محلل سياسي روسي: واشنطن تسعى لتعزيز موقعها في إدلب السورية ولو بطرد روسيا

إسطنبول ـ نورث برس

قال محلل سياسي روسي، الثلاثاء، إن واشنطن تسعى عشية تنصيب الرئيس المنتخب جو بايدن، لتعزيز موقعها في إدلب شمال غربي سوريا، بأي ثمن، “حتى لو كان طرد روسيا من هناك.”

وأشار دينيس كوركودينوف المحلل السياسي الروسي، إلى أن البيت الأبيض “يدرك جيداً حقيقة أن غياب قوة عسكرية أميركية كبيرة في سوريا يخلق صعوبات موضوعية في تنفيذ مهمة الحد من النفوذ الروسي.”

وفي تشرين الأول/ أكتوبر 2019، أعلن الرئيس الأميركي دونالد ترامب، الإبقاء على عدد “محدود” من الجنود الأميركيين في سوريا، موزعين على الحدود مع الأردن وإسرائيل، وفي شمال شرقي سوريا بأماكن حقول النفط.

وقال “كوركودينوف” وهو رئيس المركز الدولي للتحليل والتنبؤ السياسي الروسي، إن “الطريقة التقليدية لتحييد نشاط موسكو من شمال غربي سوريا، غير فعالة.”

وتسيطر قوات الحكومة السورية على مناطق استراتيجية في إدلب، “حيث كانت في السابق ضمن النطاق المباشر للمصالح الأميركية”، بحسب “كوركودينوف”.

وأصبحت منبج بريف حلب الشمالي، مركز الوجود العسكري الروسي، وتركزت القوات التركية بشكل أساسي في اتجاه تل أبيض ـ كوباني.

ويرى المحلل الروسي، أن التقسيم السابق لمناطق السيطرة، يشكل مضايقات للبيت الأبيض مرتبطة بالوعي في احتمال فقدان نفوذه في إدلب، “والتي يجب أن تصبح في عهد بايدن، رمزاً لإحياء القوة الأميركية في سوريا.”

وقال إن احتمال أن تكون الولايات المتحدة قادرة على إبعاد روسيا عن إدلب، يبقى بعيداً، ولكن من أجل تحقيقه، “يتوجب على واشنطن أن تزيد قواتها في المنطقة بشكل كبير.”

ورجح المحلل السياسي، في الوقت ذاته، أن تتنازل روسيا عن حق الاحتفاظ بالسيطرة على الأراضي السورية، مقابل أمور سياسية تربطها بأميركا.

لكن مصدراً من فصائل الجيش “الوطني السوري”، استبعد حدوث أي تصعيد جديد في منطقة إدلب، يشبه المعارك التي حصلت العامين الماضيين.

وتشهد منطقة إدلب، مؤخراً، تصعيداً وخروقات مستمرة بين قوات الحكومة السورية بغطاء جوي روسي، وفصائل معارضة تعمل في المنطقة.

وأشار المصدر والذي عرف عن نفسه بأبو عبادة الإدلبي، إلى أن العديد من المراقبين يعتقدون أن “الولايات المتحدة عاقبت روسيا بعد محاولة الأخيرة فرض تعويم الأسد وبسط سيطرته على كامل سوريا.”

وأضاف: “العقاب كان بأن منعتها من دخول إدلب كما حرمتها من 40% من الأراضي السورية (شرق الفرات).”

وحشّدت تركيا في الفترة الماضية قوات كبيرة في إدلب، تموضعت على شكل هلال بدءاً من جسر الشغور وحتى قبتان الجبل، للسيطرة على أي تمدد محتمل من قبل القوات الحكومية.

وقال المصدر إن مساحة المناورة الممنوحة للقوات الحكومية وفصائل إيرانية تقاتل معها، “ستكون محدودة للغاية.”

إعداد: سردار حديد ـ تحرير: معاذ الحمد