسعة أشهر لتجهيز القسم، ويتوقعون افتتاحه خلال الفترة القريبة القادمة.

وجهّزت هيئة الصحة خلال الأشهر التسعة الماضية غرفة العمليات القلبية بالأجهزة اللازمة، “ومن بينها جهاز قلب رئة صناعي وجهاز البالون وأجهزة التخدير والمونيتورات والأسرة الخاصة بجراحة القلب.”، بحسب “خليل”.

ولا يمكن إجراء جراحة قلبية من دون هذه الأجهزة التي تقول إدارة المشفى إنها واجهت صعوبة كبيرة في تأمينها، ما تسبب بتأخر افتتاح القسم.

وأشار مدير المشفى إلى إن الأجهزة التي ستدخل الخدمة “هي أحدث وأفضل الأجهزة الموجودة في العالم، تم تصنيعها من قبل الشركات الأفضل في العالم.”

وأضاف: “فريق عملنا مكون من نخبة جيدة من أطباء ومختصين من روجآفا من ذوي الخبرة والكفاءة، ومنهم عملوا في مشافي دمشق وحلب وحتى في أوروبا.”

“أجور رمزية”

ويتكوّن مبنى مشفى القلب والعين في حي الصناعة بمدينة قامشلي من ثلاثة طوابق، ويستقبل الحالات الإسعافية على مدار 24 ساعة بكادر يضم أكثر من مئة طبيب وممرض.

وذكر “خليل” أن أولى عمليات القلب المفتوح ستُجرى خلال الربع الأول من العام الجديد، وسيحضرها خبراء ومختصون في جراحة القلب من مشافٍ ومناطق أخرى.

وقال إن إدارة المشفى تهدف إلى مساعدة المرضى الذين يضطرون لإجراء العمليات في الخارج، وترى أنها لا تسعى للربح ولا يهمها تكاليف العمليات ضرورة وجود هكذا قسم في المنطقة.

وأشار “خليل” إلى أن أجور إجراء عمليات القلب المفتوح في المشفى ستكون رمزية، “ولن تكلف عمليات القسطرة في مشفى القلب والعين سوى 30 بالمئة من تكلفتها في مشافٍ أخرى في الخارج.”

إعداد: هوكر العبدو- تحرير: سوزدار محمد