لحوم رديئة الجودة في أسواق منبج وسكان ينتقدون دور لجان التموين

منبج – نورث برس

ينتقد سكان في مدينة منبج، شمالي سوريا، ضعف الرقابة على محال بيع اللحوم التي تبيع لحوم مواشٍ مريضة تذبح خارج المسلخ الذي تشرف عليه لجان صحية تابعة للإدارة الذاتية في المدينة.

ويحدث هذا بعد أشهر من ارتفاع أسعار اللحوم الحمراء ولجوء قصابين لشراء المواشي المريضة بأسعار منخفضة لبيعها على أنها لحوم سليمة وبالأسعار المعتمدة في السوق.

ويبلغ سعر الكيلوغرام الواحد من لحوم الأغنام والماعز في منبج 12 ألف ليرة سورية، بينما  يباع لحم البقر هذه الأيام بعشرة آلاف ليرة للكيلوغرام الواحد، بحسب بائعي لحوم في المدينة.

“عمليات احتيال”

ويقول سكان في منبج إنهم تعرضوا لعمليات احتيال أثناء شرائهم لحوماً تبين فيما بعد أنها غير صالحة لأنها فاسدة أو لمواشٍ مريضة.

وقال يامن العزو (27 عاماً)، وهو من سكان مدينة منبج، إن بعض القصابين لا يكترثون خلال البيع والشراء إلا بزيادة أرباحهم بأي وسيلة، “ولا يكترثون للأضرار التي ستلحق بالمواطن بعد تناول هذه اللحوم.”

وأضاف لنورث برس: “منذ يومين قمت بشراء الكيلوغرام من لحم الخروف من السوق، ولم نستطع تناوله بسبب الرائحة الكريهة التي صدرت منه قبل ان تبدأ زوجتي بطبخه، فقمنا برميه للقطط.”

ويعتقد “العزو” أن تشديد الرقابة على سوق الأغنام سيمنع هذه الأعمال، “كونه المكان الوحيد الذي تباع فيه المواشي المريضة ويتم ذبحها في السوق لنقلها بعدها بأكياس الى دكاكين القصابين وبيعها مع اللحوم السليمة التي كان قد ذبحها القصاب في المسلخ.”

وقال نوري المحمد (55 عاماً)، والذي يعمل سمساراً في سوق المواشي بمنبج، إن القصابين يشترون الذبائح المريضة  بربع ثمن السليمة، ويعتقد البعض أن توفر رأس من الماعز بسعر 150 ألف ليرة هو فرصة لا يمكن تفويتها.

وقد يصل سعر النعجة السليمة والجيدة للذبح إلى 800 ألف ليرة، بينما تباع المريضة بـ 200 ألف ليرة فقط، والبقرة التي يبلغ ثمنها أربعة ملايين ليرة سورية قد تباع عند مرضها بـ500 ألف ليرة سورية، بحسب “المحمد”.

“دوريات ستُسيّر”

من جانبه، قال إبراهيم الجاسم، نائب الرئاسة المشتركة للجنة التموين في مدينة منبج، لنورث برس، إن دوريات التموين تجول في الأسواق لمراقبة الأسعار والكشف على الذبائح، “وفي حال وجود أي ذبيحة مخالفة وغير مختومة بختم المسلخ تتم مصادرتها وإتلافها أصولاً.”

 وتقوم لجان التموين بفرض 25 ألف ليرة على القصاب المخالف للمرة الأولى، بينما تُصادر الذبيحة مع تغريم بـ50 ألف ليرة في المرة الثانية، وفي حال تكرار المخالفة للمرة الثالثة يتم تشميع المحل ومصادرة الذبيحة.

وأضاف “الجاسم” أنه سيتم تسيير دوريات من التموين في سوق منبج للمواشي خلال الأيام المقبلة، “وسيتم اتخاذ الإجراءات المناسبة بحق المخالفين لشروط الذبح والبيع.”

ويبلغ عدد بائعي اللحوم المنتسبين لاتحاد القصابين في منبج  50 شخصاً.

وقال سليمان الأحمد، وهو طبيب يشرف على مسلخ منبج، إن فحص كافة الذبائح والتأكد من سلامتها وخلوها من الأمراض السارية والمعدية كالطاعون والجدري يتم يومياً من الخامسة صباحاً وحتى العاشرة صباحاً.

 ويتسع مسلخ منبج لـ 200 ذبيحة في الوقت نفسه ، ويتم يومياً ذبح ما يقارب 80 ذبيحة على اختلاف أنواعها.

وبعد الانتهاء من الذبح، يعاد الكشف على الأجزاء الداخلية للذبيحة كالكبد والكليتين والرئتين، وفحص الأفخاذ كونها تعتبر المكان الوحيد لضرب الحقن من أجل العلاج اذا كانت الذبيحة مريضة.

ويتم إتلاف الذبيحة وحرقها أصولاً إذا ما ثبت أي مرض بعد الفحص، بحسب “الأحمد”.

إعداد: صدام الحسن – تحرير: حكيم أحمد